الصفحة الرئيسية / سیاسیة / سفير سوريا في بيروت لـ'ارنا': مطمئنون لموقف الرئيسين عون وبري والعلاقة الايرانية السورية استراتيجية وعميقة

سفير سوريا في بيروت لـ'ارنا': مطمئنون لموقف الرئيسين عون وبري والعلاقة الايرانية السورية استراتيجية وعميقة

علي وفي مقابلة اجرتها معه وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية اعتبر ان التنسيق بين الدولتين اللبنانية والسورية امر ضروري ويصب في مصلحة البلدين خاصة في اطار مواجهة الاعداء المشتركين اي اسرائيل والارهاب التكفيري وفي هذا السياق شدد السفير السوري علي اطمئنان بلاده من مواقف رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري. الا انه وفي سياق كلامه عن التطورات الميدانية والسياسية المرتبطة بالازمة السورية كرر عدم الاطمئنان للموقف الاميركي ولفت الي ان الحذر يبقي هو الاساس تجاه مواقف واشنطن. وعن العلاقات السورية الايرانية اشار علي الي انها استراتيجية وعميقة وقد وصلت اليوم الي اوجها نافيا اي خلل في العلاقة الايرانية الروسية حول سوريا مؤكدا ان التنسيق والتعاون يحصل بين هذه الدول الثلاث علي اعلي المستويات. وفيما يلي نص المقابلة كاملة:
**ارنا: نعيش هذه الايام ذكري حرب تموز ومن المعلوم ان لسوريا دور كبير في هذا الانتصار فماذا تقولون في هذه المناسبة؟
*علي: اولا اود ان اشير الي ان المقاومة وفلسطين بالنسبة لسوريا هما جوهر وجودها وسوريا تعتز بمواقفها الثابتة تجاه هاتين القضيتين وهي سعيدة بان ابطال المقاومة كانوا اهل لصناعة هذا النصر وهي شريكة في صناعة هذا النصر. ما حدث في هذه الحرب اضافة الي المؤامرة التي تعرضت لها سوريا واستهدافها من قبل قوي الشر كان الهدف منها هو تصفية القضية الفلسطينية التي شكلت حرب تموز احدي علامات حياتها. ومن المفيد التذكير بما قاله الرئيس الاسد بعد الانتخابات الرئاسية وحدد ثوابت سوريا تجاه المقاومة وفلسطين واشار الي ان سوريا ولبنان وايران سيستهدفون نتيجة هذا الدور. حرب تموز كما استهداف سوريا كان يراد منهما تغيير طبيعة المنطقة ولولا انتصار المقاومة وصمود سوريا كان وجه المنطقة مختلفا وكانت اسرائيل باشرت بمشروع تقسيم وتفكيك المنطقة علي اسس طائفية ومذهبية. الا ان الانتصار في تموز فتح بوابات قطاف انتصارات اخري ضد الارهاب التكفيري الذي يشكل امتداد للفكر الصهيوني لا بل ان هذه الحركات تعمل علي تحقيق نفس الاهداف الاسرائيلية.
**ارنا: سعادة السفير يطرح باستمرار سيناريو عدوان اسرائيلي علي سوريا لتغيير ميزان القوي الذي يميل بشدة الي مصلحة الدولة السورية. ما مدي جدية هذا السيناريو اليوم؟
*علي: في الحقيقة ان قراءة دقيقة للوقائع والمعطيات تدفع الي استنتاج مفاده ان امكانية نجاح اي اعتداء اسرائيلي علي لبنان او سوريا هي امكانية قليلة جدا وبالتالي يفترض بالمعيار الواقعي ان تكون امكانية المغامرة ليس اكيد ولكن هذا الاحتمال لا نسقطه. فوضع اسرائيل والولايات المتحدة والرجعية العربية السيء والذي يزداد سوءا مع مرور الوقت يجعل هذا الاحتمال وارد لذا فان محور المقاومة يستعد ويتحسب لاي عدوان اسرائيلي. ووضعنا اليوم افضل من خلال اتساع عدد الاطراف الدولية الداعمة لمحور المقاومة وخاصة الصين وروسيا.
**ارنا: موقف اسرائيل من منطقة الجنوب؟
*علي: اسرائيل عدو شرس وخطير ولا يمكن الاطمئنان اليه. لا اخلاق لديه ولا حدود لاطماعه. والسؤال المطروح هل هو قادر علي تنفيذ مآربه؟ يبدو واضحا ان اسرائيل تجاه الوضع في سوريا تعاني الاحباط والارباك وهي منزعجة. يظهر هذا من خلال ما تحاول فرضه من شروط بعد سقوط رهاناته مع النصرة وداعش والمجموعات المسلحة التي حاولوا الاستثمار بها ودفعوا لتكون بديلا عن الجيش السوري والدولة والمؤسسات السورية. الا ان تطورات الميدان السوري افسدت علي الاسرائيلي والاميركي مخططاته.
اما بالنسبة لمناطق تخفيف التوتر فانا افضل التركيز علي عناصر القوة لدي الدولة السورية والحلفاء. سوريا شعبا ودولة وجيشا بالاضافة الي الحلفاء هم الذين يملكون مفاتيح الانتصار. وهذا التفوق في الميدان يترجم الية في المصالحات التي تساهم في اختصار المعاناة. اما الاسرائيلي والاميركي والغرف التي تأمرت علي سوريا والخطوط الحمر التي رفعتها بعض الجهات تتبدل وتسقط وهذا تعبير عن التقدم الذي تحققه سوريا ومحور المقاومة.
طبعا لا يمكن ان نلغي احتمالات الاعتداء الاسرائيلي ولكن العدو اليوم هو الاضعف والوقت ليس لمصلحته. فالخطوط الحمراء التي تحدثت عنها واشنطن سقطتت والمجموعات المسلحة تتقاتل.
**ارنا:كيف تنظرون الي وقف واشنطن لبرنامج تسليح المجموعات المسلحة؟
*علي: هذه خطوة ايجابية وهو يعني ان الرهانات الاميركية لم تنجح ولكن هذا لا يعني ان الاميركي صار في موقع من يريد الخير لسوريا او لايران. هو لم يتبدل ولا يجب ولا يمكن ان نطمئن عليه. ادركت واشنطن ان الاستمرار بدعم المجموعات الارهابية سيكرس الخسائر لذلك تتراجع اميركا في سوريا.
**ارنا:ننتقل الان الي ملف العلاقات اللبنانية السورية وتحديدا النقاش الدائر حول العلاقات بين البلدين وكما هو معلوم هناك انقسام داخل الحكومة اللبنانية بين مؤيد ومعارض لتتخذ العلاقات بين البلدين المسار الطبيعي. كيف تصفون ما يجري سعادة السفير؟
*علي: ما يجري في الحقيقة لا توصيف له من وجهة نظري. نحن نتحدث عن دولتين ضمن جغرافيا واحدة وتاريخ واحد وشعب واحد والعائلات واحدة والعدو الذي يتربص بالبلدين واحد سواء الاسرائيلي او التكفيري. واي عاقل يدرك ان للبلدين مصلحة مشتركة في التكامل في مواجهة مخاطر العدوين الذين يملكان اجندة مشتركة.
ما يمكنني قوله ان الانقسام في لبنان مؤسف لان من يقف خلفه داخليا او خارجيا لا يريد تحقيق السيادة اللبنانية او تحرير الارض او تحقيق الانتصار علي الارهاب. مع ان هذا الارهاب لو ترك دون مواجهة فهو لن يوفر اي طرف وهذا ما اصبح واضحا لكل القوي في العالم بما فيها من دعم واموال وسلاح هذا الارهاب الذي عاد وانقلب علي مشغليه فضرب في الولايات المتحدة الاميركية وفي فرنسا وتركيا والسعودية.
الاصوات التي تعلو في لبنان رافضة التنسيق بين البلدين تثير الشفقة ودواؤها الاهمال لاننا اذا علقنا علي مواقفها نعطيها فعالية. انا اري ان القوة تتمثل بموقف فخامة رئيس الجمهورية ميشال عون ودولة رئيس مجلس النواب نبيه بري وفي موقف المقاومة والقوي الوطنية وفي الاجماع المناطقي والطائفي والمذهبي والديني والشعبي الذي تحقق حول انجاز المقاومة في تحرير جرود عرسال.
وانا اريد ان اذكر بان الاتفاقات الناظمة للعلاقات بين البلدين قائمة ومصلحة لبنان فيها اكبر من مصلحة سوريا. ونحن نواجه مخاطر من مصادر واحدة والتكامل في مواجهة هذه المخاطر يتطلب تعاونا وتنسيقا.
وسوريا اليوم منتصرة والمصالحات مستمرة وعملية اعادة الاعمار تشهد اقبالا من قبل الكثير من الاطراف مع العلم ان سوريا تميز بين من كان شريكا في الصداقة وبين من يسفك الدم السوري.
كما ان سوريا بدولتها ومؤسساتها لا تحتاج لشهادة ممن لا يملكون الشهادة بانفسهم. كما قلت سابقا نحن نطمئن لموقف الرئيسين عون وبري ولموقف سيد المقاومة الذي تحدث بلغة مسؤولة ووطنية وفيها الحرص علي الجميع بمن فيهم من اخطأوا بحق المقاومة.
