بروجردي: التعنت الأميركي لن يقف حجر عثرة أمام تطورعلاقات إيران مع بقية الدول الغربية

جاء ذلک فی تصریح أدلی به بروجردی بعد لقائه وزیر الخارجیة اللبنانی جبران باسیل، فی إطار الزیارة التی بدأها الیوم الاثنین للبنان، علی رأس وفد من مجلس الشوری الإسلامی.
وبحث بروجردی مع الوزیر باسیل، فی حضور سفیر الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة فی لبنان محمد فتحعلی، التطورات الإقلیمیة الراهنة لا سیما علی الساحتین العراقیة والسوریة، إضافة إلی العلاقات الثنائیة الإیرانیة – اللبنانیة.
ووصف بروجردی لقاءه مع الوزیر باسیل بأنه 'کان اجتماعا قیما للغایة'، وقال: 'تحدثنا خلاله عن کل الجوانب المتعلقة بالعلاقات الثنائیة الطیبة بین بلدینا. وتطرقنا الی الکثیر من الأزمات الإقلیمیة ولا سیما الأزمتین العراقیة والسوریة، فضلا عن التداعیات المترتبة عن الأزمة السوریة المستمرة منذ خمس سنوات، وخصوصا ملف النازحین السوریین الذین أتوا الی لبنان طوال هذه المدة. ولأن الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة لدیها خبرة واسعة فی هذا الإطار، إذ استضافت وتستضیف أکثر من 3 ملایین لاجئ علی أراضیها منذ ثلاثة عقود، لذلک تبادلنا مع معالیه وجهات النظر حول هذا الملف الإنسانی'.
أضاف: 'تطرقنا أیضا الی العلاقات الخارجیة لإیران فی ظل إنجاز الإتفاق النووی مع الدول الغربیة والآفاق الجدیدة التی فتحت أمام إیران جراء توقیع هذا الاتفاق. وتحدثنا عن النقض المتکرر للولایات المتحدة للتعهدات المترتبة علیها وعلی الدول الغربیة جراء الاتفاق الذی أنجز بین إیران ومجموعة الخمس زائد واحد'.
وتابع بروجردی یقول: 'نحن من خلال خبرتنا الطویلة ندرک جیدا کم أن الولایات المتحدة الأمیرکیة لیست أهلا للثقة، ولکن هذه التجربة تحدیدا أثبتت للقاصی والدانی، ولکل أبناء الشعب الإیرانی، وهو عدم وجود أدنی درجة من درجات الثقة للتوجهات الأمیرکیة فی هذا الإطار. ونحن لا نحمل هذا النقض الأمیرکی المتکرر للتعهدات لبقیة الدول الخمس التی شارکت فی التوقیع علی هذا الاتفاق'.
وأردف: 'نحن نشهد حالیا أزمة فی مجال حجز الأماکن فی الفنادق الإیرانیة التی تضیق بالوفود السیاسة الأوروبیة التی تأتی علی مدار الساعة للتشاور والتفاوض مع المسؤولین الإیرانیین حول الملفات الرحبة المتاحة علی صعید العلاقات الثنائیة بیننا وبینهم فی کل المجالات. لذلک نحن نعتقد أن التعنت الأمیرکی لن یقف حجر عثرة أمام التطورات الإیجابیة التی تشهدها علاقات إیران مع بقیة الدول الغربیة التی وقعت معها الإتفاق النووی. ونحن نعتبر أن هذا الأمر لا یعفی الولایات المتحدة من المسؤولیات القانونیة والحقوقیة الملقاة علی عاتقها فی مجال نقض التعهدات الموجودة فی هذا الإتفاق الدولی الذی أبرم تحت إشراف منظمة الأمم المتحدة'.
وأکد بروجردی قائلاً: 'إن إرادتنا وتصمیمنا فی مجال مکافحة الإرهاب، هو جدی وحقیقی للغایة، لأن أحد أهم أوجه التعاون الثنائی بین العراق وإیران، وسوریا من جهة أخری ترتکز علی مسألة مکافحة ومواجهة الإرهاب'.
وقال: 'یتزامن هذا اللقاء مع ذکری أول آب الذی یحمل فی طیاته عید الجیش اللبنانی الباسل، وأغتنم هذه المناسبة الوطنیة المهمة، لکی أتوجه باسم الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة من صمیم القلب بأسمی آیات التهنئة والتبریک الی لبنان حکومة وشعبا وجیشا. من جهة أخری، تتزامن هذه الزیارة أیضا مع الانتصار التاریخی المؤزر الذی تمکنت فیه المقاومة من تحقیق الانتصار إبان العدوان الصهیونی الغاشم علی لبنان فی تموز 2016. هذا الانتصار الذی نود أن نتقدم فیه بالتهنئة والتبریک للمقاومة والشعب اللبنانی والحکومة اللبنانیة ولکل من ساهم فی صنع هذا الانتصار الکبیر الذی ردع تهدیدات الکیان الصهیونی من جهة، وقلَب الموازین والمعاییر السیاسیة والأمنیة علی مستوی الشرق الأوسط، من جهة أخری'.
وردًا عن سؤال حول استعداد الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة لتقدیم مساعدات عسکریة للجیش اللبنانی، قال بروجردی: 'هناک مفاوضات رسمیة جرت بین الجانبین اللبنانی والإیرانی فی هذا الإطار، ونحن فی إیران ومن خلال حرصنا علی دعم کل ما شأنه أن یقوی السیادة اللبنانیة، لدینا حرص دائم علی دعم الجیش اللبنانی بالسلاح والعتاد الذی من شأنه أن یمکنه من القیام من الدفاع عن الأمن والاستقرار فی لبنان'.
وردًا عن سؤال آخر أکد بروجردی أن 'الأطراف الحریصة علی مستقبل ومصیر وشعوب هذه المنطقة والتی تقف صفا واحدا فی مواجهة ومکافحة الإرهاب والإرهابیین هی التی سوف تکتب لها الغلبة والانتصار فی نهایة المطاف'.
وردًا عن سؤال آخر شدد بروجردی علی عدم التدخل فی الشؤون الداخلیة للبنان ومنها موضوع الانتخابات الرئاسیة، وقال موضحًا: 'إن السیاسة الثابتة والدائمة للجمهوریة الاسلامیة الایرانیة تقوم علی مبدأ عدم التدخل فی الشؤون الداخلیة للدول الاخری ومنها لبنان بطبیعة الحال. وکل الاطراف التی لدیها نظرة محایدة فی معاینة الأمور، تدرک تماما أن ایران غیر معنیة بتاتا بشکل مباشر بهذا الشأن. ولکن من جهة أخری ونظرا لعلاقات الصداقة والأخوة والمودة التی تربطنا بلبنان الشقیق، اذا کان هناک من مساع سیاسیة من شأنها ان تساعد علی حلحلة هذا الفراغ السیاسی فی لبنان، واذا طلب هذا المسعی منا، فنحن لن نتردد فی القیام به. نحن نعرف تماما ان لبنان هو بلد النخب السیاسیة الممیزة والممتازة علی مستوی هذه المنطقة برمتها، لذلک نحن علی ثقة تامة ان هذه النخب السیاسیة اللبنانیة الواعیة سوف تتمکن فی نهایة المطاف من إیجاد المخرج الملائم لهذا الفراغ الرئاسی'.
وأشار إلی أنه 'بعد انتخاب فخامة رئیس الجمهوریة الایرانیة الدکتور حسن روحانی، قامت ایران بمحاولات دؤوبة وحثیثة من اجل فتح صفحة جدیدة فی العلاقات مع المملکة السعودیة. وتدلیلا علی ذلک، کان هناک لقاء جمع وزیر الخارجیة الایرانیة الدکتور محمد جواد ظریف بنظیره السعودی حینها، ومن ثم کانت هناک زیارة لمساعد الوزیر ظریف الی المملکة. ولکن رغم کل المحاولات التی بذلت من الجانب الایرانی، وکما یقول المثل الشائع ید واحدة لا تصفق، لذلک نحن نعتقد ان ما وصلت الیه الأمور فی هذا الإطار بشکل أساسی، تتحمل مسؤولیته السعودیة ولیس ایران'.
وردًا عن سؤال آخر قال بروجردی: 'کما ذکرت فی سیاق حدیثی، ان السیاسة الثابتة لإیران تقوم علی مبدأ عدم التدخل فی الشؤون الداخلیة للدول الاخری، وانا لا اتحدث هنا من باب المجاملة بل أقول الحقیقة، اننا نعتقد ان النخب السیاسیة اللبنانیة الواعیة والمقتدرة والأحزاب والتیارات الفاعلة والمؤثرة فی الشأن اللبنانی، بإمکانها فی نهایة المطاف أن تتفاعل مع بعضها البعض فی الاتجاه الذی یوجد المخرج المناسب والملائم لهذا الفراغ الرئاسی'.
انتهی *(4)* 381*2344