الصفحة الرئيسية / دولية / سیناریو تقسیم سوریا وأوهام آل سعود عن الخطة ب

سیناریو تقسیم سوریا وأوهام آل سعود عن الخطة ب

و کتبت صحیفة "الوطن" السوریة تقول : لکن السؤال یطرح نفسه بصیغة أخرى : ما هی آفاق الخطة (ب) فی ظل اتفاق أمیرکی روسی یحفظ توازن الطرفین ویحافظ على مصالحهما المشترکة بالمنطقة؟!
بالحقیقة ، وفی ضوء العوامل الداخلیة والخارجیة الراهنة فی سوریة سیکون من الصعب جداً تحوّل الوهم السعودی إلى أمر واقع، فعلى المستوى الداخلی ثمة عقبات عدیدة تحول دون تنفیذ أجزاء الخطة، إذ إن «داعش» تنظیم إرهابی یفتقر لمقومات الدولة الطبیعیة، وانخراط فصائل مسلحة کثیرة باتفاق (وقف إطلاق النار) یشیر عملیاً إلى حجم الرفض لهذا الکیان الغریب. ومن جهة أخرى للمکون الکردی حسابات خاصة قد لا تتلاقى مع الأجندة الأمیرکیة . ومن جهة ثالثة ، لا شک أن سرّ صمود (النظام) یکمن فی نقطة خوضه للحرب تحت عنوان (إعادة الأمن والاستقرار إلى سوریة مع الحفاظ على وحدة أراضیها وشعبها).
أما على المستوى الخارجی، فمن الواضح أن واشنطن وشرکاءها الغربیین – مع وجود رغبة دولیة بحل سیاسی- لا یریدون تصعید المواجهة مع روسیا أو تخریب أجواء التفاهم مع إیران، والأکید أن الحضور القوی لحلیفی دمشق سیکون حاسماً فی هذه المسألة، فالدولتان أعلنتا رفضهما لمشروع التقسیم باعتباره: «یتعارض بالمطلق مع قرارات مجلس الأمن المتخذة بالإجماع وطبقاً لتفاهمات فیینا».
وفی البعد العربی والإقلیمی لا یمکن إغفال رفض الدول العربیة الوازنة وفی مقدمتها مصر لمشروع تقسیم سوریة، فالتفتیت سیضعف الجمیع وسکین التقسیم لن تقتصر على دولة عربیة بعینها بل ستمزق حتى دول الخلیج الحلیفة لواشنطن، واللافت للانتباه فی هذا السیاق وجود مؤشرات تفید بأن سوریة تستثمر انتهاء صلاحیة سایکس بیکو وتتجه للتوحد مع العراق.
ولدى محور المقاومة خیار رافض لمشاریع التقسیم والتجزئة، والمؤشرات الملموسة لهذا الخیار تُلحظ من خلال الجهود التی یبذلها أطراف هذا المحور من أجل القضیة الفلسطینیة واستعادة حقوق الشعب الفلسطینی وتوحید بوصلة الصراع باتجاه «إسرائیل» ومواجهة المحاولات السعودیة الجاریة لفرض مسألة التطبیع العربی «الإسرائیلی». ولعل تفاعلات معادلة «الأمونیا» التی أطلقها السید حسن نصر اللـه مؤخراً وما أحدثتها من قلق واسع فی الکیان الصهیونی تعکس شیئاً من حجم وتأثیر وقدرة معسکر المقاومة.
وما یزعج السعودیین ومعهم «الإسرائیلیین» والأتراک أن هذا الواقع لن یتغیر بسهولة ، فالدولة السوریة – والحرب تقترب من بدایة عامها السادس – مازالت متمسکة بالثوابت الوطنیة والقومیة وهی تنجح بتحقیق الإنجازات على المسار المیدانی وخط المصالحات الوطنیة، والهدنة الحالیة سواء صمدت أم انهارت ستسمح (للنظام) – وهو یتقدم سریعاً فی المناطق المحیطة بحلب- بتعزیز وضعه کطرف یحارب الإرهاب ومن ثم التفاوض من موقع قوة وخصوصاً أنه یسیطر على مناطق یعیش فیها نحو 80% من السوریین ومعظمهم (وفق باحثین غربیین) سیصوتون لمصلحته فی الانتخابات التشریعیة القادمة، وما یؤکد الثقة بهذا المشهد إعلان الرئیس الأسد یوم 13 نیسان موعداً لهذا الاستحقاق الدستوری .

وکالة تسنیم الدولیة للأنباء -

تحقق أيضا

النخالة : سنقاتل العدو الصهيوني حتى تسقط أحلامه وأوهامه

جاء ذلك في كلمة النخالة، امس  الأربعاء، خلال مشاركته بمؤتمر "القدس أقرب" في العاصمة طهران، …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *