مثقفون جزائريون: السعودية وحلفاؤها يقومون بحرب بالوكالة عن الصهيونية والإدارة الأمريكية

وأجمع المتدخلون في هذه الندوة علي أن ما تقوم السعودية من عدوان بمعية أنظمة عربية أخري ضد اليمن والشعب اليمني هو 'حرب بالوكالة عن الصهيونية والإدارة الأمريكية'، معربين عن أسفهم لتسمية هذا التحالف العدواني 'تحالفا عربيا' و'تحالفا إسلاميا'.
وقال عضو اللجنة الجزائرية لمناصرة الشعب اليمني 'أحمد كروش' تعليقا علي صور التدمير والخراب الذي ألحقه العدوان السعودي علي اليمن، وعرضت أمام جمهور المثقفين الذين حضروا هذه الندوة 'إنها صور لم نرها لا في الحرب العالمية الأولي ولا في الحرب العالمية الثانية'.
وأضاف أحمد كروش أن الشعب اليمني، ومنذ بداية العدوان السعودي عليه، 'تعرض إلي 720 يوما من القصف والتدمير والحصار والتجويع، وكانت نتائج هذا العدوان 32 ألف ضحية بين قتيل وجريح بينهم أطفال ونساء وشيوخ ورجال'.
وأكد أحمد كروش أنه 'لم يسلم من القصف لا المسجد ولا المدرسة ولا الميناء'، مضيفا أن السعودية 'تمعن في الإجرام فلا تترك أية سلعة تدخل، وكل مورد للماء أو الأكل إلا ودمرته'، واصفا ما تقوم به السعودية بأنه 'سياسة الأرض المحروقة'، السياسة التي كان يتبعها الاستعمار الفرنسي خلال احتلاله للجزائر.
أما الدكتور في العلوم السياسية والعلاقات الدولية اليمني 'علي حسن الخولاني'، فأكد في محاضرة ألقاها أن 'العدوان السعودي بدأ في 2011، ونفذ ميدانيا في 26 آذار / مارس 2015'، مشيرا إلي أن 'الهدف من هذا العدوان هو المقومات الاقتصادية والتنموية التي يتمتع بها اليمن ومحاولة منع الشعب اليمني من القيام علي رجليه'.
في هذا السياق أشار الدكتور الخولاني إلي 'الاحتياطات النفطية الهامة الموجودة في حوض مأرب' وإلي الموقع الاستراتيجي الذي تتمتع به اليمن المتضمن أهم الممرات الدولية وعلي رأسها باب المندب'.
وبحسب الخولاني، فإن العدوان علي اليمن يدخل في إطار استراتيجية شاملة للإدارة الأمريكية والصهيونية في المنطقة، و'السعودية تقوم بحرب بالوكالة'، مضيفا أن 'السعودية لها يد في استخدام هذه الخطة'، في إشارة إلي النعرات الطائفية والمذهبية في اليمن وسوريا والعراق وليبيا، مستطردا أن حتي 'الجزائر مستهدفة لولا حكمة شعبها وقيادتها، خاصة وأنها اكتوت بنيران الإرهاب عشرية كاملة وكانت خسائرها كبيرة في الأرواح وكلفتها 400 مليار دولار كان بإمكانها أن تحول الصحراء إلي جنة'.
وخلص الدكتور الخولاني إلي أن ما يحدث في اليمن هو 'تنفيذ للمخطط الأمريكي الصهيوني والمساهمة في بزوغ الفجر الصهيوني'، مضيفا القول: 'كنا نتمني لو أن القصف الذي سقط علي أطفال اليمن وجه لضرب الصهاينة في حيفا ويافا'.
وفي تصريح لمراسل إرنا بالجزائر قال الخولاني إن 'أمبراطوريات المال في المنطقة ليس لها مشروع، وتعمل علي ضرب استقرار العالم العربي، حتي تكون الدول ذات الحضارة دون أدوات'.
وأشار الدكتور الخولاني إلي أن من أدوات أمبراطوريات المال هذه 'اختلاق الصراع الطائفي'، مؤكدا أنه 'لا وجود لإيران في المنطقة، كما تزعم هذه الدول، إلا الوجود الديبلوماسي أو في الاستثمارات الاقتصادية'.
من جهته أكد رئيس جمعية 'الجاحظية' الدكتور 'محمد تين'، لمراسل إرنا بالجزائر، 'وقوف الجزائريين إلي جانب الشعب اليمني الذي يتعرض إلي عدوان غاشم من بلدان وضعت نفسها للأسف في خدمة النظام الاستعماري والصهيونية في المنطقة'.
وقال الدكتور محمد تين إن الشعب اليمني المستضعف وبإمكانياته البسيطة 'يتعرض إلي عدوان من دول تشكو من تخمة البترودولار، وعوض أن تسخر هذه الأموال لتحرير القدس تسخرها لتدمير مظاهر الحضارة'.
واستطرد الدكتور تين أن 'الشعب اليمني شعب صبور ومؤمن بالله، وهو ماض في مقاومته إلي غاية النصر'.
هذا وكشف رئيس جمعية 'الجاحظية' لمراسل إرنا بالجزائر عن إنشاء 'نادي المقاومة ضد التطبيع والفوضي الخلاقة'، مؤكدا أنه 'آن الأوان لجمع شتات المقاومة للتصدي لهذه المؤامرة، وإقحام الشعوب العربية والإسلامية وإخراجها من موقع المتفرج'.
ووجه الدكتور محمد تين 'نداء إلي كل القلوب الإنسانية في العالم للالتفات إلي هذه المأساة الإنسانية التي يعيشها الشعب اليمني، ووضع حد للمحتلين'.
في السياق نفسه دعت السيدة 'مليكة شلال'، وهي صاحبة دار نشر اختصت في نشر أدب المقاومة، إلي 'تحرك عربي شامل للنخبة العربية والمثقفين العرب لوقف هذا المخطط وهذه المؤامرة التي تهدف إلي تفكيك دول المنطقة'.
انتهي **472 ** 2342