
رئيس تحرير مجلة الماغازين الفرنكوفونية بول خليفة يري ان الخسارة الكبري ليست في الداخل اللبناني . يقول خليفة في حديثه لوكالة الجمهورية الاسلامية للانباء (ارنا) ان الفريق الاقليمي الذي يضم المملكة العربية السعودية واسرائيل هو الخاسر الابرز لانه فقد القدرة علي التاثير في اختيار الرئيس وفي قراراته وسياسته . اظهرت التجربة الاخيرة التي ادت الي وصول الجنرال عون الي سدة الرئاسة ان دور هذه الدول علي المستوي الرئاسي اللبناني اصبح من الماضي.
اما الكلام عن ان لبنان ربح جراء انتخاب رئيس للجمهورية فهو امر صحيح لان اكتمال عقد المؤسسات وكسر مسار التراجع الذي حكم البلد منذ الشغور الرئاسي لا يمكن الا التعاطي معه كمكسب لكل اللبنانيين. الا ان خليفة يؤكد في نفس الوقت ان ما حصل يعكس موازين قوي سياسية محلية . فالرئيس المنتخب ينتمي لخط سياسي عبر عنه من خلال خطابه السياسي خلال المرحلة الماضية وخاصة تجاه المقاومة والازمة السورية . مواقف الرئيس ميشال عون كانت تصب لسنوات طويلة لمصلحة خط المقاومة في مواجهة خط تراوحت مطالبه بين تحجيم المقاومة ونزع سلاحها .
صحيح ان عون نفسه لم يتبني بعد انتخابه خطابا يصنف اللبنانيين بين خاسر ورابح الا ان قراءة هادئة للمشهد تشير الي ان حزب الله هو ابرز الرابحين . هذا ما يحسمه خليفة الذي يستشهد بما قاله رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل مؤخرا . اعلن الاخير في خطاب علني وبشكل مباشر وصريح ان شريك عون في النصر هو الامين العام لحزب الله . يذكر خليفة ايضا ما اعلنه الاسرائيليون عبر صحفهم . اعتبرت يديعوت احرونوت ان الرابح في لبنان هو حزب الله ومن خلاله ايران ، وتوقفت الصحيفة الاسرائيلية عند كون اول من قدم التهاني للرئيس عون هما الرئيسان الايراني والسوري . واعتبرت ان الامر لا يخلو من دلالات مهمة .اما اهم ما قالته يديعوت احرونوت من وجهة نظر خليفة فهو حديثها عن ان انتصار عون المدعوم من حزب الله يعني تحولا كبيرا لدي الموارنة اللبنانيين فبعد ان تحالف هؤلاء لسنوات مع الغرب واميركا ها هم يربطون مصيرهم بايران وحزب الله وهذا يعني ان جماعة لبنانية هامة نقلت تحالفاتها من مكان الي اخر .
اما الرابح الثاني بحسب خليفة فهو رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع. يري خليفة ان الامر لا يخلومن مفارقة مهمة وهي ان جعجع معروف بانه صاحب الخيارات السياسية والعسكرية الخاسرة الا انه وللمرة الاولي ينجح في جعل نفسه جزءا من الانتصار
اما في المرتبة الثالثة بين الرابحين فيأت تيار المستقبل الذي نجح باعادة زعيمه سعد الحريري الي السلطة التنفيذية .
يتحدث خليفة عن جهات يمكن اعتبارها في مرتبة وسطية بين النجاح والخسارة . الابرز في هذا المجال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط . يمكن اعتبار الرجل لا رابح ولا خاسر بانتظار قانون الانتخاب العتيد . يرجح خليفة ان الزعيم الدرزي يضع في جعبته مشروع قانوني انتخابي كفيل بالحفاظ علي وزنه او الحد من الخسارة المتوقعة في حال اقرار القانون النسبي .
وفي كل الاحوال فان كل الاطراف اللبنانية ستكون معنية بالتعاطي مع واقع سياسي جديد عنوانه عودة المسيحيين كلاعب اساسي . يعتبر خليفة ان انتخاب ميشال عون يعني عودة المسيحي كشريك اساسي وفعلي في الدولة اللبنانية اما الكتل النيابية التي صعدت علي ظهر الناخب المسيحي فستفقد الكثير من زخمها وحجمها غير الحقيقي .
بدوره يؤكد الكاتب في صحيفة النهار ابراهيم بيرم في حديثه لوكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية ان محور المقاومة ربح عندما نجح بايصال الجنرال عماد عون الي الرئاسة الا انه يري في نفس الوقت ان وصول سعد الحريري الي رئاسة الحكومة هو ايضا ربح لتيار المستقبل . اما الخاسر الاكبر من وجهة نظره فهو فريق 14 اذار الذي عمل لسنوات طويلة من اجل منع وصول عون الي الرئاسة . وانتقل في طروحاته من مرشح من 14 اذار الي اخر توافقي ثم طرح الوزير سليمان فرنجية لكن افرقاء 14 اذار اضطروا في النهاية لقبول مرشح المقاومة التي رفضت بدورها كل اساليب الترغيب والترهيب التي تعرضت لها وظلت متمسكة بخيارها دون اي تعديل او تغيير. يصف بيرم هذا الامر بانه ربح معنوي كبير للمقاومة وحلفائها خاصة ان فريق 14 اذار كانت له الكلمة العليا منذ العام 2005 الا ان تجربة الانتخابات الرئاسية اثبتت ان الممسك بالقرار في لبنان هو محور المقاومة .
يلفت بيرم الي ان وصول الجنرال عون المسيحي المشرقي المدعوم من حزب الله الي سدة الرئاسة تعني ان كلمة الامين العام لحزب الله لا يمكن ان تكسر في لبنان .
ويشير بيرم الي بعد اقليمي ساعد في وصول الامور الي نهايتها السعيدة وهو الوضع في حلب وفي العراق . ينقل بيرم كلاما عن مصادر مقربة من الرئيس عون مفاده ان الوصول الي بعبدا ما كان ليتم لولا صمود حلب والعراق .
ويخلص بيرم الي ان العبرة الاهم هي في حصول اللبنانيين علي فرصة انتاج شراكة جديدة في الحكم تجتث الفساد وتطلق موازنة للدولة وتقدم حلول للملفات والازمات المتراكمة .
انتهي ** 388**2344
www.irna.ir