الصفحة الرئيسية / اجتماعية / عيد الفطر أو 'العيد الصغير' في الجزائر

عيد الفطر أو 'العيد الصغير' في الجزائر

الجزائريون يسمون عيد الفطر 'العيد الصغير'،مقابلة لعيد الأضحي الذي يسمونه 'العيد الكبير'، لأنه العيد الذي فيه وقفة عرفة التي يجتمع فيه خلق كبير من المسلمين في مكان واحد، لكن العامة من الناس يطلقون اسم العيد الصغير علي عيد الفطر، لأنه عيد يفرح فيه الأطفال أكثر بملابسهم وبالهدايا التي ينالونها من الآباء والأقارب، عكس عيد الأضحي الذي ينشغل فيه الكبار عنهم بأضحية العيد.
يقول الجزائريون ضاحكين ان شهر رمضان ينقسم إلي ثلاثة أقسام 'عشرة للمرق' أي للأكل، و'عشرة للخرق' (جمع خرقة) أي اللباس، و'عشرة للورق' ويقصدون ورق الحلوي.
لذلك، فمنذ منتصف رمضان ينصب انشغال العائلات علي شراء كسوة العديد للأطفال، وهي ككل عام تكلف الآباء ميزانية ضخمة، خاصة وأن أغلب الملابس في الجزائر مستوردة، من تركيا وبعض الدول الأوروبية، ومن سوريا قبل أن تطالها همجية الإرهاب الأعمي وتوقف نشاطها الصناعي النسيجي. ويصل متوسط تكلفة كسوة عيد طفل واحد 8000 دينار جزائري (حوالي 90 دولار).
أما الأسبوع الأخير من رمضان، فينصب الاهتمام، خاصة لدي النسوة، علي لوازم صناعة الحلوي. ومازالت جل العائلات الجزائرية تصر علي أن تصنع حلوي العيد في بيوتها، فتتحول أغلب البيوت الجزائرية، علي مدار أسبوع كامل، إلي ورشات صغيرة لصناعة الحلوي، تلتف حولها النسوة والفتيات تتبادلن فيه طرائق صناعة الحلوي، وتعلم الفتيات ذلك، استعدادا للاستقلال ببيوتهن.
قديما كانت الحلوي تصنع في البيوت ويأخذها الأولاد الصغار إلي الفران الذي يعلم كل صنية حلوي باسم صاحبها ويعطي للولد صكا وتوقيت العودة بعد نضجها. وعادة ما كانت الأيام الثلاثة الأخيرة من رمضان أياما لا تري فيها سوي الأولاد يحملون صنيات الحلوي علي رؤوسهم في أوقات متأخرة من الليل، وقد يصل الأمر إلي إدراك الفجر، لكن هذه المشاهد الجميلة اختفت بعد أن تطورت حياة العائلات الجزائرية وأصبح بكل بيت فرن.
وأغلب حلوي العيد عند الجزائريين في المدن مصنوعة من اللوز، لكن العائلات غير الميسورة الحال، تلجأ إلي خلط اللوز بالفول السوداني، أو صنع الحلوي كلية من الفول السوداني. ولا تكتفي العائلة بنوع واحد من الحلوي، بل أقل شيء ثلاثة أنواع، لكن كل العائلات الجزائرية تشترك في نوعين اثنين هي 'الصامصا'، وهي رقائق شفافة من العجين تلف حفنة من طحين اللوز والسكر وماء الزهر علي شكل مثلثات، و'المقروط' وهو دقيق السميد المتماسك يوضع فيه طحين اللوز والسكر وماء الزهر، وتقلي الحلوتين في الزيت ثم تغطس في العسل.
في صباح العيد يخرج الرجال إلي المساجد لأداء صلاة العيد، وقديما كانت العادة أن تقتصر صلاة العيد علي الرجال، بينما تبقي النسوة في البيت تحضرن مائدة فطور الصباح وتلبس الأطفال ثيابهن الجديدة، وبعد صلاة العيد يعود رب العائلة إلي البيت ليتغافر علي جميع أفراد الأسرة. وكانت الجزائريون قديما حين يتغافرون يقولون 'صح عيدك، في حياتك وحياة عائلتك، سنين دائمة'، ولكن بعد بروز التيار السلفي في البلاد أصبحت العبارة المعروفة 'تقبل الله منا ومنكم وغفر الله لنا ولكم. بعدها يوزع رب الأسرة بعض المال علي أولاده وأولاد الأقارب، ثم يتناول قهوة الصباح بالحلوي التي صنعت في البيت.
وبعد أن يتغافر أفراد العائلة مع بعضهم، تتوجه العائلات بنسوتها إلي المقابر، كل واحد لزيارة موتاه، ويحمل معه شيئا من الحلوي يوزعها علي الفقراء، أو بعض المال. وفي المقبرة يقرأون الفاتحة علي روح الفقيد يطلبون من الله المغفرة له.
بعدها تبدأ رحلة أخري يتنقل فيها الرجل مختلف أفراد الأسرة. ومن عادة الجزائريين أن يتوجه الصغير لمغافرة الكبير، أما المرأة فلا تتنقل وعلي والدها وإخوتها أن يزورونها مهما كانت أصغر منهم سنا.
أما الشوارع في الجزائر، فتتحول يوم العيد إلي ساحات للعب الأطفال الذين يسألك كل واحد منهم عن هدية وبعض المال، ثم يتنافسون فيما بينهم من جمع أكبر قدر من المال. كما تتحول إلي سوق مفتوحة لبيع البالونات والألعاب.
انتهي** 472**1463


www.irna.ir

تحقق أيضا

مساعد وزير الصناعة: 2200 وحدة صناعية عاطلة ستعود الى عجلة الانتاج

وقال زرندي في تصريحه الخميس خلال جلسة حوار بين الحكومة والقطاع الخاص في محافظة كهكيلوية …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *