شخصيات فلسطينية : المطران 'كابوتشي' ثائرٌ بحق .. و رحيله خسارة لأحرار العالم

وألقي رحيل 'كابوتشي' -الذي لُقب بالمطران الثائر- بظلاله الحزينة علي الفلسطينيين؛ لا سيما المفكرين منهم ، والسياسيين.
وفي هذا السياق، علّق المفكر الفلسطيني د. علاء أبو عامر، قائلاً، :' إن تجربة المطران المناضل هي أكبر إجابة علي التكفيريين، فهو رجل دين مسيحي كاثوليكي، نقل السلاح مضحياً بنفسه من أجل تحرير فلسطين (..) الانتماء لله يعني الانتماء للوطن، يعني الانتماء للإنسانية، فليس مهماً كيف تعبد الله ، المهم أن تصل إليه ، أن تدركه بكل حواسك ومشاعرك'.
وأضاف، في حديث لمراسل وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء 'إرنا'، 'لقد كان كابوتشي مناضلاً من نوع مختلف عن كل أولئك الغوغائيين ، المتفاخرين بنضالهم، فهذا السوري الحلبي، فلسطيني القلب، عربي الانتماء، كان يُعبر في نضاله عن رؤية فتح كما أراد مؤسسوها الأوائل بكل دقة، وهي -أي فتح- تري أن تحرير فلسطين هو واجب وطني وقومي وديني و إنساني'.
ومن ناحيته، أكد الكاتب أحمد يوسف أن 'كابوتشي' رجل يستحق التقدير والاحترام، لأنه كان عروبياً ينتمي لأمته جمعاء.
واستذكر 'يوسف' في معرض حديثه المسيرة الحافلة من النضال والعطاء التي سطرها المطران الراحل، بدءاً من اعتقاله سنة 1974 أثناء محاولته تهريب أسلحة لصالح المقاومة الفلسطينية، مروراً بإبعاده عقب سجنه بأربعة أعوام، وصولا ًإلي مشاركاته في الحملات الدولية التضامنية لكسر الحصار عن قطاع غزة بين عامي 2009 ، و2010.
ولفت إلي أن هذه الصفحات المشرقة والمضيئة تستوجب الدعوة للراحل بالرحمة والمغفرة.
ومن جهته، دعا الخبير الاستراتيجي يوسف الشرقاوي إلي إضاءة الشموع في مهد المسيح عليه السلام، أملاً براحة 'فقيد الأمة' المناضل الكبير الذي ضحي بحياته دفاعاً عن فلسطين، وحرية شعبها.
وتوقف 'الشرقاوي' عند ما كان يردده المطران الراحل، بأن 'العروبة الحقيقية هي المعادية للإمبريالية، والصهيونية، وكذلك الرجعية العربية'.
أما المستشار الإعلامي محمد مصالحة، فقال :' إننا أمام شخص عظيم أحسن للدين وللإنسانية في زمن تجاوز فيه الظالمون المدي، وفي زمن أساء فيه الكثيرون لذلك'.
وأكد 'مصالحة' أن ما قام به 'كابوتشي' من نضال، وجهاد علي مدار سنوات عمره في وجه الاحتلال وسياساته العنصرية سيبقي وساماً علي جبين الأحرار الذين ينتصرون للعدالة ، وللحق حول العالم من دون الانحياز إلي عرق، أو طائفة ، أو جنس.
انتهي ** 387 ** 1837