
واشارت 'ارنا' في تقرير لها الي تسمية قائد الثورة الاسلامية العام الايراني الجاري بعام دعم السلع الايرانية واكد في خطابه لمناسبة عيد النوروز في المرقد الرضوي علي تقوية الاقتصاد الداخلي المنتج والمتطلع للتصدير الي الخارج باعتبارهما الركيزتين للاقتصاد المقاوم.
وما يستنتج من هذه التويجهات هو تحقيق الاكتفاء الذاتي والاستقلال الاقتصادي في ضوء امكانيات البلاد، وهي القضية التي تستوجب بعض الامور، من اهمها ايجاد او الدخول في تحالفات او اتحادات اقليمية ومشاريع اقتصادية مشتركة بهدف توفير مصالح الدول المتعاونة.
وفي حال تشكيل تحالفات اقتصادية وايجاد التغطية التجارية باسلوب الانتفاع الثنائي من قبل الطرفين، يمكن باقل النفقات الممكنة ومن دون الوقوع في التبعية المحض، تلبية الحاجات المتبادلة للحكومات، وفضلا عن المنافع الاقتصادية فان هذا الامر من شانه تعزيز التناغم بين الشعوب وبعبارة اخري فانه يضع اداة امام الدبلوماسية العامة لمختلف الدول.
ومن جانب اخر فان الضغوط المتزايدة من جانب الاقتصادات الكبري بسبب نزعتها الانتفاعية واستغلالها للشعوب الاخري، تستوجب ايجاد التحالفات الاقليمية والدولية بين الدول المستقلة والتناغمة.
وفي مثل هذه الظروف يمكن لايران بصفتها عضو ترويكا حركة عدم الانحياز التي تضم نحو 120 دولة واحد اهم اللاعبين السياسيين الاقليميين، يمكنها عبر الانضمام للاتحادات الاقتصادية المختلفة فتح ابواب اسواق جديدة وعرض قدراتها التقنية – الهندسية وكذلك منتوجاتها وامكانياتها البنيوية وان تستفيد من امكانيات الدول الاخري.
وفي هذه اللعبة التي تصب في مصلحة الجميع يمكن تحقيق الاكتفاء الذاتي في انتاج السلع وتوفير البنية التحتية اللازمة للاستقلال في سائر المجالات.
ونظرا للمكانة الجيوسياسية المهمة جدا لايران في ضوء موقعها في غرب اسيا واتصالها ببحر قزوين في الشمال والخليج الفارسي وبحر عمان في الجنوب، فانها تعتبر لاعبا اساسيا في احياء طريق الحرير التجاري لربط الشرق الاقصي واسيا الوسطي باوروبا برا والربط مع افريقيا بحرا.
مشروع 'حزام واحد؛ طريق واحد' الذي انطلق في العام 2013 باقتراح من الصين ومشاركة مائة دولة في العالم يتضمن طريقين تجاريين هما 'الحزام الاقتصادي لطريق الحرير' و'طريق الحرير البحري' وفي كليهما تعتبر ايران احدي المحطات الرئيسية.
وبناء عليه فان الانضمام للتحالفات التجارية الاقليمية والعالمية ومنها هذا المشروع، سيعزز الاكتفاء الذاتي لاقتصاد البلاد كما سيطرح ايران كانموذج للدول الاخري في ضوء استخدامها قدراتها ومعارف والعلوم التي قامت بتوطينها علي مدي العقود الاربعة الماضية اعتمادا علي شبابها وعلمائها.
انتهي ** 2342