**ارنا:هل يمكن ان تؤكدوا ان التنسيق قائم اليوم بين الجيشين اللبناني والسوري حول معركة الجرود القادمة؟
*علي: انا اظن ان لا مصلحة لنا في الغوص في تفاصيل لا تغير من الوقائع. المطلوب اليوم الاستفادة من كل القوي للانتصار علي الارهاب والمصلحة تفرض هذا التعاون. التنسيق اليوم قائم والمصلحة تفرضه ولا علم لي ان مكتب التنسيق بين الجيشين توقف. ويجب الاطمئنان ان الامور بايدي الجيشين اللبناني والسوري الذين يحرصان علي تحقيق النصر الذي يعتبر مصلحة للطرفين. باقي الكلام نوع من التمرين الصوتي. هو تعبير عن الضعف والانزعاج من تحقيق الانتصارات. ما يخدم البلدين هو احترام المواطنة ومحاربة الفساد والتكامل في الاقتصاد والحرص علي السلم الداخلي ولا مصلحة لاي طرفين بتأجيج الفتنة. نحن نحرص علي شعوب المنطقة ولا نريد الاذي لها.
**ارنا:ما مدي دقة ما يقال عن خلافات روسية ايرانية حول المسألة السورية؟
*علي: العلاقة استراتيجية بين سوريا وايران. عمرها عقود وهي مرشحة لان تقوي لا لان تهتز. كما اني اري ان التكامل الروسي الايراني السوري في مرحلة ممتازة ومتقدمة , قد يكون هناك تباينات ولكن اري من خلال موقع المضطلع ان اللقاءات والمشاورات تحصل بوتيرة يومية ودائمة بين قيادات الدول الثلاثة.
عندما يحدث اي التباس يتم تجاوزه بسرعة فالخط الساخن مفتوح بين العواصم الثلاثة اضافة الي العراق. يجب ان لا ننسي ان هناك لجنة رباعية بين ايران وسوريا وروسيا والعراق. وهناك حرص من قبل سوريا علي تعميق التواصل مع العراق خاصة بعد انتصار الموصل. ان انتصار اي من هذه الدول هو قوة للجميع.
اعود واكرر ان العلاقة بين سوريا وايران هي في اوج نجاحها كما ان العلاقة السورية الايرانية الروسية ممتازة واي تباين في وجهات النظر تتم معالجته فورا كما ان الامور تبحث علي اعلي المستويات من خلال اللقاءات التي تحصل بين وزراء الدفاع والقادة الامنيين والمسؤولين الاقتصاديين والسياسيين. كما ان اللقاءات التي حصلت بين قادة الدول تعكس الحرص العالي المستوي علي التكامل والتكافل علي كافة المستويات. هذه العلاقة تحظي برعاية رؤساء وقادة الدول من الامام الخامنئي والرؤساء بوتين وروحاني والاسد. وهناك ترجمة دائمة لهذه العلاقة فالاتفاق النووي كان احد ثمار التعاون الروسي الايراني وانتصار سوريا ايضا من ثمار هذا التنسيق.
**ارنا:ما هو مستقبل مدينة ادلب التي يتجمع فيها الارهابيون؟
*علي: انا لست قائد عسكري ولكن ما استطيع قوله ان العالم الذي كان يتلاعب بالمواقف تجاه تصنيف جبهة النصرة كطرف ارهابي مضطر اليوم لعدم المكابرة ويبدو ان هناك شبه اجماع علي التخلص من النصرة. حتي من دعموا هذا الفصيل الارهابي باتوا اليوم يخشون من الارتدادات عليه. نحن اليوم امام خارطة طريق ستؤدي الي التخلص من التخلص من الارهاب بوجهيه: النصرة وداعش. لكن هذا الامر لا يجعلنا نطمئن الي جدية الادارة الاميركية او التركية.
**ارنا:ماذا عن مسارات التفاوض من اجل الحل السلمي؟
*علي: نستطيع ان نقول اننا نمتلك القوة الميدانية وقوة الموقف في المفاوضات كما في الحرب نحن نعمل بحذر وجدية وقوة من اجل تحقيق هدف تخلص سوريا من الارهاب. والانتصار في الميدان هو مقدمة للانتصار في المفاوضات. وسوريا منفتحة علي كل المبادرات وتسعي للحل السلمي ونحن نثق بان السوريين يدركون ما كان يخططه الاعداء لهم وهم اليوم يريدون اعمار بلدهم واستقراره.
انتهي**388**2054** 2344

www.irna.ir

تحقق أيضا

قيادي في حركة فتح: نحن جزء أصيل مما يجري من مواجهة في القدس

وقال في تصريح خاص لمراسلنا ان معظم قيادات فتح بالمعتقلات نتيجة ما قاموا به في …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *