الصفحة الرئيسية / سیاسیة / لماذا باتَ الرئيس الأسد “مُقِلًّا” في إطلالاتِه الخِطابيّة في الفترةِ الأخيرة؟

لماذا باتَ الرئيس الأسد “مُقِلًّا” في إطلالاتِه الخِطابيّة في الفترةِ الأخيرة؟

الرئيس الأسد باتَ مُقِلًّا في خطاباتِه في الفترة الأخيرة، ولعلّ ذلك يعود إلي تراجُع حِدّة الضّغوط علي سورية، ونجاح الجيش العربيّ السوريّ في استعادَة العديد من المناطق التي كانَت خارج سُلطة الدولة، وإعطاء الأولويّة لملفّات داخليّة مُلحّة مِثل إعادة الإعمار وعودة اللاجئين، وانقِلاب السّحر الأسود الذي أراد أصحابه العرب بقِيادة أمريكا عليهم، وباتَت الأزَمات تُحاصرهم مِن كُل الجِهات، الأمر الذي دفعهم لطَلب الوِد والصّفح السوريّين.
الخِطاب الذي ألقاه الرئيس الأسد امس الأحد أمام رؤساء المجالس المحليّة، وبعد انقِطاعٍ لا بأس به، جاء حافِلًا بالرّسائل المُباشرة وغير المُباشرة لأكثر من جهة جري اختِيار كلماتها بعِناية فائِقة:
الأُولي: كانت إلي الأكراد السوريّين وفصائلهم المُسلّحة، الذين راهنوا دائمًا علي أمريكا، تُحذّرهم أن واشنطن لن تحميهم، وتستخدمهم كأداةٍ في خدمة سياساتُها في المِنطقة، وها هِي تنسحب وتتخلّي عنهم وتتركهم لمُواجهة أقدارهم، مثلما فعَلت مع كُل “حُلفائها” الآخرين.
الثانية: إلي العرب، وفي المملكة العربيّة السعوديّة ودول الخليج ( الفارسي ) تقول لهم إنّ المُخطّط الذي كانَ مُعَدًّا لتقسيم سورية وتفتيتها ومُشاركتهم برَصد عشرات المِليارات من الدولارات لتمويله يستهدفهم أيضًا، وإذا كان الجيش العربيّ السوريّ مدعومًا بروسيا ومحور المُقاومة قد أفشله علي الأرض السوريّة، فإنّه قادمٌ إليكُم، والدّور عليكُم.
الثّالثة: قرار الانسحاب الأمريكي لم يأت كَرَمًا من دونالد ترامب وإنّما ثَمرة صُمود ومُقاومة ونتيجةً لهزيمةٍ علي الأرض السوريّة، وليس هُناك من خِيارات أمام من استظلّوا بالمِظلّة الأمريكيّة، والأكراد خاصّةً، غير العودة إلي حُضن الدولة السوريّة والتّعايش مع كُل مُكوّناتها علي أساس المُساواة واحترام حقوق الانسان والعدالة الاجتماعية، وقِيم الحريات والديمُقراطية، وتحت مِظلّة الهُويّة الواحِدة الجامِعة.
الأمر المُؤكّد أنّ هذه الرسائل الثّلاث وصلت إلي الجِهات المعنيّة، إقليميًّا ودوليًّا، ولكنّنا لا نعرف ما إذا كانوا سيأخذون بما تضمّنته من تحذيراتٍ، ولا يُضيرنا إعادة التّأكيد مرّةً أُخري بأنّ إدلب أرضٌ سوريّةٌ ويجب أن تعود إلي الدولة السوريّة سِلمًا أو حربًا، والشّيء نفسه يُقال أيضًا عن شمال سورية وشرق الفُرات، والجيش العربيّ السوريّ الذي استَعاد حمص وحلب ودير الزور وريف دِمشق وغيرها، لن يكون من الصّعب عليه استعادَة كُل هذه الأراضي، والمَسألة مسألة أولويُات لا أكثر ولا أقل، والسّنوات الثّماني الماضية من عُمر الفوضي المُسلّحة، ومُخطّطات التّقسيم والتّفتيت حافِلةٌ بالدّروس والعِبَر.
“رأي اليوم”

www.irna.ir

تحقق أيضا

قيادي في حركة فتح: نحن جزء أصيل مما يجري من مواجهة في القدس

وقال في تصريح خاص لمراسلنا ان معظم قيادات فتح بالمعتقلات نتيجة ما قاموا به في …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *