
واوردت 'سانا' ان المهندس خميس اكد في كلمته أن انطلاق معرض دمشق الدولي هذا العام يحمل رسالة للعالم أجمع بأن إرادة الحياة لدي السوريين كانت وستبقي أقوي من الإرهاب رافعا راية من رايات انتصار الحياة علي القتل والحق علي الباطل والشرف علي الخيانة والسيادة علي التبعية.
ولفت رئيس مجلس الوزراء السوري إلي “أنه لولا دماء وتضحيات شهداء وجرحي الجيش العربي السوري وحلفاء وأصدقاء سورية المقاومين والأوفياء لما استطعنا بفضلهم أن نجتمع لنعلن فصلا جديدا من فصول الانتصار”، وقال “إن معرض دمشق الدولي يعاود هذا العام انعقاده بعد ست سنوات قدمت فيها سورية أغلي أبنائها وأقدس دمائها دفاعاً عن سيادتها واستقلالها ووحدة ترابها”.
وأشار المهندس خميس إلي أنه خلال السنوات الماضية شكلت محاولات إسقاط مؤسسات الدولة السورية هدفاً مركزياً للقوي والدول المتآمرة حيث استهدفت منذ اللحظات الأولي للأزمة بناها التحتية ومنشآتها الإنتاجية العامة والخاصة وثرواتها ومواردها الطبيعية والاقتصادية بشكل لافت ومفضوح إلي جانب الإجراءات الاقتصادية القسرية الأحادية الجائرة أحادية الجانب التي فرضها الغرب وبعض الأنظمة العربية علي الشعب السوري.
ولفت المهندس خميس إلي أن “سورية خسرت خلال الأزمة الكثير من ثرواتها وإمكانياتها وتراجعت مؤشراتها التنموية التي كانت تضاهي بها دولاً كثيرة في المنطقة”، معتبراً أن التقديرات الأولية لحجم الخسائر الاقتصادية والاجتماعية التي منيت بها سورية ستكون مؤلمة وصادمة لأصحاب الضمير الإنساني ولكن ما يعزي النفس أن هذه الحرب ورغم كل ما سخر لها من أموال وسلاح ومسلحين وإعلام لم تستطع أن تقتل في نفوس السوريين إصرارهم علي الحياة والتمسك بمبادئهم وحقوقهم وتميزهم وإبداعهم.
وأكد رئيس مجلس الوزراء أن الذي لم تستطع إدراكه والنيل منه القوي المعادية لسورية هو مستوي التماسك المؤسساتي للدولة حيث لا تزال البنية المؤسساتية قائمة سليمة وصلبة والذي تأثر هو الموارد، وقال “هذه هي مؤسسات الدولة السورية التي استطاعت أن تجهز هذا الملتقي الدافئ والتي ستكون قادرة بالتعاون معكم علي أن تعيد للاقتصاد السوري ألقه وقوته”.
ورأي المهندس خميس أن “الاقتصاد الذي صمد طيلة هذه الأزمة يستحق أن يكون شريكاً موثوقاً للحاضر وللمستقبل لأن شريكاً موثوقاً بإمكانيات محدودة خير من شريك غني لا يحظي بالمصداقية والثقة”، لافتاً إلي أن عودة الحياة لمعرض دمشق الدولي وبمشاركة واسعة وكثيفة من الشركات المحلية والخارجية تعني أن الحرب فشلت رسمياً في النيل من مؤسسات الدولة السورية وفشلت في قتل إصرار وإرادة السوريين الذين لم ترهبهم طوال السنوات السابقة قذائف الحقد ولم تمنعهم التفجيرات الإرهابية من التوجه إلي أعمالهم والتواجد حيث يريد الوطن وتكمن مصلحته.
وقال المهندس خميس “إنه في الوقت الذي تستمر فيه قواتنا المسلحة والحلفاء الأوفياء بتحقيق المزيد من الانتصارات علي الإرهاب واستعادة مناطق جديدة إلي كنف الدولة السورية تخوض الحكومة معركة أخري فتحرير الطاقات الإنتاجية للبلاد وإعادة استثمار الموارد والثروات الوطنية وتوظيفها بما يخدم صمود الدولة وتخفيف ما يعانيه المواطن السوري من ضغوط اقتصادية جراء تبعات الحرب يمثلان أولوية أساسية لدي الحكومة التي اتخذت في هذا السياق جملة واسعة من الإجراءات والقرارات الهادفة إلي ضمان عودة دوران عجلة الإنتاج في القطاعين العام والخاص”.
