المنظومة الرسمية العربية لا تملك أية استراتيجية لنصرة القدس

وفی حدیث لمراسل وکالة الجمهوریة الإسلامیة للأنباء 'إرنا'، قال عیسی :'إن المعطیات المتوفرة تشیر الآن إلی تهوید ما نسبته 94% من مساحة المدینة بشطریها الشرقی والغربی والبالغة مائة وستة وخمسین کیلو مترا مربعا ، وهو ما یعنی عملیاً قطع الطریق علی أیة محاولة لاتخاذ المدینة عاصمة للدولة الفلسطینیة مستقبلاً فی رسالة بالغة الخطورة مفادها، أن الوقت حان لإلغاء الوصایة الأردنیة علی المقدسات هنا، وأن علی الفلسطینیین عدم التفکیر بعاصمة لهم فوق هذه المنطقة ، وأیضاً أن الواقع الجدید الذی جری إرساؤه طیلة السنوات الفائتة لم یعد بالإمکان تغییره ، وبالتالی یجب إخراج المدینة من أیة مفاوضات قادمة'.
واستهجن أمین عام الهیئة إصرار المنظومة الرسمیة العربیة والإسلامیة علی التعاطی بذات الاستراتیجیات البائسة التی أثبتت فشلها، وعدم الاکتراث بحساسیة المرحلة الراهنة.
وتابع القول، :' نحن کعرب ومسلمین للأسف الشدید ، نسمع جعجعة ولا نری طحیناً ؛ بمعنی آخر أن بیانات الاستنکار التی تصدر منذ احتلال القدس عام 1967 حتی یومنا هذا هی ذاتها ، ولم یفعلوا شیئاً علی الإطلاق لجهة نصرة القدس ، مع العلم أن بها مسری النبی الکریم محمد صلی الله علیه وسلم الذی هو للجمیع دون استثناء ؛ لکن حتی الأموال توقفوا عن ضخها منذ زمن بعید'.
وأضاف، 'الوضع فی القدس الیوم من جمیع الجوانب مادیاً و معنویاً سیئة للغایة ؛ ورغم ذلک فإن المقدسیین الأبطال یتصدون بصدورهم العاریة للمستوطنین الغاصبین الذین ینتهکون حرمة المسجد الأقصی المبارک، ویدافعون عن الوجود الفلسطینی عموماً داخل القدس المحتلة ؛ أما بالنسبة للعالم والمجتمع الدولی فیکفی التذکیر بأن الیونسکو لدیها 81 قراراً حتی هذه اللحظة من أجل وضع حد للعربدة الإسرائیلیة داخل المدینة ، وما یصاحبها من اعتداء علی هذا الإرث الحضاری والدینی'.
وأوضح 'عیسی' أن المعضلة الرئیسیة تکمن فی أن جمیع القرارات الصادرة حتی عن مجلس الأمن الدولی فیما یتعلق بالقضیة الفلسطینیة صدرت تحت البند السادس ، ولیس البند السابع ، وبالتالی فإن 'إسرائیل' لم تجد من یلزمها بتنفیذ أی من تلک القرارات.
وأردف قائلاً، :' إن حال العالم الإسلامی لیس بالأفضل، حیث أنک تشعر ، وکأنهم یعیشون فی غابات الأمازون ولا دخل لهم فیما یجری ؛ لهذا السبب أنت فی وضع لا تحسد علیه ، وأنا بکل موضوعیة أؤکد أنه لا توجد استراتیجیات لدی الأمة فیما یتصل بإنقاذ المسری الشریف من الهدم وإقامة الهیکل المزعوم فوق أنقاضه'.
ورأی أن الوقت قد حان لترتیب البیت الداخلی الفلسطینی, ومن ثم الانتقال للاهتمام بالأولویات؛ إذ أن الفرقة والتشرذم قد حرفت أنظارنا عن الاحتلال، والاستیطان، والتهوید بما یخدم التوجهات الاستعماریة الصهیونیة، ومن یساندها حول العالم ، وبخاصة الولایات المتحدة الأمریکیة.
ونبّه عیسی إلی أن هناک (105) من الکنس الیهودیة باتت تحاصر الأقصی المبارک من عدة جوانب، فضلاً عن عشرات الأنفاق التی تخترق حدود البلدة القدیمة من القدس المحتلة.
کما نبّه إلی أن أعداد المقدسیین فی تناقص مقارنة مع أعداد المستوطنین الذین یتم الزج بهم فی هذه المنطقة الحساسة، قائلاً :' بحسب آخر الإحصاءات ؛ فإن هناک قرابة 849 ألف شخص یقطنون حالیاً داخل المدینة المقدسة ، العرب والمسلمون لا یشکلون منهم 30 % أغلبهم خارج أسوار المدینة ، وهو ما یعکس بصورة جلیة حجم حملة التطهیر العرقی التی تشنها إسرائیل'.
انتهی ** 387 ** 1837