وجاء ذلك اليوم الأحد خلال لقاء خرازي، مساعد وزير الخارجية البريطاني لشؤون الشرق الأوسط "آندرو موريسون".
وفيما أشار رئيس المجلس الستراتيجي للعلاقات الخارجية في مستهل اللقاء، الى الخلفية التاريخية السلبية لتدخلات بريطانيا في الشؤون الداخلية لإيران، بما في ذلك المجاعة التي نشبت بعد الحرب العالمية الأولى والتي أدت الى وفاة ما يزيد عن 10 ملايين من الإيرانيين، والإعتداء على إيران في الحرب العالمية الثانية، والإنقلاب العسكري ضد حكومة مصدق، ودعم النظام الصدامي طيلة حرب الثماني سنوات المفروضة على إيران وأكد، انه على لندن إتخاذ خطوات أساسية لتصحيح تصرفاتها وتغيير خلفيتها التاريخية السلبية.
واعتبر خرازي فاعلية الإتفاق النووي بأنها رهن بالتزام أطراف الإتفاق بتعهداتها؛ مذكرا المسؤول البريطاني باستخدامه كلمة "قريبا" فيما يخص تنفيذ الآلية المالية الأوروبية المسماة بالإينستكس في أسرع وقت ممكن وقال، انه لقد سمعنا منكم مرارا موعد "قريبا" منذ بلورة الإتفاق النووي ولكن لم يتحقق أي شيئ على أرض الواقع لحد الآن ولم يتبق سوى أسبوعين وأكد ضرورة تحقيق هذا الموعد القريب في إطار الفترة الزمنية المتبقية.
وصرح رئيس المجلس الستراتيجي للعلاقات الخارجية، ان إيران جادة في خفض الإلتزام ببعض تعهداتها في إطار الإتفاق النووي؛ مؤكدا "ان هذا حق مؤكد لها".
وأضاف خرازي، انه لتكون الأطراف الأوروبية على يقين بأنه إذا ما لم تقوم باتخاذ إجراء مناسب في غضون الأسبوعين المقبلين، ستقوم إيران باتخاذ مزيد من الخطوات في سياق خفض تنفيذ تعهداتها بالإتفاق.
وصرح، ان خفض إيران تنفيذ التزاماتها بالاتفاق النووي لا تعني بالتأكيد إنسحابها من الإتفاق.
واعتبر رئيس المجلس الستراتيجي للعلاقات الخارجية، تنفيذ الآلية المالية في هذا الإطار الزمني، بأنه خطوة إيجابية وقال: ان ما نتوقعه من الطرف الآخر هو تغيير رؤيته فيما يخص فاعلية الضغط على إيران وأن يتخذ الخطوات اللازمة لتوفير المصادر المالية اللازمة لتنفيذ الإينستكس وإزالة العقبات أمام العلاقات المالية والتجارية مع إيران.
وأكد، ان إزالة العقبات الناجمة عن الحظر وتطبيع التعاون التجاري والإقتصادي يستطيع أن يؤدي الى تغيير الأجواء السائدة حاليا.
وأشار الى أنه لطالما شهدنا أن الأوروبيين يطلقون تصريحات في دعم الإتفاق النووي، لكنهم لم يتخذوا أي خطوة على أرض الواقع وصرح: نحن واجهنا كذلك مواقف متسرعة وغير مقبولة من قبل بريطانيا فيما يخص أحداث الخليج الفارسي.
وتابع، "فعلى سبيل المثال، بالنسبة للهجمات الأخيرة على ناقلات النفط في بحر عمان، إستنتج وزير الخارجية البريطاني "جيرمي هانت" بصورة متسرعة واتهم إيران بارتكاب هذه الهجمات؛ المزاعم التي هي مرفوضة تماما".
كما أعرب رئيس المجلس الستراتيجي للعلاقات الخارجية عن أمله في أن تتخذ الأطراف الأوروبية للإتفاق النووي خلال الأيام المتبقية من مهلة الـ60 يوما التي منحتها إيران، الإجراءات اللازمة لتطبيع التجارة والعلاقات بين الجانبين وألا تنصاع الى الضغوط والحظر الميركي المفروض عبر الحفاظ على إستقلالها.
بدوره، لفت آندرو موريسون الى ضرورة التأكيد على مواقف الحكومة البريطانية بشأن الحفاظ على الإتفاق النووي وأهمية العلاقات مع إيران.
إنتهي**أ م د
IRNA Arabic