الصفحة الرئيسية / سیاسیة / ترامب يبيع 'الخوف الوهمي' من إيران

ترامب يبيع 'الخوف الوهمي' من إيران

من الواضح ان ادارة ترامب ليست بحاجة لمندوب 'اسرائيل' في الامم المتحدة ليحرضها علي ايران ، فهناك من هم اكثر 'اسرائيلية' من مندوب 'اسرائيل' في ادارة ترامب ، وهؤلاء لا يخفون ثلاثة اشياء ، الاول تعصبهم ل'اسرائيل ، والثاني حقدهم علي ايران ، والثالث طمعهم بثروات العرب.
ذريعة 'الصاروخ الباليستي الايراني' ، لم تكن مقنعة لتبرير شن حرب نفسية جديدة ضد ايران ، فهذه الذريعة لا تقل تفاهة من الذريعة التي تمسكت بها ادارة ترمب لمنع سفر المواطنين الايرانيين الي امريكا ، وهي ذريعة تهديد امن المجتمع الامريكي ، فالذريعتان تتناقضان بالمرة مع الواقع الذي بات معروفا للجميع ، فلا الصواريخ البالستية الايرانية قابلة لحمل رؤوس نووية حتي تكون سببا لانتهاك القرار 2231 ، كما لم يحدث ولا مرة واحدة في تاريخ امريكا ولا اوروبا ، ان قام مواطن ايراني بتفجير نفسه او قتله مواطنين عزل ، كما فعل مواطنو دول تدور حكوماتها في الفلك الامريكي.
المسؤولون الايرانيون حذروا ادارة ترامب من استخدام البرنامج الصاروخي الايراني ، الذي يعتبر حقا ذاتيا لايران للدفاع عن امنها ومصالحها الوطنية ، ولا يتعارض مع القوانين الدولية ، كذريعة لممارسة الضغوط علي ايران ، وتأزيم الاوضاع في المنطقة ،واشعال المزيد من الفتن فيها ، بهدف بيع الاسلحة ونهب ثروات شعوب المنطقة.
يبدو ان صفة 'اثارة الازمات' بهدف الاصطياد في الماء العكر ، اصبحت صفة ملازمة لادارة ترامب رغم حداثتها ، فقد اعتبرت روسيا وعلي لسان نائب وزير خارجيتها سيرغي ريابكوف، دعوة امريكا لاجتماع استثنائي لمجلس الأمن الدولي ، 'محاولة لإثارة الموقف حول البرنامج النووي الإيراني، واستخدام ذلك لأهداف سياسية' ، مُذكّرا الجميع 'ان القرار رقم 2231 الصادر عن مجلس الأمن الدولي لا يتضمن أي بند يمنع إيران من القيام بمثل هذه الأنشطة'.
ليست روسيا فقط ، بل جميع دول العالم باستثناء امريكا و الكيان 'الاسرائيلي' ، لا تري في تجارب ايران الصاروخية انتهاكا لقرار الأمم المتحدة المتعلق بالبرنامج النووي الايراني ، ما دامت لا تُستخدم فيها تقنية حمل رؤوس نووية ، وهذه الحقيقة تعرفها ادارة ترامب و'اسرائيل' جيدا.
من سوء حظ ترامب ان جميع تقارير المدير العام للوكالة الدولية للطاقة النووية يوكيا امانو ، الصادرة بعد الاتفاق النووي بين ايران ومجموعة 5+1 ، في 15 تموز / يوليو 2015 ، اكدت علي التزام ايران الدقيق ببنود الاتفاق النووي ، الامر الذي سد جميع المنافذ امام ادارة ترامب لممارسة الضغوط علي ايران ، لذا لم تجد هذه الادارة سوي البرنامج الصاروخي الايراني ، ذريعة من اجل بدء جولة جديدة من الحرب النفسية ضد ايران.
امريكا التي تنفق مئات المليارات من الدولارات علي الترسانتين النووية والصاروخية ل'اسرائيل' ، وتزودها باحدث ما انتجته مصانعها العسكرية من الاسلحة كطائرات اف 35 ، و تعقد الصفقات بمئات المليارات من الدولارات ، مع دول المنطقة ، تحت ذريعة مواجهة ايران ، في المقابل تستخدم كل نفوذها في الامم المتحدة والمحافل الدولية ضد ايران لمجرد انها قامت بتعزيز قدراتها الردعية.
الملفت ان ايران التي تتهمها امريكا بتهديد امن المنطقة ، لم يسجل لها التاريخ علي مدي القرون الثلاثة الماضية ، انها اعتدت علي جار من جيرانها ، بينما تعرضت هي لعدوان ظالم شنه النظام الصدامي البائد بتحريض ودعم من امريكا و'اسرائيل' والدول العربية الرجعية ، استمر ثماني سنوات ، انتهت بفشل المؤمرة التي كانت تستهدف اعادة ايران الي النفوذ الامريكي.
الجميع كان يتوقع ان تنتقم ايران من الدول التي مولت الحرب الصدامية ضدها علي مدي ثماني سنوات ، الا ان ايران عضت علي جراحها ، وعفت عما سلف من تواطؤ جيرانها مع النظام الصدامي ضدها ، وفتحت صفحة جديدة معهم ، لتسد بذلك المنافذ التي تتسلل منها امريكا الي المنطقة لتعكير صفو امنها واستقرارها لمصلحة 'اسرائيل' .
في المقابل نري بعض الانظمة التي تزعم انها مهددة من قبل ايران وتطالب دوما بالحماية الامريكية وبالسلاح الامريكي ، لم تترك بلدا من بلدان المنطقة الا واثارت فيه الفتن ، وازهقت فيه الارواح ، واراقت فيه الدماء ، فهذه غزة ولبنان واليمن والعراق وسوريا وليبيا و.. ، تحولت الي ساحات تصول وتجول فيها تلك الانظمة ، وتثير فيها الفوضي والدمار ، بدعم امريكي واضح.
الحرب النفسية التي بدات بوادرها تلوح في الافق مع دخول ترامب الي البيت الابيض ، وان كانت تستهدف ايران لثنيها عن مواقفها المبدئية من القضية الفلسطينية ، ومن الهيمنة الامريكية ، والغطرسة 'الاسرائيلية' ، وهمجية الجماعات التكفيرية ، الا انها تستهدف ايضا خزائن الدول الغنية في المنطقة ، وثرواتها النفطية ، وهو ما كشف عنه ترامب علنا ، عندما تحدث عن حق امريكا بنفط المنطقة ، وضرورة ان تدفع الدول الغنية 'اتعاب الحماية' التي توفرها امريكا لها ، امام 'خطر' لا وجود له في الواقع ، انها عملية نصب واحتيال يقوم بها 'سمسار العقارات' ترامب ، فهو يبيع 'الخوف الوهمي' من ايران علي بعض الدول المنطقة لافراغ خزائنها.
ماجد حاتمي-شفقنا
انتهي**1369


www.irna.ir

تحقق أيضا

قيادي في حركة فتح: نحن جزء أصيل مما يجري من مواجهة في القدس

وقال في تصريح خاص لمراسلنا ان معظم قيادات فتح بالمعتقلات نتيجة ما قاموا به في …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *