الصفحة الرئيسية / سیاسیة / خدادي: الاعلام يمكن ان يشكل همزة وصل بين الاديان

خدادي: الاعلام يمكن ان يشكل همزة وصل بين الاديان

وقد بدا مؤتمر 'الاعلام ناشر الحضارات وهمزة وصل للحوار' اعماله اليوم الاثنين في بيروت برعاية وزارة الاعلام والوكالة الوطنية للانباء.
وقال خدادي في رسالته التي تلاها نيابة عنه مدير مكتب 'ارنا' في بيروت : ان البشرية جندت اليوم كل طاقاتها وتكنولوجيتها ومعرفتها لتقليص وحدتها وتوسيع اتصالاتها، لان الانسان وجد أن التنمية والحياة الافضل تتحققان في ظل الاتصال الاوسع نطاقا. إن نظريات مثل بناء القرية العالمية وإزالة الحدود وإيجاد عملة موحدة، هي حصيلة هذا التوجه نحو الاتصال والتواصل.
واضاف ان الاتصال يتطور وينمو بسرعة أكبر عندما ينشأ علي أرضية المعطيات الصحيحة. وعلي العكس، كلما نشأ الإتصال وتبلور تأسيسا علي المعطيات المغلوطة، كلما مرّت البشرية بمشاكل جادة في علاقاتها.
واضاف إن عوامل مختلفة يمكن أن تترك بصماتها علي جودة الاتصال. فالمعتقدات الدينية هي واحدة من هذه العوامل. علي سبيل المثال، فان ظاهرة داعش نابعة من التطرف الديني ومن قراءة غير صحيحة، وهي قبل كل شئ تحولت إلي أداة في خدمة الذين يضمرون السوء للاسلام وتشوّه في الوقت ذاته القراءة التي يبني علي أساسها الاسلام القائم علي الرحمة. إن داعش لا تذبح وتحز الرؤوس اليوم من أجل القتل البحت، بل تفعل ذلك لتعرض صورة تتسم بالعنف والخشونة عن الاسلام. والمؤسف أن وسائل الاعلام تقوم أحيانا بتغطية هذه الجرائم علي نطاق واسع ولا تنتبه إلي أن تجنب نشر وبث بذور العنف والكراهية، يمثل أحد الواجبات المهنية للاعلام.
وتابع: لذلك فاننا نعترف رسميا بان 'الدين' و 'الحاجة للاتصال' يشكلان واقعين مؤثرين في المجتمعات. إن وسائل الاعلام يمكن أن تضطلع اليوم بدور همزة الوصل لكشف ونشر القواسم المشتركة بين المؤمنين بالديانات المختلفة. إن جميع الديانات الإلهية تتابع ثلاثة أهداف مشتركة علي الأقل وهي: 1. الوحدانية 2. العيش السلمي 3. الأمل.
ومضي المدير العام ل 'ارنا' في رسالته يقول: إن جميع الأديان ترفض الفقر والتمييز، وتدعم وتؤازر العدالة. وبناء علي هذه القواسم المشتركة يعيش الهندوس والمسلمون في الهند والشيعة والسنة في باكستان وايران والبلدان الاخري جنبا إلي جنب لقرون مديدة بسلام وهدوء واستقرار. وبما أن وسائل الاعلام تقوم بجمع ومعالجة وبث المعطيات، فان السؤال الرئيسي الذي يطرح نفسه هو، هل أن وسائل الاعلام أدت واجبها في هذا الخصوص بشكل صحيح؟
وتساءل: لماذا يتحول الخبر السئ، إلي عنوان رئيسي (خبر عاجل)؟ فهل أن وسائل الاعلام علي علم ودراية بالمجالات والأرضيات المشتركة بين أتباع الديانات المختلفة؟ وكم نسبة مئوية من نتاجاتنا الخبرية، تدعو للسلام وكم نسبة منها تروج للكراهية؟ وكم تقرير يبث ينسجم مع مصالح الشعوب وكم تقرير يكتب يتناغم مع مصالح الحكومات؟ وكم بالمائة من وسائل الاعلام جاهزة لتغليب السلام والعدالة علي المصادر المالية؟
وقال انه واضح أننا بوصفنا وسائل الاعلام، بحاجة إلي مراجعة توجهاتنا وسياساتنا. إن النموذج الحالي القائم علي إبراز الأخبار السيئة، سيتغير يوما ما، لكن هذا التغيير سيكون أفضل بالنسبة لوسائل الاعلام ذاتها كلما حصل بشكل أسرع، لان حياة الاعلام أصبحت اليوم معرضة للتهديد من قبل مواقع التواصل الإجتماعي. إن الأخبار السارة والجيدة، تشكل الغالبة الملفتة من الاخبار التي تنشر علي مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا مؤشر علي التوجه المتنامي لدي الجماهير: إن الجماهير تدعم وتساند السلام.
واكد إن رسالتنا الإعلامية تؤكد علي المناداة بالسلام والعيش السلمي. وكلي أمل أن يتمكن هذا الملتقي وباي نسبة كانت، أن يشكل مشجعا وحافزا للعيش السلمي والتضامن والتكاتف بين جميع شعوب العالم لاسيما المسلمين.
واعرب خدادي عن امله في أن نتمكن من إستضافتكم أنتم الضيوف الكرام مستقبلا في ايران، ونتحاور حول هذا الموضوع المهم.
انتهي ** 1718


www.irna.ir

تحقق أيضا

قيادي في حركة فتح: نحن جزء أصيل مما يجري من مواجهة في القدس

وقال في تصريح خاص لمراسلنا ان معظم قيادات فتح بالمعتقلات نتيجة ما قاموا به في …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *