solhkhabar
و کتب موقع "الوقت" التحلیلی ، ان هذه الدعوة بدأت بین التشکیلات الشعبیة الیمنیة وقوى العدوان السعودی على الحدود فیما بینهما، وعلى ما یبدو فإن سیاق الحوار یقضی کمقدمة له بإیقاف العدوان الجوی السعودی على الیمن.
• بوادر ومؤشرات
و ذکرت مصادر عدیدة بأن الجبهات الواقعة على الشریط الحدودی بین الیمن والسعودیة قد شهدت هدوءاً خلال الأیام القلیلة الماضیة، وخفّت حدة الإعتداءات الجویة السعودیة، فیما یلحظ ومنذ أسبوع تقریباً تحرکات سلمیّة بین الطرفین وبالخصوص فی محافظة صعدة من خلال دخول وخروج وفود من الجانبین شملت شخصیات مهمة.
و على المقلب الآخر ، أکدت فرنسا وعلى لسان خارجیتها "رومان نادال" الحاجة الطارئة لإیقاف العدوان على الیمن والإفساح فی المجال أمام القوى الیمنیة للذهاب إلى الخیارات السیاسیة، فیما اعتبرت الممثلة العلیا للسیاسة الخارجیة فی الإتحاد الأوروبی "فیدیریکا موغیرینی" دعم الجهود المبذولة للخروج من المأزق الیمنی وبالتحدید الجهود التی تبذلها الأمم المتحدة.
و فی هذا الإطار ، نحاول الإجابة عن الأسباب التی دفعت السعودیة ومن ورائها القوى الغربیة الداعمة لتحریک خیار التفاوض کمقدمة لإیقاف العدوان، فهل وقائع المیدان أم الدعوات الأخیرة أم استیقاظ الضمیر السعودی!
• اسباب ودوافع الطلب السعودی
أولاً : بعد أن اقترب العدوان السعودی على الیمن عامه الأول، وبعد أن تبیّن أن ارادة الحوار لیست بید الجماعات المدعومة سعودیاً من خلال "هادی" وأمثاله، وأن الأطراف الیمنیّة مجتمعة لا تعارض خیار التفاوض والحل إلا فی سیاق التدخلات الخارجیة السعودیة الأمریکیة، زادت القناعة الیمنیّة لدى جیشه والتشکیلات الشعبیة المساندة له أن نجاح المفاوضات یکمن من خلال استکمال الخطوات الإستراتیجیة التی بدؤوها، فهذه الإستراتیجیة مکنتهّم من تطهیر اغلب مناطق مأرب ولم یعد الجیش واللجان الا على بعد عشرة کیلومترات من مرکز المحافظة وکذلک الحال فی الجوف لما لهاتین المحافظتین من اهمیة استراتیجیة اتخذتها قوى العدوان کنقاط انطلاق ودعم وتغذیة مناطق الجماعات الخارجیّة. وجنوباً تقدم الجیش واللجان فی کرش مما جعل القوات السودانیة تغادر قاعدة العند الإستراتیجیة.
کما أن الصواریخ البالستیة التی صارت تستهدف تجمعات قوى العدوان و تحصد العشرات منهم والتی آخرها فی منطقة بئر المرازیق فی محافظة الجوف وصحن الجن فی مأرب، ومع وجود مخطط یمنی تصاعدی کشفت الأیام أنه لا یزال یخبئ الکثیر من المفاجأت فی مقابل استنزاف خیارات قوى العدوان، کل هذا أقلق قوى العدوان ودفع بهم للطلب هذه المرة من الیمنیین للتفاوض، إذن إستکمال الخطوات الإستراتیجیة هو ما یشکّل مفتاح الحل والجلوس على طاولة المفاوضات وانهاء العدوان لکن بشروط الجیش واللجان الشعبیة.
ثانیاً : أدرکت السعودیة مؤخراً أن خیار العدوان على الیمن قد فشل ، وان خیارات الدخول إلى صنعاء من بواباتها الأربع فشلت و کان أخره من منطقة النهم ، کما وفشلت فی احداث فتنة یمنیة قبلیّة وفصل حلفاء انصار الله والجیش عنهم، هذا إلى الفشل فی السیطرة على القسم الجنوبی من الیمن والذی کانت تعتبره قوى العدوان السعودی الخیار الأسهل لها، یضاف إلى ذلک أن الجماعات التی استجلبتها إلى الیمن من داعش والنصرة وغیرهما باتوا یشکلون تهدیداً على السعودیة نفسها أکثر من کونه على الیمن .
ثالثاً : هناک قلق کبیر لدى السعودیة من أن یکون خیار الإستمرار فی عدوانها عاملاً محرکاً لخیار استرجاع الیمن للمدن الثلاث التی احتلتها فیما سبق، خاصة مع التقدم الکبیر للجیش الیمنی والتشکیلات الشعبیة على المحور الشمالی، کما لا یمکن اغفال الضغوط الدولیّة التی فرضتها مدة العدوان والتی قاربت عامها الأول، ومن ضمن الأصوات المطالبة بإیقاف العدوان اعضاء فی البرلمان الأوروبی حیث دعوا الشهر الماضی إلى حظر بیع الأسلحة للسعودیّة بسبب عدوانها على الیمن، یضاف إلى ذلک انهیار الروح المعنویة والنفسیة للجماعات الخارجیّة التی استجلبتها قوى العدوان السعودی وما کان من تعیین "علی محسن الأحمر" کنائباً للرئیس إلا فی سیاق محاولة لإحیاء هذه النفسیّة .
وکالة تسنیم الدولیة للأنباء -