السید نصر الله: الحدود اللبنانیة السوریة تشهد تحولاً مهمًا جدًا بعد اخلاء المسلحین من عدة مناطق فی سوریا

وخلال الاحتفال التكریمی الذی اقامته مؤسسة الجرحي بمناسبة یوم الجریح المقاوم، أشار سماحته الي أنه 'لم یعد هناك بلدات ولا قواعد ولا جبال یمكن أن تنطلق منها الجماعات المسلحة لتهدید مناطق لبنانیة عسكریًا'، لافتًا فی الوقت ذاته الي أن ' التهدید الامنی تراجع بدرجة عالیة جدًا ولم یعد للمسلحین قواعد انطلاق وتفخیخ للسیارات'، خالصا ایضًا الي أن 'بؤرة جرود عرسال یجب أن یعمل علي معالجتها خلال الفترة المقبلة'.
وأكد السید نصر الله علي اهمیة الاستقرار فی لبنان، مشددًا علي أنه 'یجب ان نكون احرص الناس علي الامن والاستقرار فی لبنان لانه صنع بالتضحیات ولا نسمح بأی عملیات اخلال به'.
وبمناسبة عید العمال، توجه السید نصر الله بالتهنئة لجمیع العمال وقال :'ابارك لهم عیدهم السنوی'، معربًا عن أسفه لوجود 'مشكلة كبري یعانی منها لبنان وهی مشكلة البطالة'، واصفًا إیاها بأنها 'من أخطر المشاكل'، ومشیرًا الي أن 'البطالة لا تتحمل تأجیل وتحتاج الي النظر الیها بأولویة'، خالصًا الي أن 'المسؤولیة هی مسؤولیة الدولة وان كان بإمكان الاحزاب والقوي السیاسیة ان تقدم معالجات جزئیة'، داعیًا 'الدولة اللبنانیة الي اعطاء مشكلة البطالة اولویة والي إیجاد اطار متخصص لدراسة حالة البطالة وكیفیة معالجتها'، فی هذا السیاق، دعا الحكومة الي تشكیل إطار رسمی للتخطیط والاستفادة من تجارب العالم حول معالجة مشكلة البطالة.
ولفت الامین العام لحزب الله الي أن قانون الانتخاب موضوع حساس جدًا، مشیرًا الي أن 'الكثیرین یتعاطون مع هذا القانون علي أنه قضیة حیاة او موت'، موضحًا أن ' هذا القانون یختلف عن ای قوانین اخري لان البعض یعتبره قانونا تأسیسیا ومصیریا'.
وتحدث سماحته عن استغلال البعض لقانون الانتخاب لتصفیة حسابات سیاسیة او تسجیل نقاط او تخریب التحالفات، ورد علي الاتهامات التی توجه لحزب الله بأنه یرفض انتخاب المسیحیین نوابهم بأصواتهم، فقال:'یكفی ان اقول لكل الذین عملوا علي اتهام حزب الله توجهون اتهامات بلا دلیل وانا اواجهكم بالحجة والدلیل أنه عندما طرح سابقًا القانون الارتودكسی وافقنا علي هذا القانون ولم نسحب هذه الموافقة'، واضاف سماحته: 'نرفض الاتهامات بأننا نرید فرض قانون النسبیة علي اللبنانیین'، وتوجه لجمیع الافرقاء الآخرین بالقول:'اتفقوا علي أی قانون انتخاب نحن كثنائی شیعی حزب الله وحركة امل بنطلع واقفین'، وتابع :'كیف ما كان قانون الانتخاب لیس لدینا مشكلة كثنائی شیعی اذا اردنا ان ننطلق من مصلحة حزبیة او طائفیة، لكننا نحن نقارب قانون الاتتخاب من زاویة وطنیة'.
اضاف سماحته:' عندما نتحدث عن النسبیة فهی لنقنع بعضنا بعضا ونوضح صوابیة هذا المسار القانونی، ونحن لا نرید ان نفرض النسبیة علي احد بل لا نرید ان نفرض ای قانون انتخابی علي ای احد فی لبنان'.
وفیما تحدث السید نصر الله عن وجود هواجس لدي المذاهب وأنه علي الجمیع اخذ ذلك فی عین الاعتبار، دعا الي التفاهم والتوافق ومواصلة الحوار للوصول الي نتیجة بشأن قانون الانتخاب، وقال:'نحن لا نرید ان تفرض قانونا علي ای احد ونعمل لیل نهار لنصل الي تسویة فی قانون الانتخاب'.
وحذر سماحته من أن لبنان كله علي حافة الهاویة، موضحًا أنه اذا لم نصل الي قانون جدید فإن كل الخیارات سیئة بما فیها التمدید والفراغ والستین، وتوجه للجمیع قائلاً:'لا تدفعوا لبنان الي الهاویة ولا احد یستهین بالخلاف القائم الآن فی البلد'، خالصًا الي أن 'بلدنا أمانة فی ایدنیا وعلي الجمیع ان یتحمل مسؤولیة كاملة'، معتبرًا ان 'رمی المسؤولیات علي بعضنا البعض لا یفیدنا'، مشددًا علي ضرورة أخذ الأمور بجدیة فی الوقت المتبقی للوصول الي نقطة تسویة بشأن قانون الانتخاب وانقاذ البلد فی نهایة المطاف'.
وأید سماحة الامین العام الخطوة التی یقوم بها الاسري الفلسطینیون وقال نحن نؤید ونتضامن ونعبر عن مساندتنا للخطوة الجبارة التی یقوم بها الاسري الفلسطینیون، معتبراً ان اضراب الاسري الفلسطینیین عن الطعام خطوة جهادیة مقاومة جبارة ومحقة من اجل تحقیق المطالب.
واوضح سماحته ان الاستخفاف الاسرائیلی بإضراب الاسري متوقع لكن المستغرب هو صمت العامل العربی الرسمی والشعبی، لافتاً الي انه لو كان اضراب الاسري جري فی بلد غیر حلیف او بلد تابع لأمیركا لقامت الدنیا ولم تقعد.
كما لفت السید نصر الله الي ان هناك فضائیات عربیة تساند حالیًا داعش فی وجه القوات العراقیة لان الهدف الحاق العراق بالمشهد الامیركی.
واعتبر السید نصرالله انه رغم اعتراف الامم المتحدة بموت ملایین الیمنیین جوعا ومعرفتها بأن السعودیة هی المرتكبة لا أحد یتجرأ علي قول كلمة حق لافتاً الي ان مجزرة حی الراشدین فی سوریا رغم فظاعتها لم تحرك ضمائر العالم فی وقت تأهب هذا العالم فی حادثة خان شیخون رغم عدم وجود دلیل، مؤكداً ان الامیركیون لا یقبلون بلجنة تحقیق لإدانة ما حصل فی خان شیخون.
واشار الامین العام لحزب الله الي انه لا یجب ان نتوقع من هذا المجتمع الدولی عدلا ولا انصافا ولا احقاقا للحق، قائلاً اذا كان لبنان ینعم بالحریة والكرامة والامان فبفضل نفوسكم الابیة ودماء اجسادكم التی نزفت علي تراب هذا البلد.
واوضح ان رهاننا علي حضورنا فی الساحات والمیادین وقوتنا، مؤكداً اننا نحن نعیش فی عالم الذئاب، ویجب ان نكون اقویاء لیحترمنا العالم وإلا سیأكلنا اذا كنا ضعفاء.
واشار سماحة السید حسن نصر الله الي ما یجری فی الغوطة الشرقیة من اقتتال بین المسلحین سائلاً ماذا كان سیكون مصیر الشعب السوری لو ان الجماعات المسلحة استطاعت ان تسقط النظام وتفكك الجیش السوری، مؤكداً انه لو سیطر المسلحون لكانت سوریا امام حرب اهلیة فی كل بلدة ومنطقة بلا ضوابط وبلا موازین وبلا سقف.
ولفت الامین العام الي ان الجماعات المسلحة المتصارعة هی النموذج الذی ارادت السعودیة وتركیا وامیركا تقدیمه بدیلًا عن النظام السوری الحالی، موضحاً ان الجماعات التكفیریة هی خطر علي أهل السنة والجماعة قبل غیرهم.
وأضاف سماحته ان امام هذه الاحداث فی كل یوم نزداد قناعة بأن خیار حزب الله بالذهاب للقتال فی سوریا كان خیاراً صحیحًا وسلیمًا وفی وقته المناسب، مشیراً الي ان كل لحظة تمر فی سوریا هی لحظة نصر، مؤكداً أن الذین قاتلوا وصمدوا لن یسمحوا للجماعات الارهابیة بأن تسقط الدولة وتفكك الجیش وهذا نصر عظیم.
وتابع السید نصرالله ان “هناك الالاف فی الشوارع بالبحرین لحمایة الشیخ عیسي قاسم ومنطقة محاصرة منذ اشهر ولا احد ینظر الي الموضوع لان البحرین بلد تابع وضمن المشروع”.
المصدر : العهد
انتهي ** 1837