الصفحة الرئيسية / الصحوة الاسلامية / الاسرى الیمنیون فی السجون السعودیة یتعرضون للتعذیب

الاسرى الیمنیون فی السجون السعودیة یتعرضون للتعذیب

ووفقاً لشهادات الأسرى، کان الهدف من التعذیب إجبار الأسرى على تقدیم اعترافات ومعلومات عن المواقع العسکریة والطرق التی یتحرک فیها الجیش الیمنی، خصوصاً فی الجبهات الداخلیة حیث أسروا.

وسرد إسماعیل محمد علی وهو واحد من الأسرى تفاصیل التعذیب الذی تعرض له خلال ستة أشهر من أسره فی أحد سجون النظام السعودی فی منطقة خمیس مشیط جنوبی المملکة، بالقول ، "مکثت فی زنزانة انفرادیة لمدة ثلاثة أشهر متواصلة تعرضت خلالها للتعذیب بالکهرباء فی أماکن مختلفة من جسدی، أبرزها الصدر والمفاصل". ویضیف: کنت إذا طلبت الذهاب إلى دورة المیاه یتم جلدی 70 جلدة، ولم یکن یسمح لنا بتناول الطعام إلا بشکل یسیر جداً، ویکون الطعام مخصّصاً لمجموعة کبیرة من الأسرى، وغالباً ما کان یتم وضع مادة فیه تسبب الإسهال الشدید لفترات طویلة.

وفی الیوم الذی سبق عملیة التبادل، یتابع إسماعیل أن الجنود السعودیین الذین عذبوه قالوا له إنهم "لم یستفیدوا منه بشیء"، لأنه لم یخبرهم بمواقع أو بأسماء لقیادات عسکریة. ویتابع: بعدها قاموا بخلع ظفری من أحد أصابعی وسلمونی لأنصار الله الذین قاموا بعلاجی والاهتمام بحالتی.

والاسیر الاخر رشید العبادی الذی تم أسره فی محافظة مأرب من قبل القوات الموالیة للنظام السعودی. یقول إنه تعرض لمعاملة سیئة من القوات والمسلحین الموالین للنظام السعودی فی مأرب، قبل أن یتم تسلیمه للسلطات السعودیة من أجل استخدامه مع آخرین فی عملیة مقایضة بأسرى سعودیین. "کان الجنود السعودیون یمارسون علینا مختلف أنواع التعذیب النفسیة والجسدیة لمحاولة إجبارنا على تقدیم الاعترافات والمعلومات التی تتعلق بالجیش الیمنی واللجان الشعبیة، ولکننا تمکنّا من تحمّل هذا التعذیب".

وتحدث آخرون من الأسرى لوسائل الإعلام عن حالات مشابهة من التعذیب الذی تعرضوا له طیلة فترة أسرهم. وأکد هؤلاء أن العناصر الموالین للریاض فی الداخل الیمنی، الذین وقعوا فی أیدیهم أولاً، تسلّموا مبالغ مالیة مقابل تسلیمهم للسلطات السعودیة. وفی هذا السیاق، اعلن احدهم بان المسلحین المرتزقة باعوا الاسیر الاواحد  بنحو مئة ألف دولار للسعودیة ، وکان یتم نقلهم إلى معسکر صافر فی مأرب ومن ثم إلى منفذ الودیعة الحدودی حیث ینقلون بطائرات مروحیة إلى قاعدة خمیس مشیط.

رئیس «اللجنة الثوریة العلیا» محمد علی الحوثی الذی استقبل الأسرى فی القصر الجمهوری فی صنعاء، قال إن ما قام به النظام السعودی من معاملة سیّئة للأسرى الیمنیین "یعبّر عن الانکشاف الأخلاقی للسعودیین فی التعامل مع الأسرى"، مضیفاً أن تلک الأخلاق "لا تمت إلى الإسلام بصلة ولا إلى الأعراف والقوانین الدولیة، وأن ذلک التعامل السیّئ لا یمکن أن یمس الأخلاق والقیم والثقافة التی تربّى علیها الیمنیون الأحرار".

من جهته، أکد عضو اللجنة الثوریة العلیا الحقوقی محمد المقالح، أن التعذیب الذی لحق بالأسرى من قبل السعودیة یمثل واقع الأخیرة وقیمها، لافتاً إلى أن المفقودین وبقیة الأسرى "یتحمّل مسؤولیتهم تحالف العدوان، وأن قیادة الثورة حریصة علیهم وعلى مصائرهم".

وقوبلت شهادات التعذیب السعودی بموجة استیاء شعبیة وحقوقیة عارمة داخل الیمن، حیث هاجم عدد من الناشطین والحقوقیین نظام السعودیة على الأعمال التی کان یهدف منها إلى إهانة الأسرى الیمنیین، فی الوقت الذی تسلم فیه أسراه من الجانب الیمنی من دون تعرضهم للتعذیب أو الإهانة. وقد شدّد الناشطون الیمنیون على ضرورة محاسبة النظام السعودی على تلک الأعمال، لکونها تمس بحقوق الإنسان المکفولة من المواثیق والشرائع الدولیة.

یشار إلى أن عملیة التبادل التی جرت فی الأیام الماضیة هی الثانیة بعد عملیة سبقتها فی الثامن من آذار، حین تم تسلیم جندی سعودی مقابل سبعة یمنیین. وتعدّ هذه العملیات مؤشراً إیجابیاً على توالی التفاهمات بین طرفی الحرب، وتنذر بعملیات مماثلة فی الأیام المقبلة، إذا نجح المسار السیاسی الذی أعلن عنه المبعوث الأممی إلى الیمن، إسماعیل ولد الشیخ.

وکالة تسنیم الدولیة للأنباء -

تحقق أيضا

«رأی الیوم» : ایران حققت اختراقا کبیرا عکس رسالة مهمة مزدوجة الى «اسرائیل» والسعودیة ودول خلیجیة

و کتبت "رأی الیوم" التی یراسها الصحافی العربی البارز عبد الباری عطوان فی مقال افتتاحی …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *