الصفحة الرئيسية / سیاسیة / زيارة الحريري الي واشنطن: ارباك ومواقف غير واضحة واستمرار للعلاقة 'المائعة'

زيارة الحريري الي واشنطن: ارباك ومواقف غير واضحة واستمرار للعلاقة 'المائعة'

الا ان وصول الرئيس الاميركي دونالد ترامب الي البيت الابيض اثار تساؤلات حول السياسات الجديدة المعتمدة من قبله تجاه الكثير من البلدان والملفات الخارجية .فهل تشهد العلاقات اللبنانية الاميركية تغيرا خاصة بعد الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري ولقائه الرئيس الاميركي وفي ظل الحديث عن فرض المزيد من العقوبات علي حزب الله وهل ستؤثر زيارة الحريري علي الداخل اللبناني؟
يجيب الكاتب والمحلل السياسي اللبناني جوني منير علي هذه الاسئلة انطلاقا من معطي يعتبره ثابتا واساسيا. لبنان تفصيل ثانوي عند الاميركيين واهميته مرتبطة فقط بكونه مجاور للعدو الاسرائيلي ولوجود حزب الله الذي بات يشكل رقماً صعباً في المعادلة الاقليمية .
وحول الزيارة يوضح منير في حديثه لوكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية انها كانت محددة في ايار لكنها اجلت ثم حددت في هذا التوقيت لتتزامن مع سلسلة خطوات تشهدها المنطقة . اراد الاميركيون من وجهة نظر منير ان تنتج عن الزيارة معطيات تتلاءم مع الوقائع الجديدة التي تسعي واشنطن لفرضها في الكثير من الملفات. ويشير الصحفي اللبناني الي نقطة لها اهميتها في الداخل اللبناني وتوازناته، فزيارة الرئيس الحريري تأتي بعد عدم استجابة الرئيس الاميركي لطلب زيارة الرئيس ميشال عون الي البيت الابيض .
يتحدث منير عن مجريات الزيارة فيقول انه ذهل لبعض ما صدر خلالها ما اوحي بأحد احتمالين : اما ان الزيارة غير محضرة واما انها شكلية دون اي مضمون جدي . يلفت منير تحديدا في هذا الاطار الي تصريح ترامب عن انه يؤجل الحديث عن العقوبات علي حزب الله لمدة اربع وعشرين ساعة ويتساءل الصحفي اللبناني عن فحوي هذا التصريح ومعناه الحقيقي وكيف يمكن لرئيس دولة كبري ان يصدر مثل هذا الكلام وما الذي سيتغير خلال مدة الاربع والعشرين ساعة .
اما عن العقوبات وتأثيرها علي حزب الله فيؤكد منير انها عقوبات لن تصيب المقاومة في العمق ولن تؤثر عليها سلبا ويري الصحفي البارز ان العقوبات المالية يصدرها ترامب لتسويقها في الداخل الاميركي بعد موافقته علي تجديد الاتفاق النووي مع الجمهورية الاسلامية الايرانية . يحاول ترامب ان يبدو في موقع المتشدد بعد عدم التزامه بوعوده الانتخابية حول الملف النووي الايراني.
يريد ترامب ايضا احتواء غضب حلفائه الخليجيين وهم الذين دفعوا مئات المليارات من اجل دفع الرئيس الاميركي لمزيد من العداء للجمهورية الاسلامية الايرانية .
وردا علي سؤال عن مصير العلاقات الاميركية اللبنانية علي ضوء زيارة الحريري يعتبر منير ان العنوان الابرز لهذه الزيارة هو الارباك وغياب الموقف الواضح . لذا لا يمكن التنبؤ بمصير العلاقة الثنائية . الا ان المنطقة تدخل مرحلة جديدة وسنشهد بناء قواعد جديدة وتشكيل هيكيلية جديدة . ويتوقف منير عند بعض المؤشرات التي قد تساعد علي فهم التوجهات الاميركية ومنها عدم معارضة واشنطن لعمليات حزب الله في جرود عرسال . ظهر الموقف الاميركي خلال زيارة قائد المنطقة الوسطي في الجيش الاميركي الي لبنان ولقائه الرئيس عون . لم يكرر المسؤول الاميركي –يقول منير – الكلام التقليدي لبلاده حول حزب الله. هناك ايضا الموقف الجديد تجاه الرئيس السوري بشار الاسد وقبول الاميركيين ببقائه في موقعه اضافة الي وقف الرئيس الاميركي لبرنامج الدعم العسكري للمعارضة السورية .
اما عن الابعاد الداخلية لزيارة الحريري فيستبعد منير حصول اي نتائج عملية في الداخل اللبناني في مرحلة ما بعد الزيارة . فوضع الرئيس الحريري يصفه منير بالصعب مع الشارع السني .والدفع الوحيد المحتمل لرئيس الحكومة اللبنانية لا يمكن ان يأتي الا من المملكة العربية السعودية التي زارها الحريري قبل الزيارة والتقي فيها ولي العهد وجمعتهما صورة توحي بالجلسة العائلية .
بدوره يرفض المسؤول عن موقع الانتشار الالكتروني ابراهيم عوض اطلاق صفة التاريخية علي الزيارة . ويذهب الي حد اعتبارها مسيئة للبنان واللبنانيين .الاساءة تمثلت بكلام ترامب عن ان لبنان يحارب داعش والقاعدة وحزب الله ! يعلق عوض مستغربا ومستنكرا . ويسأل خلال حديثه لوكالة الانباء الجمهورية الاسلامية الايرانية : كيف يمكن للبنان ان يحارب حزب الله وهو احد اهم مكوناته الوطنية والحكومية ويعتبر ان الاجدي كان اعتراض رئيس الحكومة بطريقة دبلوماسية علي كلام الرئيس الاميركي المستهجن.
ويلفت عوض الي ان كلام ترامب يأتي بالتزامن مع خوض حزب الله لمعارك في وجه التكفيريين نيابة عن كل لبنان . وردا علي سؤال حول المنحي الذي ستأخذه العلاقة بين البلدين بعد الزيارة يؤكد عوض ان لا شيء سيتغير علي العلاقة التي يصفها بالمائعة والتي تكثر فيها الاقوال وتتضاءل الافعال .
ما يحتاجه لبنان من واشنطن هو تقديم السلاح للجيش اللبناني الا ان عوض يوضح ان الاميركيين لا يقدمون اي شيء في هذا المجال ويكتفون باليات عتيقة لا يمكن ان تحدث فرقا في اي معركة ويتساءل لماذا لا تترجم واشنطن كلامها بتزويد المؤسسة العسكرية اللبنانية بصواريخ ارض جو لمواجهة الطيران الاسرائيلي الذي ينتهك الاجواء اللبنانية يوميا .
انتهي**388 ** 2342


www.irna.ir

تحقق أيضا

قيادي في حركة فتح: نحن جزء أصيل مما يجري من مواجهة في القدس

وقال في تصريح خاص لمراسلنا ان معظم قيادات فتح بالمعتقلات نتيجة ما قاموا به في …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *