الصفحة الرئيسية / سیاسیة / مُحاكمة آية الله عيسي قاسم تضع البحرين علي مفرق طرق

مُحاكمة آية الله عيسي قاسم تضع البحرين علي مفرق طرق

السلطات البحرينية اليوم مدعوة اليوم اكثر من اي وقت مضي الي أن تصغي الي صوت العقل وان تأخذ بنظر الاعتبار المنزلة الرفيعة للعلامة الشيخ آية الله عيسي قاسم ، الذي يعتبر رمزا دينيا كبيرا ، واي تعرض له سيعتبر تعرضا لمذهب الغالبية العظمي من الشعب البحريني ، وتداعيات هذا التعرض لن تنحصر في البحرين بل ستمتد الي الدول الخليجية والاقليم بشكل عام ، لاسيما لو علمنا ان محاكمة الشيخ قاسم هي بمثابة محاكمة للوجود الشيعي في البحرين، لاسيّما أن التهم الموجهة اليه تتعلق بفريضة الخمس وهي إحدي الفرائض الدينية.
علي السلطات في البحرين ان تُحرر قراراتها من تاثير بعض القوي الاقليمية التي تعتزم تحويل البحرين الي ساحة لتصفية الحسابات ، وان تتعامل مع موضوع اية الله الشيخ عيسي قاسم في اطار المصلحة البحرينية الصرفة ، بعد ثبت لها عزم الغالبية العظمي من الشعب البحرينية علي الدفاع عن رمزها الديني الكبير حتي الموت، فقد مر اكثر من 300 يوم منذ العشرين من حزيران/يونيو 2016 عندما اقدمت السلطات البحرينية علي تجريد الشيخ قاسم من جنسيته بمرسوم أصدره ملك البحرين حمد بن عيسي آل خليفة تمهيدا لاتخاذ قرارات اخري ضد سماحته ، والالاف من ابناء الشعب البحريني يحيطون ببيته لمنع قوات الامن من التعرص لسماحته رغم سياسة الحصار الشامل وغير المسبوق علي قرية الدراز غرب العاصمة المنامة، حيث مسقط رأس الشيخ اية الله عيسي قاسم ومنزله.
هناك رأيان حول ما يمكن ان تقدم عليه اليوم الاحد سلطات البحرين ، الاول يقول أن هناك تسريبات تحدّثت عن سيناريو خطير وضعته السلطة في البحرين لما بعد جلسة محاكمة اية الله الشيخ قاسم، وقد تتخذ السلطات “حكماً مغلّظاً” بالسجن ضد سماحته مع وقف التنفيذ، وقرار الإبعاد القسري من البلاد ، ويعضدون هذا الراي باخبار عن ارسال السعودية بتعزيزات عسكرية عبر جسر الملك فهد الي البحرين ، ونفذت عملية انتشار حول الوزارات والقصور الملكية ، وكذلك عضدته بالتصريحات النارية وغير المسبوقة لولي ولي عهد السعودية الامير محمد بن سلمان ، والتي قد تتخذ كضوء اخضر لزيادة منسوب الاضطرابات في المنطقة.
تحسبا لاحتمال ان تتخذ السلطات البحرينية لاي قرار قد يمس سماحة المرجع الشيخ اية الله عيسي قاسم دعت القوي الثورية في البحرين الي الاستعداد للتعامل مع اي طاريء ، ونظمت تظاهرة حاشدة في محيط منزل الفقية الكبير بالدراز ، كما خرجت تظاهرات في منطقة أبوصيبع وكرانة وسترة والمعامير والمالكية وشهركان وكرباباد وسماهيج والبلاد القديم والمقشع وأبو قوة وصدد والمرخ ومناطق أخري.
التظاهرات جاءت مع اعلان علماء البحرين “النفير العام” في جميع مناطق البحرين ، وأهاب علماء البحرين في بيان لهم “بجميع أفراد الشعب رجالًا ونساءً كبارًا وصغارًا بالنزول للشارع لإعلان الغضب الديني المقدس وإعلان الاستعداد للدفاع حتي الموت عن الدين والقيادة الربانية والوطنية سماحة آية الله الشيخ عيسي أحمد قاسم.
ائتلاف 14 فبراير دعا إلي “الجهوزيّة لكسر الحصار الجائر عن بلدة الدراز الصامدة والتخندق الجماهيريّ الكبير في ساحة الفداء”،وشدد علي “النزول الحاشد في هبّة شعبيّة كبري غاضبة في كافة المدن والبلدات عشية المحاكمة الجائرة”، وأكد علي “تجديد العهد والوفاء والفداء بالدفاع حتي الموت عن مقام الفقيه القائد آية الله قاسم.
ناشطون في وسائل التواصل الاجتماعيّ دشنوا حملة إعلاميّة بعنوان «الجريمة الكبري» سبقت جلسة محاكمة آية الله الشيخ عيسي قاسم اليوم ، داعين مختلف الناشطين إلي التفاعل مع هذه الحملة ، وأكّدت التغريدات الكثيرة التي تفاعلت مع الحملة وجوب الدفاع عن مقام آية الله الشيخ عيسي قاسم، وعدم السماح بالمساس به، وأخري طالبت بإسقاط كلّ التهم الموجّهة إلي سماحته.
اما الراي الثاني فيري ان السلطات البحرينية ستكون مضطرة تحت وقع الضغط الشعبي الي تأجيل اصدار الحكم ضد سماحة الشيخ عيسي قاسم ، للحيلولة دون خروج الامور عن سيطرتها.
القرار الذي ستتخذه السلطت البحرينية اليوم سيضع البحرين علي مفرق طرق ، فاذا اصغت السلطات الي صوت العقل ووضعت مصلحة البحرين فوق اي اعتبارات اخري ، وتراجعت عن مواقفها الظالمة تجاة الرمز الديني الكبير ، تكون قد عصمت البحرين من الانزلاق نحو الفوضي ، واذا ما اتخذت قرار قد يمس منزلة اية الله الشيخ عيسي قاسم ، فانها بذلك تكون قد دفعت البحرين في نفق مظلم لا يعرف نهايته الا الله.
علي السلطات البحرينية ان تقف طويلا امام مضمون الاتصال الهاتفي الذي اجراه المرجع الديني الاعلي آية الله العظمي سماحة السيد علي السيستاني بسماحة آية الله الشيخ عيسي قاسم في 22 حزيران / يونيو 2016 عندما أعلنت السلطات البحرينية اسقاط الجنسية عن الشيخ قاسم تمهيدا للتصعيد ضده ونفيه من البلاد أو سجنه ، ادراك مضمون هذه العبارة قد تجنب البحرين الويلات التي نزلت بالعديد من الدول الاخري بسبب التمادي في الظلم واعتبار القوة الامنية والعسكرية كفيلة لتسوية المشاكل السياسية والاجتماعية والاقتصادية ، فقد خاطب سماحة السيد السيستاني الشيخ قاسم قائلا : “أنتم مكانكم في القلوب، ما حصل من الإساءة لا يضرّكم”.
ما اراد سماحة السيد السيستاني ايصاله الي الاخرين من خلال اتصاله الهاتفي بالشيخ عيسي قاسم ، هو انه ليس من السهل التعرض للشيح قاسم ، فالتعرض له يعني التعرض للشعب كله ، فهو يسكن في قلوب هذا الشعب ، ومن المحال اقتلاعه من هذه القلوب الا باقتلاع القلوب التي تحمله ، ، لذلك فان مُحاكمة اية الله الشيخ عيسي قاسم هي في الحقيقة مُحاكمة للغالبية العظمي من الشعب البحريني ، فعلي سلطات البحرين ان تدرك هذه الحقيقة وخطورتها قبل ان تتخذ اي اجراء يمكن ان يمس سماحة الفقيه الجليل اية الشيخ عيسي قاسم.
المصدر: شفقنا
إنتهي**1110**1369


www.irna.ir

تحقق أيضا

قيادي في حركة فتح: نحن جزء أصيل مما يجري من مواجهة في القدس

وقال في تصريح خاص لمراسلنا ان معظم قيادات فتح بالمعتقلات نتيجة ما قاموا به في …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *