الجزائر تكثف تحركاتها من أجل وقف اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي

وأوضح بيان من وزارة الخارجية الجزائرية أن عبد القادر مساهل سيقوم الثلاثاء والأربعاء بزيارة عمل يلتقي خلالها نظيره الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان للتشاور معه في 'القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، لاسيما سبل تدعيم التعاون الثنائي ووسائله'.
وأضاف البيان أن وزير الخارجية الجزائري سيتوجه بعدها إلي القاهرة ليترأس جلسة استثنائية لمجلس جامعة الدول العربية علي مستوي وزراء الشؤون الخارجية تخصص للانتهاكات الأخيرة لقوات الكيان الصهيوني في الأماكن المقدسة بالقدس الشريف.
وكانت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية قد أعلنت تأجيل الاجتماع الطارئ علي مستوي وزراء الخارجية العرب حول الوضع في مدينة القدس ومحيط المسجد الأقصي إلي الخميس المقبل بدلا من الأربعاء.
وقال الوزير المفوض محمود عفيفي المتحدث الرسمي باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية إنه 'تم الاتفاق في ضوء الاتصالات التي جرت علي مدار اليوم علي أن يعقد الاجتماع يوم الخميس المقبل بدلا من يوم الأربعاء، وذلك لضمان مشاركة أكبر عدد من الوزراء'.
وأضاف عفيفي أن الاتصالات شهدت أيضا التنسيق مع منظمة التعاون الإسلامي، التي اتفق علي أن يعقد اجتماعها الوزاري الخاص بالتوتر في القدس الأسبوع المقبل.
وفعلت الديبلوماسية الجزائرية، في اليومين الأخيرين، تحركاتها لتنسيق المواقف مع عدد من الدول العربية بهدف مواجهة التطورات الأخيرة الي تشهدها الأراضي الفلسطينية المحتلة بعد منع الاحتلال الصهيوني المسجد الأقصي عن الفلسطينيين.
في هذا السياق، كان وزير الشؤون الخارجية الجزائري عبد القادر مساهل قد أجري، الأحد، اتصالا هاتفيا مع نظيره الأردني أيمن الصفدي تناول علي وجه الخصوص التطورات الحاصلة في الأراضي الفلسطينية المحتلة والتوتر الذي نجم عن الإجراءات الأخيرة التي اتخذها المحتل ضد الفلسطينيين'، حسب ما جاء في بيان للخارجية.
وقد أكد عبد القادر مساهل، خلال هذه المكالمة 'ضرورة إعادة القضية الفلسطينية إلي الصدارة التي تستحقها ضمن قائمة أولويات العمل العربي المشترك'.
كما اتفق الوزيران علي 'بذل الجهود الضرورية بالتشاور مع البلدان العربية والمسلمة، وكذلك المنظمات الدولية والمجتمع الدولي من أجل ضمان حماية البقاع المقدسة والشعب الفلسطيني والضغط علي المحتل لوضع حد للتصعيد والابتزازات'.
وقد أدانت الجزائر، علي لسان ناطقها الرسمي عبد العزيز بن علي الشريف 'الانتهاكات والتجاوزات الخطيرة' لقوات الاحتلال الإسرائيلي ضد المصلين في محيط المسجد الأقصي، واصفة إياها بالجزائم الإرهابية، داعية المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوضع حد لهذه الأعمال الإجرامية'.
وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية 'إن الانتهاكات والتجاوزات الخطيرة من عمليات قتل واعتقال ضد المصلين الفلسطينيين في محيط المسجد الأقصي المبارك التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق الفلسطينيين، وحرمانهم من حرية ممارسة الشعائر الدينية، جرائم إرهابية شنعاء ندينها ونشجبها بأشد العبارات'.
وأضاف بن علي الشريف أنه 'أمام تواصل هذه التصعيدات والممارسات الممنهجة التي تسعي إلي تهويد المقدسات الإسلامية، فإننا ندعو المجتمع الدولي للتحرك العاجل والفوري لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني ومقدساته، ووضع حد لهذه الأعمال الإجرامية المتصاعدة التي يتعرض لها يوميا الشعب الفلسطيني الأعزل في الأراضي الفلسطينية المحتلة'.
وجاء موقف الجزائر الواضح من الجرائم والاعتداءات الإسرائلية ضد الفلسطينيين متزامنا مع مظاهرات عرفها الشارع الجزائري في عدة مدن جزائرية، بعد صلاة الجمعة الماضية، أدانوا فيها ممارسات الكيان الصهيوني المحتل، وأكدوا رفضهم للبوابات الإلكترونية التي أقامها علي مداخل الأقصي الشريف.
واعتبرت أحزاب سياسية جزائرية أن هذه المظاهرات 'تعد ردا واضحا من الجزائريين علي التصريحات الأخيرة للسفير السعودي بالجزائر سامي بن عبد الله صالح الذي وصف حركة حماس بأنها 'حركة إرهابية'.
واستقبلت الجزائر، منذ أيام، القيادي في حركة حماس سامي أبو زهري الذي حضر نشاط أحزاب سياسية وأجري لقاءات صحفية مع الإعلام الجزائري، فأكد في تصريح لصحيفة 'الشروق' الجزائرية أن 'قيادات حماس تلقي كل التسهيلات في دخول الجزائر، ولا يستغرق الحصول علي التأشيرة سوي ساعات فقط، علي خلاف دول عربية أخري تتجاوز فيها المدة شهرين كاملين'.
كما قال أبو زهري، في كلمة أمام مؤتمر الوحدة بين حزبي 'حركة مجتمع السلم' و'جبهة التغيير' 'أن قضية فلسطين وحركة حماس موجودة في قلب كل مواطن جزائري ونحن نعتز بهذا البلد وبقيادته ولسنا بحاجة إلي قيادات تمثلنا فيه'.
وأدان حزب 'حركة مجتمع السلم' (حزب إسلامي) بشدة تصريحات السفير السعودي وطالبه 'بالتصحيح والاعتذار للشعب الجزائري والشعب الفلسطيني والشعب السعودي'، معتبرة تصريحاته 'انحرافا عن الحق والعدل والمواثيق العربية والدولية التي تؤكد حقوق الشعوب في الكفاح بكل أشكاله ضد الاحتلال'.
وأكدت حركة مجتمع السلم أن تصريح السفير السعودي 'الذي وقع في أرض الشهداء هو استخفاف بقيمة الجزائر وثورتها التحريرية ومواقف مؤسساتها الرسمية الداعمة دوما للكفاح الفلسطيني وموقف شعبها المناصر بلا تردد للمقاومة بكل أشكالها'.
كما اعتبرت حركة مجتمع السلم أن 'الاعتداء علي حركة حماس الفلسطينية هو اعتداء علي قافلة الشهداء التي قدمتها هذه الحركة الرائدة في المقاومة'.
انتهي**472**2041** 2342