solhkhabar
وأفاد تقریر القسم الدولی لوکالة "تسنیم" الدولیة للانباء بان من عجائب التاریخ والامور المثیرة للاستهزاء ان الدول التی تقدم الدعم السیاسی والمالی والعسکری للإرهابیین، والتی ربت فی احضانها التکفیریین منذ ظهور الإرهاب قبل 30 عاما فی افغانستان ، راحت تتهم المقاومة الإسلامیة بالإرهاب! وان هذه الدول هم أبو الإرهاب فی سوریا والعراق والیمن ومصر ولیبیا ، و ان من عجائب التاریخ ان الدول العربیة تتهم حزب الله دائما بالارهاب، فی حین ان اتهامها هذا، هو بالضبط مطلب صهیونی ینفذ بصورة دقیقة ، لان تنامی قوة المقاومة وتعزیز دورها یثیر مخاوف کیان الاحتلال .
وفی هذا الاطار ، من الضروری بیان بعض النقاط المهمة التی تعتبر المفتاح الرئیس للعداء السعودی لحزب الله :
1- یمکن لأی باحث موضوعی ان یلاحظ الترابط العضوی بین الحملات على حزب الله ومصدرها المرکزی تاریخیا هو الکیان الصهیونی، کما یستطیع ان یتتبع الحرکة المسعورة للوبیات الصهیونیة فی أمریکا والأتحاد الأوروبی لاتخاذ تدابیر عدائیة ضد الحزب ومؤسساته الإعلامیة ، مباشرة بعد کل جولة من الصراع بین الکیان الصهیونی والمقاومة ، وهو ما راکم مجموعة من القرارات والقوانین العدائیة فی الغرب انطلقت من اتهام الحزب وسائر حرکات المقاومة المعادیة لـ «إسرائیل» بالإرهاب وما بنی على ذلک من إجراءات وتدابیر ضد سوریا والجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة، بتهمة دعم الإرهاب التی نسجت على ذات المنوال .
2- على امتداد أکثر من ثلاثین عاما کانت الرجعیة العربیة تدعم تلک التوجهات بقیادة السعودیة ، التی لم توفر وسیلة لمحاصرة حزب الله فی الداخل والخارج ، وقد شارکت فی تمویل حملات الشیطنة الأمیرکیة الصهیونیة وترویجها عبر آلتها الإعلامیة التی لم تقف یوما مع المقاومة ، بل کانت تتبنى الخطاب الصهیونی وهی تقدمت الصفوف دوما فی العمل الهادف للنیل من سمعة المقاومة وهیبتها وإنکار إنجازاتها بل ومحاولة قلب الصورة کما جرى بعد حرب تموز . کما أن السعودیة وحکومات خلیجیة أخرى عوضت شرکات أمیرکیة وأوروبیة وبسخاء ، ما خسرته نتیجة التدابیر والقرارات العدائیة التی استهدفت حزب الله ومما بات معروفا فی کثیر من الدوائر الإعلامیة الغربیة ، على سبیل المثال ان مالا سعودیا وخلیجیا کثیرا دفع لشرکات الأقمار الغربیة بهدف تعویضها عن إنزال قناة المنار وحجبها بعدما تیقنت «إسرائیل» خلال عدوان نیسان 1996 و أن ما بثته القناة واوصلته إلى الرأی العام الغربی کان مادة مثیرة وفاعلة ولدت ضغوطا معنویة ساهمت فی فضح حکومات الغرب التی شارکت الکیان الصهیونی فی حروبه على لبنان وخططه لتصفیة المقاومة .
3- الحکومات الرجعیة العربیة بقیادة السعودیة لم تکن یوما مع المقاومة وهی شارکت فی التآمر علیها منذ ولادتها . والوقائع لا تعد ولا تحصى . وقراءة اتفاق الطائف التی وفرت شرعیة دستوریة لبنانیة للمقاومة هی قراءة سوریة کاملة خضعت السعودیة للتعایش معها مکرهة بعدما اخفقت محاولات أذرعها اللبنانیة لنقضها وهی الیوم تصعد من شراسة حملتها السیاسیة والعملیة لأن المقاومة التی یقودها حزب الله استطاعت ان تقیم البرهان على إمکانیة سحق هیبة الردع «الإسرائیلیة» التی تسترت بها الحکومات الرجعیة منذ هزیمة حزیران 1967 لترویج مشاریع السلم الأمیرکی المذل الذی یکرس هیمنة الکیان الصهیونی فی المنطقة والتی بنیت علیها خرائط الأتوسترادات وخطوط نقل النفط والغاز وخطط التطبیع التی تعهدتها السعودیة وإمارة قطر منذ مفاوضات مؤتمر مدرید وهی الخطط والمشاریع الواقعة راهنا فی صلب الحرب على سوریة بعد سنوات من المراودة والمساکنة الخبیثة مع دور سوریة فی المنطقة ولبنان ونتیجة شراکة حزب الله وسوریة فی تدمیر قوة الردع الصهیونیة وبناء قوة ردع معاکسة فی المنطقة دمرت معها أحلام وأوهام الممالک والمشیخات الحالمة بتنفیذ مشروع الهیمنة الأمیرکی الصهیونی.
4- شکل نموذج المقاومة الشعبیة المنتصرة بقیادة حزب الله ، کنسا لجبل الأکاذیب والأوهام التی روجها معسکر الاستسلام العربی وخنق هذا النموذج فی نظر الرأی العام العربی یصبح ضرورة وجودیة للحکومات التی کلفها الغرب الاستعماری بحمایة «إسرائیل» والمجاهرة بالعلاقة معها فی مرحلة تبدل البیئة الاستراتیجیة بعد انکسار هیبتها امام المقاومة اللبنانیة والفلسطینیة فی قطاع غزة ولبنان بینما یعتبر الصهاینة نهوض الشعب الفلسطینی فی انتفاضته الثالثة وانطلاق نواة مقاومة شعبیة جدیدة إحدى ثمار نهج المقاومة کما قدم انموذجه حزب الله الذی یوفر الدعم للانتفاضة والمقاومة ویصیب مقتلا فی نهج الاستسلام العربی ولذلک تجد «إسرائیل» ان محاصرة حزب الله هی حاجة لحمایتها من تعاظم المخاطر الوجودیة وانتشار نموذج المقاومة فی تحدی الغطرسة الصهیونیة وهو ما صدرت اوامر واشنطن للحکومات العربیة الدائرة فی فلکها ، لتحقیقه .
5- عملت الرجعیة العربیة بقیادة سعودیة وبالأیعاز الأمیرکی على تفعیل الشبکات الوهابیة لإطلاق قوى التکفیر لتدمیر سوریا المقاومة و التی تبدو الیوم أقرب إلى انتصارها و حیث تشکل مساهمة حزب الله فی المعرکة ضد الإرهاب احد مواجع الفشل السعودی هناک وفی البلدان التی عملت الریاض وأعوانها على إغراقها بالتوحش الدموی بهدف إخضاعها .
ان حزب الله حال دون تحول لبنان الى قاعدة لانطلاق الهجمات على سوریا ، ولذلک فقد کان المخطط السعودی الداعم لانبثاق داعش فی العراق وسیلة لتمزیق العراق ولتعمیق الاحتراب المذهبی وکان اداة مجربة لتمزیق الیمن وإخضاعه . ولما فشلت ، خرجت السعودیة إلى حرب بربریة تتوالى إدانتها فی کل انحاء العالم ، وان تلک الخطط الجهنمیة انطلقت لحمایة «إسرائیل» ولمنع الیمن والعراق من التحول إلى دولتین شریکتین لمحور المقاومة فی دعم المقاومة ، وبالتالی فإن حزب الله علامة فارقة لفشل خطة أمیرکیة تعهدتها السعودیة لحمایة «إسرائیل» .
وکالة تسنیم الدولیة للأنباء -