الصفحة الرئيسية / سیاسیة / شمعة 'السفير' تخبو في وسط ليلنا البهيم

شمعة 'السفير' تخبو في وسط ليلنا البهيم

صحيفة “السفير” اللبنانية ، اصدرت يوم السبت 31 كانون الاول / ديسمبر ، اي في اخر يوم من عام 2016 ، عددها الاخير، واختارت “الوطن.. بلا السفير” كعنوان لصفحتها الاولي ، وعللت قرار توقفها عن الصدور، بوجود مصاعب مالية.
صحيفة “السفير” ، التي تأسست في العام 1974 قبل سنة واحدة من بدء الحرب الاهلية اللبنانية (1975-1990) حاملة شعار “صوت الذين لا صوت لهم”، فتحت ابوابها لكل الكتاب والمفكرين ، الحالمين بغد افضل للبنان والعرب ، من حملة الفكر القومي التحرري ، والفكر الانساني المتنور ، والفكر الاسلامي السمح ، فتحولت الي نبع صاف ، للمثقفين ، علي مدي اربعة عقود ، لينهلوا منه المعلومة الصحيحة ، والموقف الرصين ، واللغة المسؤولة ، والرؤية الثاقبة.
إنطفأت شمعة “السفير” في الوقت الذي كانت الامة بأمس الحاجة الي نورها ، لمحاربة قوي الظلام التي تزحف علي عقول شبابنا بقوة الدولار والفكر الظلامي الاسود.
إنطفأت شمعة “السفير” ، في الوقت الذي كانت الامة بامس الحاجة الي نورها ، لفضح المتلاعبين ببوصلتها ، الذين جعلوا من ايران “عدوا” للعرب ، ومن “اسرائيل” صديقة لهم.
إنطفأت شمعة “السفير” ، في الوقت الذي كانت الامة بامس الحاجة الي نورها ، لفضح الاعلام الطائفي ، الذي يقدم المقاومة اللبنانية والفلسطينية علي انها “ميليشيا” ، والعصابات التكفيرية علي انها “مقاومة”.
إنطفات شمعة “السفير” ، في الوقت الذي كانت الامة بامس الحاجة الي نورها ، لفضح الامبراطوريات الاعلامية التابعة للرجعية العربية ، وهي تنشر التكفير والانبطاح والعهر والرذيلة.
إنطفأت شمعة “السفير” ، بينما مازالت نيران منابر الفتنة مشتعلة ، وهي تحرق بشررها الاخضر واليابس في ارض العرب والمسلمين ، في خدمة مجانية لعدو الامتين العربية والاسلامية.
هذه الحقائق المرة لخصتها “السفير” في مقال نشرته في عددها الاخير ، جاء فيه : عندما تصبح فلسطين القضية والشعار والعَلَم والعنوان مجرد صراع عقاري أو صراع علي منصب بين متنازل وعميل. عندما تصبح إيران هي العدو وإسرائيل هي الصديق.
عندما يعم الدمار والموت وطننا العربي الكبير من مشرقه إلي مغربه. عندما تنتفي الحدود بين العرب ليس لمصلحة وحدتهم بل لأجل تقسيمهم وجعلهم مجرد خائفين وطوائف ومذاهب وعشائر.
عندما نعتاد في صباحاتنا ومساءاتنا علي صور الإرهاب والتكفير والموت المجاني في مجاهل الحدود والبحور، يصبح تقهقر السياسة والاقتصاد والثقافة والاجتماع.. والصحافة من البديهيات.
في السنوات الأخيرة، كان حجم الموت والخراب الذي طرق أبواب معظم الدول العربية هائلاً. سوريا ما تزال تنزف بعد مرور نحو ست سنوات علي الحرب. ليبيا لم تستطع لملمة جسدها الممزق. الجرح اليمني ما يزال ينزف. العراق صار يلهث خلف هويته. فيما «أم الدنيا» لم تعد قادرة علي إطعام عيالها. كيف يعيش الإعلام وسط هذه النيران ومما يتغذّي؟
للاسف لا يعيش في وسط هذا الخراب ، سوي “الاعلام” الممول بدولارات البترول ، الذي اعتاد ان يتنفس دخان التفجيرات ، التي ساهم في ترويجها ، ويدمن صور الذبح ، التي ساهم في ارتكابها ، وهو اعلام ساهمت صحيفة “السفير” ، في فضحه وفضح مموليه ، والغايات التي يسعي لتحقيقه ، وهو ما عرض الصحيفة ورئيسها والعاملين فيها ، لتهديدات متعددة ، وصلت الي حافة الموت الاكيد لاكثر من مرة.
ليس مفارقة ، ان تكون “السفير” وعلي مدي 42 عاما ، هدفا للعدو الصهيوني ، وهدفا للرجعية العربية ، في آن واحد ، بسبب مواقفها المبدئية ، من القضية الفلسطينية ، ومن الفكر الوهابي الظلامي ، وقد اثبتت السنون ، صوابية موقف “السفير” من الخطرين الصهيوني والوهابي.
كان الاعلان الذي نشرته الصحيفة علي القنوات التلفزيونية ، مؤلما جدا لكل محبي “السفير” والصحافة الملتزمة بقضايا الامة ، الا انه يحمل في الوقت نفسه بصيصا من نور في وسط ليلنا البهيم ، حيث يظهر مؤسس الصحيفة ورئيس تحريرها السيد طلال سلمان وهو يطفيء الضوء داخل مكتبه ويخرج منه ، الا ان المصباح يضيء مجددا داخل المكتب مع عبارة “عالطريق”.
المصدر: شفقنا.
إنتهي **1110**1369


This article passed through the Full-Text RSS service - if this is your content and you're reading it on someone else's site, please read the FAQ at fivefilters.org/content-only/faq.php#publishers.
Recommended article: The Guardian's Summary of Julian Assange's Interview Went Viral and Was Completely False.

www.irna.ir

تحقق أيضا

قيادي في حركة فتح: نحن جزء أصيل مما يجري من مواجهة في القدس

وقال في تصريح خاص لمراسلنا ان معظم قيادات فتح بالمعتقلات نتيجة ما قاموا به في …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *