
ويري زهران في حديث لوكالة انباء الجمهورية الاسلامية ان الرياض تراهن علي التطورات اليمنية وعلي صفقة القرن معتبرة ان مسار الامور في هذين الملفين سيحسن شروطها في لبنان .
وفيما يلي نص المقابلة كاملة:
*ارنا:ما هو سبب تأخير تأليف الحكومة حتي الان هل هي العقد الداخلية ام الخارجية ؟
**زهران: انا برأيي ان السبب اقليمي وتحديدا سعودي بدليل عودة الحياة الي ااصطفافات القديمة بين 14 و8 اذار . هذا الاصطفاف انتهي كعنوان محلي ولكنه باق كعنوان اقليمي الي ابد الدهر . والاقليم اذا اراد تبريد الساحة اللبنانية يخف الاصطفاف واذا اراد التصعيد يبث الدماء في شرايين هذا الاصطفاف .الجميع في لبنان لديه ارتباطات اقليمية واللاعبون المحليون يترجمونها ويلبسونها ثوبا محليا .
*ارنا:هل هذا يعني ان الوزير وليد جنبلاط عاد الي 14 اذار خاصة انه اعلن الوقوف في الوسط في اكثر من مناسبة ؟
**زهران: نعم جنبلاط عاد الي 14 اذار وهو يخلق الذرائع من اجل هذا الامر . وما يعرف بالعقدة الدرزية اليوم هو ذريعة لوقوف جنبلاط في صف 14 اذار .
*ارنا: هل القرار الاقليمي بتأخير تأليف الحكومة يستند الي موقف اميركي ؟
**زهران: الاميركيون ينظرون الي المنطقة من خلال صورة كلية وهم مشغولون اليوم بصفقة القرن ولبنان قطعة صغيرة في اللوحة الكبيرة وهذه القطعة لا تعني الاميركييين كثيرا لذلك يمكن وصف الموقف الاميركي باللامبالاة تجاه لبنان في هذه المرحلة.
*ارنا: هل هذا ينطبق علي الموقف الاوروبي ام ان الاوروبيين اكثر اهتماما وجاءت زيارة ميركل لتؤكد الاهتمام الاروبي بالشأن اللبناني ؟
**زهران: ما يهم الاوروبيون هو بقاء النازحين في لبنان وهم يعتبرون ان الاستقرار ضروري لتحقيق هذا الهدف . مع التأكيد علي ان الاوروبيين ليست لديهم قدرة كبيرة علي التأثير في شؤون المنطقة . المؤثر الحقيقي والفعلي هم الاميركيون .
*ارنا: اذا كانت هذه مواقف الولايات المتحدة الاميركية والاوروبيين فهذا يعني ان المعرقل الاساسي لتاليف الحكومة هو السعودية فعلي ماذا تراهن السعودية ؟
**زهران: معلوماتي تقول ان السعودية ابلغت سعد الحريري ان وقت الحكومة لم يحن بعد . هم يراهنون علي تطورات اليمن وصفقة القرن خاصة ان المعلومات تتحدث عن ضغط اميركي علي روسيا للانخراط في صفقة القرن .هناك معطيات اخري وهي ان العلاقة بين السعودية والحريري لم ترمم حتي اليوم والسعوديون غير واثقين بسعد الحريري علي الرغم من ابعاده نادر الحريري والوزير المشنوق .وبالتالي فان الحريري في موقع المغلوب علي امره . هو وضع ورقة التكليف في جيبه ويريد التأليف لانه يريد الاستفادة من اموال مؤتمر سيدر ومن وزارة الاتصالات ولذلك هو يشيع مناخات حول ازمة مالية واقتصادية في البلد ولكنه في النهاية عبد مأمور ولا يمكنه تخطي الموقف السعودي .
*ارنا: ما هي صحة ودقة المعلومات التي تتحدث عن ازمة اقتصادية حادة وخطيرة ستواجه لبنان وان هذا الواقع يتطلب الاسراع بتاليف الحكومة ؟
**زهران: طبعا الوضع المالي في لبنان مزري وهذا ناتج عن السياسات الاقتصادية والمالية التي اعتمدت منذ التسعينيات ولكني اعتقد ان طرح هذه القضية في هذا التوقيت يهدف الي تحفيز الاطراف علي تشكيل الحكومة وانا لدي معلومات اننا سنشهد خلال الاسبوعين المقبلين تزخيم للكلام عن خطورة الوضع الاقتصادي وان هذا الجو سيدفع باتجاه تشكيل الحكومة .
*ارنا: هناك كلام عن ان ازمة تأليف الحكومة اعادت البلاد الي مرحلة ما قبل التسوية الرئاسية . هل وصلت الامور الي هذا الحد من السلبية بين فريق رئيس الجمهورية والرئيس الحريري؟
**زهران: انا اعتقد ان العلاقة بين الطرفين حكمتها المبالغات قبل الانتخابات وكان الانفتاح الكبير من التيار الحر علي سعد الحريري غير مدروس وفي غير محله وحتي اليوم لا يريد التيار الاشتباك مع رئيس الجمهورية .
*ارنا: ولكن ظهرت مؤخرا بوادر لتناقضات كبيرة وحصل تراشق اعلامي بين الطرفين ؟
**زهران: الامور لم تصل الي حد القطيعة حتي الان والحريري يقول لرئيس الجمهورية انه مغلوب علي امره ولكن لا اعرف الي متي سيستمر هذا التعاطف
*ارنا: ماذا عن العقدة الدرزية المتمثلة بطلب الوزير طلال ارسلان وزيرا درزيا وهذا ما يرفضه الوزير وليد جنبلاط الذي يعتبر ان حصة الدروز الوزارية الكاملة يجب ان تكون من حقه ؟
**زهران: معلوماتي تقول ان حلين طرحا لهذه العقدة . الاول يقوم علي تسمية وليد جنبلاط لثلاثة اسماء دروز يختار ارسلان واحدا منهم والثاني يقضي بتوزير ارسلان لوزير مسيحي . الا ان الوزير طلال ارسلان يرفض هذين الحلين ويشدد علي انه تلقي وعدا من رئيس الجمهورية قبل الانتخابات بتوزير درزي من حزبه .
*ارنا: هل قضت الخلافات حول الحصص في الحكومة او ما بات يعرف بالعقدة المسيحية علي ورقة التفاهم التي وقعت بين الطرفين المسيحيين الابرز اي التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية ؟
**زهران: العقدة المسيحية تتمثل بطلب القوات حصة من خمسة وزراء في الحكومة وهذا ما يرفضه رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر . هذا الخلاف جاء ليؤكد ان ورقة التفاهم ولدت ميتة وانها لم توقع الا لمواجهة تيار المردة ورئيسه سليمان فرنجية . عدا ذلك لا مقومات فعلية لاستمراريتها .
*ارنا: هل يمكن القول ان سعد الحريري هو الطرف الاقوي في ازمة تأليف الحكومة لانه الخيار الوحيد ولا بديل عنه حتي الان وانه يؤخر التاليف لانه مستند علي موقف السعودية من جهة ولانه يريد فرض شروطه من جهة اخري؟
**زهران: انا اري ان الحريري هو المرشح الاول لتشكيل الحكومة ولكنه ليس الوحيد وهو لديه تفويض غربي وعربي لكنه يعلم ان هذا الدعم قد يتاثر بالتطورات الاقليمية التي لا تصب في مصلحة الفريق الدولي والاقليمي الداعم له . لذلك يمكن ان يفشل في تشكيل الحكومة ويكلف شخص غيره .
*ارنا: ولكن تجربة حكومة الرئيس ميقاتي اثبتت ان هذا الخيار ليس ناجحا ؟
**زهران: ينجح الخيار البديل عن الحريري اذا تأكد ان السعودية لا تريده وان ملاحظاتها التي دفعت لاحتجازه لا تزال قائمة وانا رايي ان السعودية كما قلت في البداية لا تثق بالحريري.
انتهي**388 ** 1837