
وأعرب جميع من تحدث إليهم مراسل إرنا في ساحة 'البريد المركزي' إحدي أكبر الساحات العمومية بوسط مدينة الجزائر العاصمة حيث بثت المباراة علي شاشة كبيرة عن اعتزازهم بالوجه الذي أبداه المنتخب الإيراني في هذه المقابلة وأكدوا أن 'أشبال كيروش يستحقون المرور إلي الدور الثاني من المونديال'.
وكان الجمهور الذي شاهد المباراة بساحة 'البريد المركزي'، في البداية، منقسما بين من يناصر المنتخب الإيراني، علي اعتبار أنه 'منتخب يمثل الأمة الإسلامية'، كما قال الشيخ 'عمر' (72 سنة)، وبين من يناصر المنتخب البرتغالي الذي يحظي بمكانة كبيرة لدي متتبعي الكرة في الجزائر الذين لا يضيعون أية مباراة له في الدوري الأوروبي سواء للمنتخب أو الفرق.
لكن الجمهور الجزائري انقلب كلية و ناصر الجميع المنتخب الإيراني بعد ضربة الجزاء التي منحها حكم المباراة للمنتخب البرتغالي، معتبرا أنها 'ضربة جزاء وهمية'، وأن حكم المباراة 'كان متحيزا بشكل واضح'، ونعتوه بكل الأوصاف من قبيل 'يا الحقار' (لفظة جزائرية تعني ظالم).
وارتفع صوت الجمهور الجزائري الذي اكتظت به الساحة بالهتاف حين تمكن حارس المرمي علي رضا بيرانوند من صد كرة 'رونالدو' الذي نفذ ضربة الجزاء وقال بعضهم 'إنه رد إلهي علي ظلم الحكم وتحيزه'.
كما ارتفعت هتافات الجمهور الجزائري حين حرم الحكم المنتخب الإيراني من ضربة الجزاء الأولي، متسائلا: كيف لا يري الحكم ضربة جزاء واضحة تماما ورآها المدرب كيروش وهو بعيد عن اللقطة في خط التماس'؟
ثم اهتز الجمهور مرة أخري وبصراخ وتصفيقات حين سجل المنتخب الإيراني هدف التعادل إثر ضربة الجزاء، وكذلك حين كاد اللاعب مهدي طارمي تسجيل هدف الانتصار في الدقيقة 3.53 من الوقت بدل الضائع. وعض علي أصابعه لتضييع فرصة الانتصار.
وعلي الرغم من التعادل الذي لم يمكن المنتخب الإيراني من التأهل إلي الدور الثاني من كأس العالم، إلا أن الجميع الذين تحدثنا إليهم أكدوا أن المنتخب الإيراني لعب مباراة في القمة ويستحق التأهل.
وقال سليم (33 سنة): 'لو كان أمام المنتخب الإيراني 5 دقائق أخري لسجل هدفين أخريين وتأهل. أنا متابع كبير للمنتخبين البرتغالي والإسباني. كما أنني متابع جيد لفريقي برشلونة وريال مدريد. المنتخب البرتغالي اليوم ظهر صغيرا جدا ولم يستطع أن يبني خطة لعب أمام دفاع إيراني قوي وخطة لعب جيدة جعلت رونالدو يلعب أسوأ مباراة له'.
واستطرد آخر فقال: 'لم أكن أعرف الكرة الإيرانية من قبل، فالبطولة الإيرانية لا نعرفها، والكأس الآسيوي كذلك، أقول لك صراحة لقد أدهشني المنتخب الإيراني، وذكرني أداؤه بأداء منتخبنا في كأس العالم 2014 بالبرازيل. إنه منتخب يلعب كرة جميلة ونظيفة، وله دفاع يذكرنا بالدفاع الإيطالي، ولكن أكثر ما أدهشني هو اللياقة البدنية للاعبيه الذين لم يتوقفوا ومسحوا الملعب طولا وعرضا طيلة المقابلة وقد ظهر تفوقهم البدني بشكل واضح جدا علي لاعبي المنتخب البرتغالي'.
أما عبد الرزاق صاحب الأربعين عاما الذي بدا أنه يعشق رونالدو، فقال: 'مباراة اليوم أسقطت نجومية رونالدو الذي سجل ثلاثة أهداف ضد إسبانيا. الدفاع الإيراني أقلق رونالدو الذي لم يجد طريقته للعب، بل وأقلقه إلي درجة أنه ارتكب مخالفات لا معني لها وتلقي عليها بطاقة صفراء وكان الأجدر أن تكون بطاقة حمراء لو كان الحكم نزيها'.
انتهي**472**2041** 1837