وأكد رئيس مجلس الوزراء أن النجاح في إعادة دوران عجلة الإنتاج في ظل ظروف الحرب وآثارها يشير إلي أن عزيمة السوريين في مرحلة إعادة البناء والإعمار لن تقل عن عزيمتهم التي هزمت الإرهاب بدليل روح الحياة التي تدب سريعاً في المناطق التي يحررها جيشنا الباسل رغم ما لحق بها من دمار وخراب وتوجه الكثير من الصناعيين إلي ترميم مصانعهم وإعادة تأهيلها لتقلع من جديد دون أن ينتظروا قراراً من أحد فضلاً عن انخراط آلاف الشباب والشابات منذ بداية الحرب في مبادرات وطنية للإغاثة والدعم والتنمية، مبيناً أن المحبين لسورية مطمئنون ومتأكدون أنها “ستنهض من جديد كطائر الفينيق”.
واعتبر المهندس خميس أن مؤازرة العديد من الأشقاء والأصدقاء لسورية في إعادة إحياء أقدم فعالية اقتصادية واجتماعية وثقافية وفنية في أكبر مدينة للمعارض بالمنطقة وأكبر مساحة إشغال في تاريخ المعرض، تؤكد أن سورية في معركتها ضد الإرهاب المهدد للمنطقة والعالم ليست وحدها وأن محاولات بعض الدول والحكومات عزلها وحصارها باءت بالفشل علي المستويين الشعبي والدولي رغم كل ما خلفته تلك المحاولات من آثار علي حياة المواطنين وأوضاعهم المعيشية والاقتصادية والصحية.
وبين المهندس خميس أن للموقع الجغرافي الاستراتيجي لسورية دوراً في إفشال محاولات المقاطعة والحصار إلا أن ما سارت عليه سورية منذ ما يقارب خمسة عقود من سياسات الانفتاح علي الدول العربية والعالمية واهتمامها بالقضايا العادلة للشعوب ومساندتها في مواجهة قوي الاستعمار والهيمنة كان له الأثر الأبرز في إفشال ما كان يخطط لها في الوقت الحاضر رغم كل التآمر والتواطؤ العلني من بعض الأنظمة والحكومات إلا أن ثقتنا تبقي دون حدود بالشعوب وصحوتها وقيمها.
وأعرب رئيس مجلس الوزراء عن حرص سورية علي تعزيز وتوسيع مجالات التعاون مع الدول كافة لما فيه خير ومصلحة شعوب المنطقة، مضيفاً.. إن “أبواب سورية ستظل مشرعة لجميع المستثمرين ورجال الأعمال للعمل والاستثمار وبناء شراكات اقتصادية تحقق طموحات جماهير شعبنا في استعادة سورية لدورها ومكانتها الاقتصادية علي مستوي المنطقة والعالم”.
ورأي المهندس خميس أنه من الضروري في عصر التكتلات “الاجتماع علي مشروع تكتل اقتصادي موحد يضم أصدقاء السلام والسيادة لبناء منظومة اقتصادية تسمح بصون القرارات السيادية ومواجهة نزعات الاستعمار الاقتصادي وكسر حلقات العقوبات الاقتصادية الجائرة التي تحرم الأطفال من الحليب والمرضي من الدواء والمواطنين من الغذاء فقط لتحقيق مكاسب سياسية استعمارية”.
وأشار المهندس خميس إلي أن الاقتصاد يجب أن يكون وسيلة لتحقيق رفاه الشعوب وليس سلاحاً للتدمير الشامل للمجتمعات واستعمارها واستعبادها ومصادرة قرارها لذلك نحن اليوم مدعوون أكثر من أي وقت مضي لأن نتكاتف لنشكل شبكة أمان اقتصادي لشعوبنا تصون خياراتنا وقراراتنا.
انتهي ** 2342