للتخلص من داعش يجب ان نتحلي بأخلاق الرسول الكريم و الائمة (ع)

في حوار خاص أجرته معه وكالة إرنا للأنباء، وردا علي سؤال حول وحدة المسلمين في ظل الهجمات الواسعة لداعش و تواجد هذا التنظيم الإرهابي في بعض الدول العربية و الإسلامية، قال: يجب ان نتحلّي بأخلاق الرسول و الأئمة الكرام في مثل هذه القضايا كما يجب علينا ان نجفف كل المنابع التي تنبع الأفكار الداعشية منها.
و أكد الشحرور: إذا كان الرسول الكريم قال و ورد في آية قرآنية في يوم المباهلة «و إنا أو إياكم لعلي هدي او في ضلال مبين»، فكيف لا نتبع منهجه الأخلاقي في التعامل مع الآخرين رغم أنه يدرك أن الحق اليقين لديه والإسلام الحق لديه، و الحق المطلق لديه، ، ولكن أراد ان يؤدّب أمته و أتباعه بأدب كي يتعاملوا مع الآخرين علي هذا المنهج الأخلاقي الرفيع.
و أضاف الآكادمي اللبناني: لماذا نجد الاختلاف بين بعض الفرق الإسلامية ، هناك من يقول نحن علي حق و الآخرون هم الباطل مطلقا، ألَّا يمارسون أدركوا ام لم يدركوا تكفيرا و رفضا لآخرين، دعونا نعظم ثقافة الآخر المختلفة.
و تابع حديثه: دعونا نقول ان الآخر مختلف و اخي أختلف معه في هذه النقطة و اتفق معه في عشر نقاط و أبحث عن نقاط الاتفاق، دعونا نتفق علي المسلم السني علي أن محمدا رسول الله و أن الله هو الواحد العدل الحق و إذا اختلفت معه علي ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام هو خليفة أول و مستحق للخلافة ام هو خليفة رابع، فلا أناقش في هذه القضية، دعونا أنحيها جانبا، دعونا نبحث عن نقاط الاشتراك لأن الدم يسيل و العدوّ يفرح و يطرب لما يحصل بين المسلمين.
و دعا الشحرور جميع المسلمين إلي إحداث هذا التغير الثقافي، مؤكّدا: فإننا نزيل المنابع الداعشية الفكرية من خلال هذا التغير، لأن الداعشي يشرب و يرتوي من فصل المسلمين، لذلك حين ترفض السني يقول له الداعشي انظر، هذا يرفضك، هذا مختلف عنك ولكن حين تقول للسني، أنت أخي المسلم لا اراك سنيا بل أراك مسلما تستنُّ بسنة رسول الله ولكن علي ألَّا تكفّر ولاتقتل وألَّا تبيح القتل و الانتهاك، هذا التعامل يؤدي إلي التصدي للأفكار الداعشية.
و تابع حديثه: أغلب الأمة الإسلامية يرفضون القتل و التدمير و السبي و الانتهاك، و القلة هي التكفيرية، وقال: دعونا نحارب التكفيريين بتجفيف منابع الفكر من خلال تقديم النموذج الأخلاقي حتي لوظلمنا، فالنتعرض للظلم، ألا نقول إن امَّتنا انتصرت عبر مظلوميتها او لسنا أتباع هذه الأمة؟ دعونا نمارس هذا الكلام، سلوكا فعليا، هذا ما أدعو اليه في إحياء فكر الإمام الخميني (رض) و لرفع دعوته القائمة علي رفع التكفير وليكون المسلمون يدا واحدة.
و أضاف الشحرور قائلا: إذ يستدعي هذا الحجم من الهجمات التفتيتية و الفتنوية للأمة، جهدا مضاعفا، كيف يمكن ان نبذل هذه الجهود، أن نرفع شعار الوحدة لوحده لم يعد كافيا، لأنه هناك من يقول بالوحدة ولكن يمارس عكس الوحدة، وانا لا اتكلم هنا حصرا علي طرف من طرفي العلاقة، بل اقول حتي عند اهل الشيعه، هناك من يستدرج من قبل التكفيرين و من قبل الدواعش حين يرتكبون الجرائم، يستدرج للتعميم هذه الصورة السلبية علي عموم إخواننا أهل السنة وهو مخطئ قطعا، لأن إخواننا أهل السنة هم براء من هذا الأمر، إنما أولا علينا ان نوضح الأمر أن هذه الجماعات ما هو حجمها؟ كيفية نشوءها، دور المخابرات في انشاءها، الفكر الذي انطلق منه و ان نبرز التمايزات الفكرية عند كافة فرق المسلمين عن هذه الفرقة التكفيرية لكي لايتهم عموم المسلمين بهذه التهمة وعلينا ان نقلل من شعارات و نكثر من العمل وعلينا ان نضع حدا للشيعة الذي يعلون الأصوات بكلام مذهبي قبل ان نمنع السنة.
الان علينا أن نفعّل بالممارسة العمل علي الوحدة الإسلامية، إن العالم يتوحد علي الحاجات المشتركة، لماذا نطرح الوحدة الإسلامية شعارا ولا نبحث عن الاحتياجات المشتركة للمسلمين ونقيم مشروعات تلبّي هذه الاحتياجات كي نتوحدّ علي تلبية الحاجة، إنما نمارس وحدة واقعية، لماذا لا نبحث في المناطق الفقيرة المسلمة لنقيم مشروعات اقتصادية يعمل بها المسلمون ونكون بذلك نلبّي حاجة عند المسلمين و يرون سلوكنا الإسلامي حقيقة فنكون دعاة للنهج الإسلامي دون ان ننطق باللسان و دون أن نرفع الشعارات.
انتهي **9363**2344