
وخلال حديثه لوكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء «إرنا» شدد الصوراني، علي أنه 'لا مجال للحديث عن حل سياسي أو مرحلي للقضية الفلسطينية؛ وفق الشروط الصهيونية الأمريكية، ووفق «مصالح»، قيادة السلطة الفلسطينية التي تتمسك بالمفاوضات العبثية مع العدو الغاصب عبر التنازل ليس فقط عن الحقوق التاريخية والثوابت الوطنية ؛ بل أيضاً عن السيادة الكاملة علي القدس بمساجدها وكنائسها'.
وقال: 'لا يمكن كذلك الحديث عن المهادنة أو الأدوار التركية والقطرية والسعودية وغيرهم من العملاء؛ إلا في إطار تكريس الانقسام بين الفلسطينيين وصولاً إلي دويلة غزة المسخ'.
وتابع القول: 'إن انقضاء الزمن يعجز عن أن يجعل من احتلال الصهاينة الباغي لفلسطين عملاً مشروعاً ، وفي إطار هذه النظرة الشمولية، فإنني أنظر إلي قضية القدس باعتبارها قلب ومحرك ذلك الإطار من حيث الأهمية السياسية والدينية والتاريخية التي لا يمكن إزاحتها من الذهنية العربية الإسلامية والمسيحية في آن واحد (..) هذه الأهمية لا تتوقف عند الجانب المكاني أو الواقع المادي البشري أو الجغرافي بقدر ما تتغلغل في سيكولوجية الفلسطيني والعربي الداخلية الكامنة ؛ رغم هذا الواقع المأزوم والمهزوم الذي نعيشه اليوم'.
ولفت الصوراني، إلي أن الإصرار علي أن تكون القدس العربية عاصمة للفلسطينيين هو موقف تسنده الحقوق التاريخية والقانونية إلي جانب الشرعية الدولية، موضحاً أن ما يحاول البعض طرحه عن سيادة مشتركة علي المدينة هو أمر غير قابل للتحقق.
وأضاف: 'إن رفض التوحد بين الهويتين المتناقضتين لا يعود إلي الحق التاريخي للفلسطينيين والعرب في مدينة القدس وكل فلسطين فحسب، ولكنه يمثل في الحاضر والمستقبل بصورة واعية تستند إلي أن وجود الفلسطينيين ومستقبلهم مرهون بالانتماء إلي محيطهم العربي في المكان والزمان، وهو وجود يعبر عن انتماء عضوي عميق لا تؤثر فيه الهزيمة المؤقتة أو عوامل القوة الصهيونية في اللحظة الراهنة في عالم متغير يقول لنا ببساطة إن المستقبل هو للأمة العربية شرط امتلاكها عناصر القوة والنهوض، وهو مستقبل يعكس نفسه علي الفلسطينيين بما يعزز استحالة اندماجهم في إطار الهوية الصهيونية'.
ورأي الباحث الفلسطيني أن المطلوب اليوم هو تحشيد القوي المناهضة للتنازلات والمفاوضات العبثية ضمن إطار جبهة وطنية عريضة تعبر عن واقع الشعب الفلسطيني وتطلعاته بالحرية والاستقلال.
انتهي *(3)*387*381*1369
www.irna.ir