الصفحة الرئيسية / ثقافة و علوم / العدوان السعودی جرّد محافظة صعدة من مدارسها فأصبحت محافظة بلا تعلیم

العدوان السعودی جرّد محافظة صعدة من مدارسها فأصبحت محافظة بلا تعلیم

وفیما توقفت العملیة التعلیمیة فی صعدة کُلیاً خلال عام من الحرب، دمّر القصف 120 مدرسة بصورة کاملة، من بینها مدارس کانت لا تزال قید الإنشاء، وکرر الطیران استهداف بعض المدارس المدمرة، لأکثر من مرة، مع إحراق مخازن «الکتاب المدرسی» التی کانت تحوی مخزوناً یکفی لتوزیعه على طلاب صعدة لعامین أو ثلاثة اعوام، کما جرى استهداف مخازن حکومیة داخلها الآلاف من قطع الأثاث المدرسیة.

یقول مدیر مکتب التربیة والتعلیم فی صعدة، عبد الرحمن الظرافی، إن العدوان لم یکتفِ بإیقاف العملیة التعلیمیة خلال عام، بل تعمّد إعادتها إلى الوراء لسنوات، بالتدمیر المنهجی للبنیة التعلیمیة. وأضاف أن 40 ألف طالب فقط سجلوا فی المدارس من أصل 170 ألفا، قبل أن تتوقف العملیة التعلیمیة برمتها.

وفی العادة، تکون المدارس ملاجئ یهرب إلیها المدنیون من أماکن الغارات الجویة، لکنها فی صعدة صارت من أکثر المبانی عُرضةً للقصف، إلى حد خشیة السکان من الاقتراب من المدارس أو السکن بجوارها.

وسُجل خلال الأیام الأولى من العدوان ارتکاب الطیران السعودی جرائم بحق أسر کانت قد هربت من مناطق وقرى إلى مدارس مجاورة، منها استهداف أسرة دبیس أثناء لجوئها إلى مدرسة ابتدائیة تقع خارج مدینة ضحیان، بعد استهداف المدینة بأکثر من عشرین غارة وسط الأحیاء السکنیة.

وصعدة هی المحافظة الیمنیة الوحیدة التی توقّفت فیها العملیة التعلیمیة تماماً، کما أن عدد المدارس المستهدفة (120) هو الأکبر مقارنةً ببقیة المحافظات الیمنیة.

وأوجد توقف العملیة التعلیمیة فی مدارس صعدة کافة تحدیات کبیرة لیس من السهل تجاوزها، وخصوصاً فی ظل أوضاع لا توفر مناخاً ملائماً لعودة العملیة التعلیمیة، من ناحیة الطلاب الذین نزح معظمهم إلى محافظات أخرى، أو لناحیة البنیة التحتیة التی قضى الطیران على معظمها.

ویبحث مسؤولون فی المکتب التربوی فی المحافظة إمکانیة توفیر أماکن بدیلة عن المدارس المُدمّرة من بینها ما یُعرف بـ«المدارس المجتمعیة» کالمساجد، أو تلک التی تنعقد تحت الأشجار فی الأماکن العامة أو فی مبانٍ خاصة مستأجرة، لکن کل هذه الجهود تصطدم بقلق أولیاء الأمور الذین یخشون على أبنائهم من استهداف الطائرات فی هذه الأماکن البدیلة.

یقول أحمد یحیى، وهو والد طالبین فی المرحلة الابتدائیة، "لا یُمکننی ضمان سلامة أبنائی فی حال عودتهم إلى التعلم فی أماکن کهذه". ویضیف: الأمور لم تتضح بعد بخصوص وقف العدوان على الیمن… لا نثق أصلاً بالحدیث الجاری عن وقف العدوان، وخصوصاً أننا نشاهد ضحایا الغارات الجویة یتساقطون یومیاً فی مختلف المحافظات"، مشیراً إلى أن العدوان السعودی یتعامل مع صعدة بصورة استثنائیة ولا یوفر فیها شیئاً مهما تکن الاعتبارات.

وکانت صعدة من أکثر المحافظات التی تواجه تحدیات تسببت فی تأخر العملیة التعلیمیة وتفشی ظاهرة الأمیة، کما أن الحروب الست السابقة قضت على مدارس کثیرة فیها، وقد عاود العدوان المستمر تدمیر عشرات المدارس التی أُعید إعمارها.

وکالة تسنیم الدولیة للأنباء -

تحقق أيضا

26رجب ذکرى رحیل أبوطالب طود الإیمان الراسخ

وبهذه المناسبة الألیمة نسلط الضوء على شخصیته و مکانته السامیة و دوره اللافت فی الدفاع …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *