الصفحة الرئيسية / سیاسیة / السعودية منبع الارهاب …تتهم قطر بالتطرف !

السعودية منبع الارهاب …تتهم قطر بالتطرف !

وتثبت بعض التحليلات نشوء الفكر الوهابي من قلب المملكة، وكيف عملت السعودية ولا تزال علي تعزيز التطرف في مناهجها وسياستها في المنطقة والعالم.
آخر هذه الدراسات ما نشرته صحيفة الباييس الإسبانية عن الاتهامات التي وجهتها السعودية ضد قطر بالتواطؤ مع الإرهاب، معتبرةً أن هذه الإتهامات تفتقر إلي أي أساس من المصداقية، وأن السعودية تتفوق علي قطر من حيث درجة دعم وحماية الجماعات الإرهابية.
وذهب تقرير بريطاني صادر عن مؤسسة هنري جاكسون البحثية إلي أبعد من ذلك، مؤكداً ضلوع السعودية بالدعم المباشر للجماعات الإرهابية في بريطانيا وتمويل التطرف. ولعل أهم ما خلص إليه التقرير، هو أن المملكة العربية السعودية تتصدر لائحة الدول الداعمة للتطرف من خلال تصدير الفكر الوهابي للعالم الإسلامي والمجتمعات المسلمة في الغرب، عبر ضخ أموال ضخمة، منذ ستينات القرن الماضي.
تأتي هذه الدراسات والتقارير لتُعزّز الفكرة الثابتة عن الداعم الأول والأساسي للإرهاب المتمثل بالسعودية، وفق ما يؤكد الباحث في الشؤون الإستراتيجية محمد خواجة.
ويستشهد الباحث المعروف بكتبه ودراساته حول نشوء الجماعات الإرهابية والتطرف في العالم، بما ذكره نائب الرئيس الأميركي السابق جو بايدن منذ عامين خلال محاضرة له في جامعة هارفرد الأميركية، يوم ربط الإرهاب بالسعودية ووجه تهمةً مباشرة لها بدعم وتمويل التطرف. وكذلك يشير إلي بعض ما ورد في مذكرات وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون حول الموضوع نفسه، ليصل إلي الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب وزيارته الأخيرة إلي المملكة، مشدداً علي أن أحد الشروط الأساسية للصفقة التي عُقدت بين الطرفين خلال هذه الزيارة كانت تبييض الصفحة السعودية من كل تهم الإرهاب المرتبطة بها من دعم وتمويل ومشاركة، خصوصاً بعد ثبوت تورّط السعودية بأحداث الحادي عشر من أيلول عام 2001، وما تبعه من تداعيات في الداخل الاميركي.
خواجة وخلال حديثه لوكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية، أكد أن التنظيمات الإرهابية ومن بينها القاعدة ولدت علي يد الأميركيين والسعوديين، وأن عدد السعوديين الذين انضموا إلي القاعدة في بداية تأسيسه تخطي النصف وأكثر.
وحول الأزمة السعودية القطرية، يؤكد الباحث في الشؤون الإستراتيجية أن جزءاً كبيراً من الإتهامات السعودية لقطر صحيحة، لكن المفاجئ أن تُقدم دولة تُصنف الأولي في دعم الإرهاب علي سوق هذه الإتهامات. ويري خواجة أن الأزمة سياسية بامتياز، تأتي في ظل الإنزعاج السعودي من دولة صغيرة في الجغرافيا كقطر تحاول أن تتولي دوراً كبيراً في المنطقة لا يناسب المصالح والمطامع السعودية، مشدداً علي أن الصورة التي باتت عليها المملكة بعد تولي الملك سلمان الحكم أشبه بالقوة الفجّة في التعامل مع قضايا المنطقة بشكل عام.
هذه المقاربة يشير إليها أيضاً الخبير في الحركات التكفيرية الدكتور محمد مرتضي، ويلفت في حديث لوكالة انباء الجمهورية الاسلامية الإيرانية إلي أنّ الأطماع السعودية وسعيها للهيمنة علي الزعامة السنية في العالم، دفعها لرفض أي دور آخر إلي جانبها يمكن أن يؤثر علي نفوذها وسلطتها. ويشرح مرتضي كيف شعرت دولة قطر بأنها قادرة علي التغيير بفعالية في سير بعض المعارك والحكومات ،خصوصاً بعد الأزمة الليبية والتطورات التي عاشتها مصر. ويستطرد مرتضي فيعتبر انّ النقطة الأهم في كل هذا المشهد هي أن العامل القطري وبروز دوره في العالم العربي كان مستجداً، وخصوصاً فيما يتعلّق في موضوع الإرهاب، فيما تعتبر السعودية أصيلةً في دورها ودعمها للجماعات الإرهابية في المنطقة العربية والعالم. فكيف يمكن للأصيل أن يتهم الدخيل في دعم الإرهاب؟
ويعود الخبير في الحركات التكفيرية إلي تاريخ الفكر الوهابي وتأصّله داخل العائلة الحاكمة منذُ بدأ في أفغانستان، وتطور في تشكيل ما سُمي بتنظيم القاعدة، وصولاً إلي تنظيمات إرهابية أخري، ربّتها الأيادي السعودية ودعمتها بشكل مباشر من الحكومة أو عبر أمراء داخل المملكة أو من خلال مؤسسات خاصة. ويري مرتضي أنّ السبب الذي يدفع السعودية إلي التمسك بهذا الفكر ودعمه بكل الوسائل الممكنة يعود إلي رغبتها في السيطرة علي العالم الإسلامي، لتكون الوهابية كفكر ديني بمثابة سلاح وذراع للهيمنة علي هذا العالم.
ويحذر مرتضي في معرض حديثه عن أصول التطرف ونشأته داخل العائلة الحاكمة من انقلاب هذا الفكر علي أمراء وملوك المملكة. ويستشهد ببعض العمليات الإرهابية التي نفذها تنظيم داعش مستهدفاً فيها حكام المملكة لا الشعب، معتبراً أن عدم الوعي الكافي والقراءة العميقة لهذا الفكر دفع النظام السعودي إلي تبنيه وتطويره ودعمه دون أن يقرؤوا جيداً التحولات التي يمكن أن تطرأ علي هذا الفكر مع الوقت. وبالتالي، يصل الخبير في الشؤون التكفيرية إلي خلاصة مفادها أن السعودية قد تقتنع مع الوقت بضرورة الفصل بين الفكر الوهابي والعائلة الحاكمة. ولكن يسأل مرتضي في الوقت نفسه، إلي أي مدي سيكون آل سعود قادرين علي الخروج من العباءة الوهابية، خصوصاً وأن هذا الفكر قد تأصّل في كل حركة فكرية لديهم وتجّذر في مناهجهم التعليمية؟
انتهي**388** 2344


www.irna.ir

تحقق أيضا

قيادي في حركة فتح: نحن جزء أصيل مما يجري من مواجهة في القدس

وقال في تصريح خاص لمراسلنا ان معظم قيادات فتح بالمعتقلات نتيجة ما قاموا به في …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *