الصفحة الرئيسية / دولية / جدید إعترافات «اسرائیل» بالهزیمة : حزب الله فرض علینا الانسحاب من لبنان فی أیار 2000

جدید إعترافات «اسرائیل» بالهزیمة : حزب الله فرض علینا الانسحاب من لبنان فی أیار 2000

و جاء الإقرار الجدید بالهزیمة ، على لسان اثنین من کبار قادة العدو العسکریین، رئیس شعبة العملیات السابق و رئیس مجلس الأمن القومی السابق اللواء فی الاحتیاط غیورا آیلاند ، وقائد «فرقة لبنان» فی الجیش الصهیونی حتى سنة 1998 العمید احتیاط غیورا عنبار ، الذی سبق أن تولی قیادة «وحدة الارتباط مع لبنان» بین عامی 1989 و1994.

فعلى أعتاب الذکرى الـ16 للاندحار و الانسحاب الصهیونی من جنوب لبنان، أعلن اللواء احتیاط آیلاند، الذی کان من المشارکین الاساسیین فی قرار الانسحاب فی حدیث لإذاعة الجیش الصهیونی أن حزب الله هو من فرض علینا شکل وتوقیت الانسحاب من لبنان فی أیار (مایو) العام 2000 .
و کشف آیلاند فی حدیثه أن رؤیة الجیش الصهیونی کانت تقضی بالبقاء داخل الأراضی اللبنانیة فی حزام أمنی بعرض کلم واحد وعلی التلال المشرفة، لکن تفکک میلیشیا انطوان لحد (المتعاونة مع العدو) واحتلال حزب الله لمواقعها فرض التعجیل بالانسحاب من لبنان لیلة 23 أیار .
وأضاف آیلاند إن إحدى العبر المستخلصة من هذه العملیة هو أنه عندما قال رئیس الحکومة آنذاک أیهود باراک بالخروج الأحادی الجانب من لبنان وعندما تحدث الجیش «الإسرائیلی» أیضًا عن الخروج الأحادی الجانب کانا یقصدان أمرین مختلفین .
وأوضح بالقول : لقد قال الجیش إن هناک ضغطًا شعبیًا للخروج من لبنان ونحن بدلاً من أن نکون داخل الحزام الأمنی فی لبنان الذی یتراوح عمقه بین 10 و 15 کلم، یمکننا الخروج إلی خطٍ أقرب للحدود مسافته کیلومتر واحد، لکن سنبقی حتی الآن فی لبنان فی نفس المناطق المُشرفة وسنواصل تنفیذ العملیات العسکریة فی لبنان کما فی السابق وسنواصل تعزیز حلیفنا «جیش لبنان الجنوبی» (میلیشیا العمیل أنطوان لحد)، وسنواصل نشاطاتنا لکن فی شریط ضیّق، هذا ما فهمه الجیش ورئیس هیئة الأرکان العامة (آنذاک) الجنرال شاؤول موفاز .
وتابع آیلاند حدیثه بالقول : لقد کان هاجس المستوی السیاسی الشرعیة الدولیة، وکانت مبرراته أنه إن کنا سننسحب إلی خط الحدود بین لبنان و«إسرائیل» (فلسطین المحتلة) فهذه إشارة إلی أننا خرجنا من لبنان ونفذنا قرار مجلس الأمن 425 وبهذا تکون «إسرائیل» قد حصلت علی شرعیة عامة وبالتأکید شرعیة للعمل فی لبنان فی حال تمت مهاجمتها، أما فی الواقع، فقد اختلف تفسیر مفهوم الانسحاب الاحادی الجانب، وصولاً الی التصادم بین المستوی السیاسی والمستوی العسکری فی الأسابیع الممتدة بین بدایة آذار وبدایة أیار، مواقف رئیس الحکومة ووزیر الحرب کانت واضحة کفایة وتأقلم الجیش مع هذه النقطة .
وکشف آیلاند أن جیش الاحتلال الصهیونی کان أخرج بشکل خاص الأسلحة الثقیلة وکان مستعدًا بشکل کامل للانسحاب فی اللحظة التی یُتخذ فیها قرار نهائی وتنفیذه فی غضون أیام، ولکن واقعًا فی الـ22 من أیار، حتی تلک اللحظة لم یکن ینوی الجیش «الإسرائیلی» الخروج من لبنان، کنا ننوی الخروج من لبنان بعد شهر، فی نهایة حزیران، ولکن ما حصل هو أن «جیش لبنان الجنوبی» (میلیشیا العملاء) الذی أدرک أننا نتخلی عنه، وهذا هو أحد الأثمان الباهظة لهذه العملیة، بدأ فی الواقع بالتفکک، وتفککه أدی إلی وضع سیطر فیه حزب الله علی مواقع ترکها «جیش لبنان الجنوبی» .
و أضاف آیلاند : وحتى بعد ظهر 23 من أیار عقد اجتماع مقلّص جدًا فی مقر القیادة اللوائیة «شومیرا» فی القطاع الغربی من الحدود اللبنانیة، شارک فیه رئیس الحکومة باراک، رئیس هیئة الأرکان العامة موفاز، والألویة قائد المنطقة الشمالیة غابی أشکینازی، ورئیس أمان عاموس مالکا، وأنا بصفتی رئیس شعبة العملیات، وعرض غابی أشکنازی للمستوی السیاسی بصورة حادة وصحیحة الاحتمالات القائمة وقال هناک احتمالان: إن کنت ترغب بأن لا نخرج الآن من لبنان، إن کنت ترید أن نبقی هناک عدة أسابیع بشکل خاص لاستکمال العملیة السیاسیة، لیس لدی مشکلة فی فعل هذا، لکنی بحاجة لأن أجنّد الآن ما یقارب ثلاثة ألویة من الجیش، وهناک ثلاثة ألویة احتیاط ندخلها إلی لبنان وبإمکاننا أن نبقی هناک بالقدر الذی نریده. هذا الاحتمال الأول، لکن ستکون لدینا مشکلة فیما بعد إذ کیف سنفسر أسباب القیام بهذه الخطوة ثم بعدها بعدة أسابیع نتراجع . الاحتمال الثانی یضیف اشکنازی کما ینقل آیلاند : دعنا نأخذ بدایة مغادرتنا التی لیس نحن من أملاها بل حزب الله هو من أملاها ، لکن دعونا نستغلها وندفع العملیة ونخرج غدًا مساءً .
ویقول آیلاند إن النقاش کان حادًّا وإشکالیًا ومشحونًا للغایة وفی نهایة المطاف اتُّخذ القرار هناک، وبرأیی صحیح للغایة، بعدم محاولة تمدید الوقت لعدة أسابیع والخروج من لبنان .
وتابع : علی الرغم من أننی کنت من بین أولئک الأشخاص فی هیئة الأرکان العامة الذین عارضوا الخروج الأحادی الجانب من لبنان وأعتقد أن من وجهة نظر صحیحة علینا الاعتراف بأن هذا القرار کان صائبًا، لا أعتقد بأن «إسرائیل» کانت ستربح المزید من بقائها لعدة سنوات أخری فی جنوب لبنان .
وعن تقییمه لـ«حرب لبنان الثانیة» أی عدوان تموز 2006 ، قال آیلاند : أعتقد أنّنا أخطأنا فی عدد غیر قلیل من الأمور المرتبطة بتصرفنا کدولة بین عام 2000 و2006 والتی سمحت لحزب الله ربما بزیادة جرأته وبفعل ما قام به، وبالمناسبة «حرب لبنان الثانیة» کانت حربًا غیر ناجحة من جوانب عدة وأعتقد بأننا أدرناها بشکل غیر صحیح وهذا یمکننا أن نتحدث عنه فی وقت آخر .
أما قائد ما سمی بـ«فرقة لبنان» حتی سنة 1998 العمید احتیاط غیورا عنبار ، فقال فی حدیثه للإذاعة نفسها : إن النقاش هو حول صوابیة الانسحاب من لبنان عام 2000 وخصوصًا علی ضوء ما نراه الیوم.. أنا کنت مؤیّدًا للانسحاب الاحادی الجانب من داخل مکان محبط جدًا أیضا، لقد قُدت قوات فی لبنان، من الجیش «الإسرائیلی» و«جیش لبنان الجنوبی» ومدنیین أیضًا، ورأیت أنّ التواجد داخل «المنطقة الأمنیة» (المنطقة المحتلة) لا یعطینا أیّ امتیاز، وکلّما عمّقنا التوغل والقتال، فإنّ حزب الله وتقریبًا بالنسبة ذاتها أخذ بالتعاظم أکثر .
وأقر عنبار بعجز قوات الاحتلال الصهیونی عن مواجهة رجال المقاومة فی جنوب لبنان، وقال فی هذا السیاق: فی الحقیقة وجدنا أنفسنا نتعاطی مع قتال یومی فی جنوب لبنان مع وجود إشکالیة فی الدفاع عن قوّة کبیرة إلی هذا الحد هناک .

وکالة تسنیم الدولیة للأنباء -

تحقق أيضا

النخالة : سنقاتل العدو الصهيوني حتى تسقط أحلامه وأوهامه

جاء ذلك في كلمة النخالة، امس  الأربعاء، خلال مشاركته بمؤتمر "القدس أقرب" في العاصمة طهران، …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *