وفي خطاب القاه اليوم الأربعاء بمناسبة يوم 'الجريح المقاوم' في ذكري مولد ابي الفضل العباس (عليه السلام) والذي تقيمه مؤسسة الجرحي في العاصمة اللبنانية بيروت والبقاع والجنوب قال السيد حسن نصرالله، هنأ كذلك ذكري مولد الإمام الحسين عليه السلام في الثالث من شعبان والذي سمي يوما لحرس الثورة الاسلامية في إيران.
وأضاف: تم الاعلان عن هذا اليوم (ذكري مولد ابي الفضل العباس عليه السلام) يوما للجريح المقاوم؛ يومكم أنتم الجرحي الذين أصيبوا ونزفوا وقدموا أجزاء من أجسادهم اتخذ هذا اليوم يوما للأسير، الاسري الذين كانوا وما زالوا في السجون وما زال هناك الكثير من الاسري في السجون، هناك مئات من الاسري الفلسطينيين الذين دخلوا في اضراب عن الطعام نتيجة الانتهاكات بحقهم.
وصرح: أولا في المناسبة في حقيقة المناسبة، واتخاذ هذا اليوم يوما للجريح القاوم، أبا الفضل العباس عليه السلام يرمز في التاريخ وفي ثقافتنا إلي ذلك الشاب، والرجل وذلك القائد لأنه كان من النخبة من الصفوة من قيادات الصف الأول ومن الشخصيات المعروفة والمحترمة في تلك المرحلة، القائد المؤمن الناصح والمطيع لإيمانه مضيفا انه في معركة الحق والباطل والدفاع عن المقدسات لا مكان للحياد، والعباس (ع) قدم اخوته بين يديه ولم يقف علي الحياد، هو الذي وقف وحيدا وفي جنبيه روح أبيه الذي كان إذا نظر إلي جيوش الاعداء لا يرهبه هذا المنظر ولو كان كل بقاع الارض يمتلئ بهم. كنا نتعلم حتي عندما يكون أحدنا وحيدا كيف نقف بصلابة وشجاعة وشهامة دون أي تردد أو خوف أو قلق، هو الذي كان يبادر ويهاجم ويقتحم، العباس الذي قدم أعظم صورة للأخوة والذي لم توقفه جراحه عن المضي نحو الهدف وحتي النهاية وتقديم أقصي الجهد في نصرة إيمانه وقضيته.
وتابع ان هذا الرجل، هذا القائد العظيم، هو قدوتنا وقدوة جرحانا ولذلك اتخذ يوم ولادته يوما للجرحي، ولكم أيها الجرحي ان تفخروا بهذا اليوم وبصاحب هذا اليوم، أنتم أيها الاخوة والاخوات لم تقفوا علي الحياد في معركة المقاومة ضد العدو ولم تقفوا علي حياد عندما واجه شعبكم أي تهديد بل كنتم دائما الحاضرين والمبادرين والدليل انه من بينكم جرحي من الحرب القوية في 2006 وما قبلها وما بعدها.
واضاف: أنتم الشهود الاحياء، علي ان ما ننعم به اليوم في لبنان من انجازات وانتصارات وأمن وسلام داخلي وقوة ردع، واستقرار يعود إلي درجة كبيرة جدا إلي تضحياتكم. هذه الانجازات التي تحققت في لبنان ليس من فضل ولا من عطاءات الاميركيين، أو حلفاء أميركا أو أدوات أميركا بل نري ونجد عند قدر كل شهيد عسكري أو مدني في لبنان ونري في جراحكم الدامغة 'صنع في أميركا'، وما عندنا من أمن وسلام صنعه شهداؤنا وأسرانا وجرحانا ولا يحق للارهابيين الشياطين القتلي المتآمرين أن يأتوا إلي لبنان ويتحدثوا ويمنّوا علينا بالاستقرار والسلام.
وصرح : أنتم اليوم الذي يشاهدكم الناس والعالم تجددون هذا المعني ان جراحكم وعرق اخوانكم المجاهدين، وصبر وتحمل أهلكم وشعبكم هو الذي يقدم للبنان وللمنطقة هذا الامن والاستقرار. يأتي الأميركي الذي هو أصل الارهاب ورأس الارهاب وماهية الارهاب، أميركا ليست داعمة للارهاب، الادارة الأميركية هي ارهابية عقلها ارهابي وممارستها ارهابية ونحن نقف بوجه هذا الارهابي الذي كان من أعظم تجلياته المجزرة في هيروشيما وصولا إلي اليوم.
وصرح ان أميركا تذل أمة بكاملها من أجل اسرائيل وتصنع الجماعات الارهابية وتقدم لها كل التسهيلات ثم تأتي وتصنف المدافعين عن الارض والمقدسات والاعراض بأنهم ارهابيون، هذه قمة الوقاحة وقمة الحماقة واليوم نشهد علي شاهد جيد من قمة الوقاحة الأميركية، يأتي لتصنيف حرس الثورة بارهابيين ويضعهم علي لائحة التنظيمات الارهابية، أن يأتي إلي مؤسسة عسكرية رسمية في دولة معترف بها بالعالم ويصنفها بأنها ارهابية، هذه سابقة.
وتابع ان الحرس مؤسسة جهادية وعظيمة وبطبيعة الحال عندما يتخذ بحقها هذا القرار، كل شرفاء العالم يكون لديهم شعور خاص، نحن ندين ونستنكر ونقبح هذا القرار ونقف إلي جانب اخواننا وأحبابنا ونعلن الاعتراف بفضلهم الكبير والعظيم في الدفاع عن الاسلام والأمة وعن المقدسات وشعوب المنطقة وليس فقط عن الشعب الإيراني بل عن شعوب المنطقة ومقدساتها.
من واجبنا ان نقف معهم وإلي جانبهم وأن نعبر عن هذا الموقف، اليوم برأيي هذه خطوة طبيعية من هذا الشيطان الأكبر، يريدون اعادة صياغة الشرق الاوسط بطريقة جديدة وساعدتهم أدواتهم في المنطقة لكن ما حصل ان شعوبنا وبعض الشعوب وقفت بوجه هذ المشروع وألحقت به الهزيمة، نحن لا نشعر اننا ضعفاء ووضعنا علي لائحة الارهاب دليل علي اننا أقوياء، لو كنا عاجزين عن مواجهة مشاريعهم لما وضعوا قيودًا علينا.
وقال : ما يجري شيء طبيعي ويجب ان ننظر إليه علي انه شيء طبيعي، اليوم أتوا في خطوة غير مسبوقة ليضعوا الحرس الثوري الإيراني في لائحة الارهاب لأنه في موقع مركزي وهو الأقوي والاهم والاشد تأثيرًا، هذا يعبر عن خيبة ترامب وخيبة الأميركيين.
واكد: لكل الذين يراهنون علي الاجراءات الأميركية نقول، صحيح نحن حتي الآن أمام لوائح الارهاب نكتفي بالادانة والتنديد والصبر وشد الاحزمة بادارة الوضع، لكن هذا لا يعني اننا لا نملك أوراق قوة مهمة وأساسية ولا أتحدث فقط عن حزب الله بل عن محور المقاومة، نملك الكثير من عناصر القوة لكن هذه ليست سياسة دائمة وثابتة هناك بعض الاعمال التي يقدم عليها الأميركي من يقول انها ستبقي من دون رد فعل، أنتم مخطئون عندما يشعر اي فصيل أو جزء من محور المقاومة ان هناك وضعا خطيرا ما يتهددنا ويتهدد شعبنا وقضايانا الرئيسية من قال أننا سنكتفي بالاستنكار.
وشدد انه من حقنا ومن واجبنا الاخلاقي ان نواجه كل أولئك الذين يمكن باجراءاتهم ان يهددوا شعبنا او بلدنا أو مقاومتنا. لكن بطبيعة الحال يدنا مفتوحة وخياراتنا مفتوحة لكن في الوقت المناسب عندما يكون هناك اجراء بحاجة إلي رد فعل سيكون هناك رد فعل مناسب .
وتابع : نحن نعبر عن خالص مشاعرنا إلي جانب أهلنا والشعب الإيراني الشريف وما يفعله الإيرانيون اليوم قدوة ونموذج إنساني وأخلاقي في مقابل الوحشية الانسانية الأميركية، أميركا التي تمنع المساعدات من الوصول إلي اليمن وتمنع الإيرانيين في الخارج من ارسال الأموال إلي عائلاتهم.
وقال: دخلنا في السنة الخامسة للعدوان الأميركي السعودي البريطاني علي اهل اليمن وشعب اليمن، سنوات مضت علي هذه الحرب وهناك مشهدان، مشهد العدوان والمجازر والقتل والارهاب، جيء بجيوش وامكانات هائلة واتهامات طويلة في المقابل شعب محاصر يقاتل ويصمد، بعد 4 سنوات من الحرب وبدء العام الخامس والاخوة في اليمن صامدون وازدادوا قوة، بالاصل عندما بدأت عاصفة الحزم كان في رهان انه إذا استطاع محمد بن سلمان أو القيادة السعودية ان تحسم المعركة خلال اسابيع قليلة، لو هزم اليمنيون ماذا كان سيحصل لو انتصرت السعودية في اليمن خلال اسابيع أو أشهر؟ أو من كان سيدفع ثمن انتصار محمد بن سلمان في اليمن هو الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية لأن السعودية غارقة في موضوع تصفية القضية الفلسطينية وتسويتها لصالح اسرائيل.
كان سيقدّم هذا النصر بشكل مضلل وبشكل مضخم وسيقدّم هذا الرجل كقائد للأمة العربية، هزيمة السعودية علي ايدي الجيش واللجان الشعبية في اليمن هو اليوم يحمي القدس وفلسطين وكل ارض عربية ما زالت تحت الاحتلال ويهبها ترامب للاسرائيليين والصهاينة. أضيف اليوم ان هؤلاء المظلومين في اليمن هم في النتيجة أيضا يقاتلون ويدافعون من أجل ان يبقي بعض الكرامة لحكومات وشعوب دول الخليج بالاضافة إلي ان هؤلاء اليمنيين يدافعون عن اعراضهم وأرضهم.
وصرح انه في هذه الأيام الذكري السنوية لاستشهاد السيد محمد باقر الصدر وشقيقته، من واجبي لان أقول نحن جميعا سواء كنا ننتسب إلي الشهيد الصدر أعتقد ان اليوم أبناء الاسلام وعلماء الاسلام نحن معنيون أن نعيد تعريف هذه الشخصية التاريخية من جديد، كمفكر عظيم في الدين الاسلامي، ما قدّمه علي المستوي الفكري زوّد الحركة الاسلامية والعلماء المسلمين بثروة فكرية هائلة مكّنته من مواجهة تحديات جارفة في تلك الأيام .
وقال: الآن بعد الانتخابات الاسرائيلية وعلي الارجح بنيامين نتانياهو سيعود إلي تشكيل حكومة يمينية صهيونية، نحن أمام مرحلة جديدة في العلاقة بين ترامب ونتانياهو، وترامب يقدم الهدايا لنتنياهو، سنكون أمام استحقاق كبير يتعلق بحدودنا البرية والبحرية القلق الذي أبداه بعض المسؤولين علي مصير تلال شبعا هو قلق صحيح لكن المسألة ترتبط بارادتنا الوطنية وليس بارادة ترامب. طبعا أمام المستجدات وبعد زيارة بومبيو التي لم تؤد إلي نتائج، السياسة الأميركية التحريضية مستمرة لبث الفتنة في لبنان، نحن لسنا في حالة تراجع وصعودنا يثير قلق ترامب، ولا معطي جدي عن فرض عقوبات علي اصدقاء لنا ويبدو ان هناك لبنانيين في واشنطن يعلمون بهذا الاتجاه.
وشدد انه يجب ان يعرف اللبنانيون ان مصلحتهم في التضامن وعدم الاستماع للتحريض الأميركي الذي دمر بلدانا حولنا. أطلب من الشعب اللبناني عند سماع ترامب وبومبيو استحضروا أمام أعينكم الدول التي دمرها التدخل الأميركي والاسرائيلي والتي حطمها التآمر الأميركي الاسرائيلي وبعض المال الخليجي.
وقال ان اللبنانيين يجب ان يحسموا خياراتهم وأضمّ صوتي إلي صوت نبيه بري الذي صدح في الدوحة وأمام برلمانيي العالم ليقول الحق بصوت مرتفع ويدل الجميع علي طريق الخلاص: الوحدة والمقاومة. عندما نأتي إلي لبنان الطريق هو الوحدة والمقاومة إذا كنا نريده أن يبقي حرا مستقلا ومزدهرا.
انتهي**2018/أ م د
تحقق أيضا
قيادي في حركة فتح: نحن جزء أصيل مما يجري من مواجهة في القدس
وقال في تصريح خاص لمراسلنا ان معظم قيادات فتح بالمعتقلات نتيجة ما قاموا به في …