الصفحة الرئيسية / دولية / الباحث العراقی سلیم الحسنی یتحدث : دور السعودیة فی الحدث الصدری

الباحث العراقی سلیم الحسنی یتحدث : دور السعودیة فی الحدث الصدری

و جمال خاشقجی هو المتحدث غیر الرسمی باسم السیاسة السعودیة ، و المروج لتوجهاتها فی وسائل الإعلام ، وما یکتبه یُعبر فیه عن صانع القرار الحکومی .

لم تصف السعودیة ومعها بقیة محور الشر (قطر وترکیا وغیرهما) شیعة العراق بـ"الوطنیة" ، فقد کان الوصف الدائم لهم بأنهم صفویون یتبعون إیران . وکان مشروع السعودیة أن یتم إضعاف الشیعة الى أدنى مستوى، لیعودوا الى هامش الحیاة السیاسیة والاجتماعیة . فتلک هی رغبتها الأولى فی المنطقة، وقد وضعت لذلک قدراتها المالیة الهائلة ، وأجهزتها الاستخباراتیة وعلاقاتها الخارجیة.

ما حدث لم یکن مخططاً سهلاً ، ولیس هو من نتاج عقلیة التیار الصدری بقیاداته المعروفة ، إنما هو حرکة عمیقة تجیدها الأجهزة الاحترافیة المتخصصة للحکومات ، وقلیل من الهدوء والمراجعة وربط الوقائع، تجعلنا نکتشف ما یجری بوضوح .

یهتف التیار الصدری داخل المنطقة الخضراء ضد إیران، وتبارک السعودیة حرکة مقتدى الصدر، ومن قبلها بارکت مؤسسات أمریکیة، فی حین لم یتعرض الموقف الصدری لآل سعود مصدر الإرهاب والخراب فی العالم.

نقطة عصیة على استیعاب الحکومة السعودیة، تلک هی أنها على طول مسارها فی التدخلات الخارجیة وإثارة الأزمات ، تعتمد على عامل العنف بالدرجة الأساس، بحکم العقلیة الوهابیة المسیطرة على القرار، مما یجعلها تکسب الجولة الأولى، لکن المسار ینقلب علیها، بعد ان یتلاشى دوی الانفجار، وتزول صدمته المؤقتة . حدث ذلک فی سوریا وفی الیمن وفی لبنان، وقد جربته فی العراق أکثر من مرة ولم ینجح.

فی هذه المرة لن تکون النتیجة غیر الفشل، لأن ما لم تفهمه السعودیة ولا تستطیع ان تفهمه ، ان الشیعة مرت علیهم الکثیر من الظروف المشابهة، بل والأکثر خطورة مما یجری، لکنهم یستعیدون توازنهم بعد فترة .

سیجد أنصار السعودیة أنفسهم بعد حین أنهم عاشوا فورة حماس مؤقتة ، واستبشروا بنصر طویل، لکن النتائج ستکشف لهم أنهم مجرد وسیلة لإثارة الفوضى لا أکثر .
فی صراعات من هذا النوع، یخرج المندفعون بحماس الهتاف، خاسرین فی نهایة المطاف .

وکالة تسنیم الدولیة للأنباء -

تحقق أيضا

النخالة : سنقاتل العدو الصهيوني حتى تسقط أحلامه وأوهامه

جاء ذلك في كلمة النخالة، امس  الأربعاء، خلال مشاركته بمؤتمر "القدس أقرب" في العاصمة طهران، …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *