الصفحة الرئيسية / سیاسیة / الجِنرال سليماني يَستعد للانتقام لشُهداء الغارَة علي قاعِدَة “تيفور”

الجِنرال سليماني يَستعد للانتقام لشُهداء الغارَة علي قاعِدَة “تيفور”

القِصَّة بَدأت عِندما أعلن مُتحدِّث عَسكريّ سُوريّ عن تَصدِّي الدِّفاعات الجَويّة السُّوريّة لعُدوانٍ خارجيّ، وإسقاطها عَددًا من الصَّواريخ، ولَمَّح إلي أنّ دولة الاحتلال الإسرائيلي هي التي تَقِف خَلف هذا العُدوان، ليَعود ويُوَضِّح أن هذا العُدوان لم يَحدُث، وأنّ إنذارًا خاطِئًا باختراق الأجواء السُّوريّة أدّي إلي إطلاق صافِرات الدِّفاع الجَويّة وعَددٍ من الصَّواريخ.
ما يُمكِن استخلاصه من بَين سُطور هذا الحَدث أنّ الدِّفاعات الجَويّة السُّوريّة في حالةِ تأهُّبٍ قُصوَي، لتَوقُّعِها عُدوانًا إسرائيليًّا، أو مُواجَهةٍ عَسكريّة إيرانيّة إسرائيليّة، بعد إعلان حالةَ الطَّوارِئ في صُفوف الجَيش الإسرائيلي انْعَكست في تَعزيزِ القُوّات البَريّة والجَويّة علي طُول الحُدود السوريّة واللبنانيّة، تَحسُّبًا لرَدٍّ انتقامِيّ إيرانيّ واسِع النِّطاق علي الغارةِ الصَّاروخيّة الإسرائيليّة قَبل عشرة أيّام علي قاعدة “تيفور” الجَويّة، وأدّت إلي استشهاد 14 مَسؤولاً عَسكريًّا، من بَينِهم سَبعة إيرانيين، أبرزهم العقيد مهدي ديغان المَسؤول عن قِطاع الطيران المُسيّر (درونز) في فَيلق القُدس التَّابِع للحَرس الثوري الإيراني، حسب ما ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” نَقلاً عن مَسؤولين عَسكريين إسرائيليين يوم أمس الاول.
الحَرب غير المُباشِرة، أو بالإنابة، بين الجانِبين الإيراني والإسرائيلي علي أرض سُوريّة ولبنان لم تَتوقّف مُطلقًا مُنذ هَزيمة المُقاومة (حزب الله) للجيش الإسرائيلي مَرّتين، الأولي عام 2000 عندما انسحب هذا الجيش مَهزومًا، ومُنهِيًا احتلاله لجَنوب لبنان، والثَّانِية أثناء العُدوان الإسرائيلي في تَمّوز (يوليو) عام 2006، ولكن الكاتِب الأمريكي توماس فريدمان تَوقّع في مقالِه الأسبوعي الأخير في صَحيفة “نيويورك تايمز” أنّ هذهِ الحَرب ستنتقل إلي مَرحلة المُواجَهة المُباشَرة قَريبًا جدًّا نقلاً عن مَسؤولين عَسكريين إسرائيليين كِبار التقاهَم أثناء زِيارته لجَبهة الجُولان علي الحُدود السُّوريّة مع فِلسطين المُحتلَّة.
استهداف الصَّواريخ الإسرائيليّة لقاعدة “تيفوز” الجَويّة قُرب حِمص، يأتي لاعتقادها الرَّاسِخ بأنّ الجِنرال قاسم سليماني قائِد فليق القدس يتَّخِذها مَقرًّا له، ويَعِد حاليًّا لهُجومٍ بالطَّائِرات “المُسيَّرة” “درونز” مُتطوِّرة مُجهَّزة بِمُتفجِّرات، لضَرب أهداف في العُمق الإسرائيلي.
بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي هَدَّد أكثر مِن مَرّة بأنّه لن يَسمَح بوُجود قواعِد عَسكريّة إيرانيّة علي الأراضي السُّوريّة، وكَرَّر وزير دِفاعه إفيغدور ليبرمان التَّهديدات نفسها، وأثارَت كفاءَة الدِّفاعات الجَويّة السُّوريّة المُتطوِّرة التي جَري إعادَة تأهيلها وتَطويرها روسيا في الأَشهُر الأخيرة، حالةً من القَلق في أوساط القادَة العَسكريين الإسرائيليين، خاصَّةً بعد إسقاطها خَمسة من ثمانِية صواريخ أُطلقت علي قاعَدِة “تيفور”، وتوارُد أنباء عن تَعزيزِها بِصَواريخ “إس 300” الروسيّة بعد العُدوان الثُّلاثي.
الجِنرال غادي ديزنكوف، رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي قال في حَديثٍ لقَناةٍ تلفزيونيّة إسرائيليّة قبل أسبوعين أنّه يَتوقّع حَربًا وَشيكة علي الجَبهة الشماليّة، (سورية لبنان)، وقَبل نِهاية هذا العام كحَدٍّ أقصي، حيث من المُقرِّر أن يُحال إلي التَّقاعُد من الخِدمة العَسكريّة، وأكّد علي أكبر ولايتي، مُستشار السيد علي خامنئي، المُرشد الإيراني الأعلي، أنّ العُدوان الإسرائيلي علي قاعِدة “تيفور” واستشهاد إيرانيين لن يَمُر دُونَ رَدٍّ قَويّ.
انفجار حَربٍ إيرانيّة إسرائيليّة علي الأرضِ السُّوريّة ربّما يُوَرِّط الدَّولتين العُظمَيين، أي أمريكا وروسيا، فيها حَتمًا، رَغم مُحاولاتِهما الحَثيثة لضَبط النَّفس، وفي ظِل التَّقارير الأمريكيّة التي تُؤكِّد اقتراب حَبل مِشنَقة العَزل من عُنَق الرئيس دونالد ترامب بِسبب تَعاظُم فَضائِحه الجِنسيّة والسِّياسيّة، لا نَستبعِد أن تُعَجِّل القِيادة الإسرائيليّة بإشعال فَتيل الحَرب قبل طَردِه من البيت الأبيض، لأنّه لن يأتِي رئيس أمريكي أكثَر دَعمًا لإسرائيل وغَطرَسَتِها العُدوانيّة أكثر مِنه.
أيُّ عُدوانٍ إسرائيليٍّ علي مِحوَر المُقاومة سَيُواجِه بِرَدٍّ قَويٍّ جِدًّا بالقِياس إلي تَطَوُّر القُدرات الدِّفاعيّة والهُجوميّة لإيران وسورية و”حزب الله”، وتَردُّد الطَّائِرات الحَربيّة الإسرائيليّة في اختراق الأجواء السُّوريّة، والاكتفاء بالقَصف الصَّاروخي مِن الأجواء اللبنانيّة خَوفًا من الإسقاط علي طَريقة طائرة “إف 16” في شباط (فبراير) الماضي، وباتَ واضِحًا للعَيان ولا يَحتاج إلي إثبات.
ترسانة إيران وحزب الله وسورية من الصَّواريخ المُتطوِّرة جِدًّا، ويَصِل تِعدادها إلي مِئات الآلاف مِن مُختَلف الأحجام والأبعاد، كافِية لإلحاق أضرار، إن لم تَكُن هَزيمةً كُبري بِدَولة الاحتلال ومَستوطِنيها، وإذا أضَفنا إليها طائِرات “الدرونز” المُعَزَّزة بالصَّواريخ والمُتَفجِّرات، وهي التَّهديد الأحدَث، فإنّ الصُّورة تَبدو سَوداويّة بالنِّسبة للإسرائيليين عَسكريين ومَدَنيّين مَعًا.
لا نَختَلِف مع توماس فريدمان في عُنوان مَقاله “سورية ستتفجّر حَتمًا”، ولكن الخِلاف الأهم معه هُو في تَوقُّعاتِنا بأنّ هذا الانفجار قَد يَنقَلِب دَمارًا علي إسرائيل أيضًا.. ولَديها الكَثير الذي تَخسَره.. والأيّام بَيْنَنَا.
راي اليوم : عبد الباري عطوان
انتهي ** 1837

www.irna.ir

تحقق أيضا

قيادي في حركة فتح: نحن جزء أصيل مما يجري من مواجهة في القدس

وقال في تصريح خاص لمراسلنا ان معظم قيادات فتح بالمعتقلات نتيجة ما قاموا به في …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *