
في حوار خاص اجراه مراسل (ارنا) مع عباس الزيدي القيادي في كتائب سيد الشهداء حول تفاصيل الهجوم الذي تم تنفيذه وباربعة مراحل واستهدف مواضع كتائب سيد الشهداء في منطقة (التنف) داخل الاراضي السورية والتي تقع علي مقربة كبيرة من الشريط الحدودي العراقي السوري حيث كشف لنا عن تفاصيل وابعاد جديدة لهذه الحادثة .
عباس الزيدي وخلال لقاءنا معه اكد لنا، ان القوات الامريكية هي التي قامت بتزويد داعش بالمعلومات الاستخبارية عن مواقع كتائب سيد الشهداء وكذلك التشويش علي اجهزة الاتصالات التابعة للكتائب واستهداف الاليات العسكرية من خلال الاحداثات الذكية والقصف المدفعي الذي ادي الي تعطيل القدرات العسكرية لقوات سيد الشهداء، ما مهد للهجوم الوحشي لعصابات داعش والذي ادي الي اسر الشهيد محسن حججي وقيام داعش بقتله هناك وبشكل وحشي .
ووصف الزيدي الهجوم الذي تعرضت له كتائب سيد الشهداء بانه مشابه جدا من حيث التكتيك للهجمات التي يتعرض لها الجيش السوري وفصائل المقاومة الاسلامية في سوريا والتي تقوم بها القوات الامريكية هناك وخصوصا الهجوم الذي تعرض له الجيش السوري في (دير الزور) في ايلول – سبتمبر 2016 ميلادي حين قامت الطائرات الامريكية بقصف شديد للجيش السوري وبعدها قامت عناصر داعش الارهابية بالهجوم علي مواقع الجيش السوري هناك .
وحسب قول الزيدي ان الهجوم الذي استهدف كتائب سيد الشهداء كان مدروسا ومخططا له لان الاسلحة والاعتدة والصواريخ والقدرات التي تم استخدامها في هذا الهجوم لاتمتلكها غير امريكا واسرائيل في المنطقة، وان عصابات داعش الارهابية سواء في العراق او في سوريا لاتمتلك مثل هذه القدرات العسكرية وهذه الاسلحة اطلاقا .
واضاف : ان استهداف كتائب سيد الشهداء جري علي عدة مراحل، ففي المرحلة الاولي وقبل وقوع الهجوم ظهرت في سماء المنطقة طائرات استطلاع متطورة جدا ومثل هذه الطائرات لاتمتلكها الا القوات الامريكية واسرائيل .
واستطرد الزيدي قائلا : وبعد انتهاء الطلعات الجوية الاستكشافية للمنطقة، قطعت جميع الاتصالات اللاسلكية ولمدة 4 ساعات كي لاتتمكن القوات المستقرة في هذه المنطقة من الاتصال بالقطعات الاخري وطلب المساعدة . مشددا، ان داعش لاتمتلك مثل هذه القدرات وامريكا فقط هي من تمتلك مثل هذه القدرات وتستطيع ان تقطع الاتصالات عن منطقة بشكل كامل .
وتابع القيادي في كتائب سيد الشهداء : وبعد ان قطعت الاتصالات تم استهداف مواقع كتائب سيد الشهداء بقذائف مدفعية ذكية ومتطورة جدا، والامر المهم هنا هو ان الموقع الرسمي للجيش الامريكي ذكر في الساعات الاولي بعد القصف ومن خلال نشره لبيان رسمي ان القوات الامريكية قامت بقصف مواقع قرب الشريط الحدودي العراقي السوري .
عباس الزيدي اضاف قائلا : بعد ان مهدت القوات الامريكية من خلال الطلعات الاستكشافية وقطع الاتصالات اللاسلكية واتصالات شبكة الموبايل بشكل كامل والقصف المدفعي المركز قامت عصابات داعش الارهابية بشن هجومها علي مواقع كتائب سيد الشهداء وفي الوقت الذي كانت فيه الخطوط الدفاعية لكتائب سيد الشهداء قد تحطمت قبل بدأ هجوم عصابات داعش، وبعد انتهاء الهجوم ومن خلال حملات التفتيش التي جرت في المنطقة تم العثور علي ادلة بضمنها اسلحة امريكية تؤكد علي ان الهجوم الذي تعرضت له كتائب سيد الشهداء قرب الحدود العراقية السورية تم بتنسيق بين القوات الامريكية وعصابات داعش الارهابية .
الزيدي اكد ومن خلال حديثه علي ان جميع العجلات والاليات العسكرية التابعة لكتائب سيد الشهداء في المنطقة تم تدميرها بواسطة قذائف مدفعية حرارية، ومع دخول داعش الي ساحة المعركة كانت القدرات العسكرية لكتائب سيد الشهداء قد شلت بشكل كامل، وتم تمهيد الارضية لقيام داعش بهذا الهجوم .
الزيدي شدد علي ان عصابات داعش لاتمتلك مثل هذه الاسلحة الذكية وان جميع الادلة والشواهد تؤكد ان القوات الامريكية هي المتهم الاول بهذا الهجوم وهذه الجريمة تم تنفيذها بتنسيق بين القوات الامريكية وعصابات داعش الارهابية .
وفيما يتعلق باستشهاد الشهيد الإيراني محسن حججي اضاف الزيدي : الشهيد حججي كان بطلا مخلصا وكان متواجدا في المنطقة في وقت وقوع الهجوم وقاوم بشكل بطولي مع باقي القوات حتي وقعوا اسري بيد عصابات داعش ثم بعدها استشهد بعد ان قامت هذه العصابات الهمجية بقتله بشكل وحشي .
وحول تضحيات الشهيد حججي في الحرب ضد الارهابيين قال الزيدي : كان الشهيد البطل في اغلب الاوقات يقاتل مع كتائب سيد الشهداء وباقي فصائل المقاومة الاسلامية في سوريا، وفي الفترة الذي وصلت فيه عصابات داعش الارهابية الي مقربة من الحرم الزينبي المطهر وكانت تبعد 300 متر فقط عن الحرم المطهر كان الشهيد حججي يقاتل ويدافع بكل بسالة وبطولة الي جانب هذه القوات دفاعا عن حرم السيدة زينب (سلام الله عليها) وفي النهاية كانت الشهادة افضل وسام يتقلده هذا البطل المضحي في يوم الاثنين من الاسبوع المنصرم .
وحول الاسباب التي دفعت امريكا للتعاون مع داعش في هذا الهجوم اكد عباس الزيدي : امريكا لاتريد ان يكون الخط الحدودي الواقع شمال معبر الوليد في محافظة الانبار وحتي جنوب البعاج والذي يبلغ 250 الي 300 كيلو متر تحت سيطرة القوات المسلحة العراقية والحشد الشعبي .
واضاف : القوات الامريكية تريد لهذه المنطقة من الحدود العراقية ان تبقي مفتوحة لتتيح لها تحرك قواتها من قاعدة عين الاسد في الانبار باتجاه الحدود السورية لتنفيذ مخططاتها في العراق وسوريا .
وحول الاتهامات التي وجهت لكتائب سيد الشهداء ودخولها الاراضي السورية قال الزيدي : ان قوات كتائب سيد الشهداء لم تدخل الاراضي السورية من العراق ، وان هذه القوات كانت ومنذ زمن بعيد تقاتل العصابات الارهلبية داخل سوريا وضمن اطار قوات المقاومة الاسلامية الي جانب الجيش السوري .
واردف ان قوات كتائب سيد الشهداء التي تعرضت للهجوم في منطقة التنف السورية كانت تبعد عن الحدود العراقية 1 او 2 كيلو متر، مؤكدا ان القوات المسلحة العراقية والحشد الشعبي كانوا في جانب والجيش السوري وفصائل المقاومة الاسلامية في جانب اخر، وان قوات الجانبين كانت تنوي أن تلتقي بالقرب من حدود البلدين لاغلاق النقطة الحدودية المفتوحة والتي تبلغ 250 الي 300 كيلو متر، وكان الهدف من ذلك هو قطع طرق الامداد والارتباط بين الارهابيين علي حدود البلدين فطالما بقيت حدود العراق وسوريا مفتوحة امام الارهابيين فهؤلاء سوف يتمكنون من التنفس مرة اخري .
انتهي ع ص **2344