الصفحة الرئيسية / سیاسیة / بانتظار حصول عملية التبادل..انجاز ملف اللوائح بين النصرة وحزب الله

بانتظار حصول عملية التبادل..انجاز ملف اللوائح بين النصرة وحزب الله

وكالة الجمهورية الاسلامية الايرانية للانباء (ارنا) جالت خلال اليومين الماضيين في ارجاء المنطقة المحررة لا سيما مراكز ومواقع النصرة والمقالع والكسارات والأنفاق بالاضافة الي المغاور الكبري، كما دخلت المنشأة الاساسية التي تقدر مساحتها بنحو400 متر مربع داخل احد الجبال في وادي الخيل، حيث تم احتجاز العسكريين المخطوفين سابقا من الجيش اللبناني (وتم لاحقا اطلاق سراحهم في عملية تبادلية)؛ الجولة الميدانية وصلت بنا ايضا الي الموقع المشرف علي المنطقة الاخيرة التي لجأت النصرة وزعيمها التلي اليها في وادي حميد ومدينة الملاهي وهي مساحة ضيقة لا تتجاوز 9 كلم مربع.
الهدوء الذي ساد جبهات القتال في جرود عرسال بعد ستة أيام علي بدء معركة الحسم، كان العامل الأبرز الذي سجلته وكالة (ارنا) في جولتها التي كانت بدايتها بزيارتنا لغرفة عمليات المقاومة حيث افادنا مسؤول سلاح الاشارة بأن كل ما يتعلق بحيثيات الهجوم الحاسم وخطط وحراك حزب الله الميداني لم يتوقف لا في الليل ولا في النهار؛ مضيفا ان عمل عناصر المقاومة في المنطقة المحررة كان كخلية النحل كلّ حسب اختصاصه من اجل تنظيف المنطقة وترقيم وتسمية وتامين طرقها وتثبيت انتشارالمشاة والاسلحة بالاضافة الي تموضعهم النهائي في مراكزَهم العسكرية المنتشرة في كل النقاط التي سيطروا عليها في المواقع المقابلة للمنطقة التي لجأ اليها 'أبو مالك التلّي' وما تبقي من عناصر معه وهي محلة وادي حميد - الملاهي القريبة من مخيمات عائلاتهم. ويراهن هؤلاء المسلحين علي عدم شن حزب الله اي هجوم عليهم حرصاً علي المدنيين.
'ارنا' سجلت ايضا ومن خلال مشاهداتها عبر (منظارالمقاومة للمراقبة) حركة دخول وخروج لبعض النازحين السوريين الي مخيماتهم مع اغراضهم الخاصة و وضعها في سيارات كبيرة ومتوسطة ما يعني انها بداية لتفكيك الخيم استعدادا لاخلاء المنطقة وبالتالي اعترافهم بهزيمتهم امام حزب الله؛ بانتظار تنفيذ اتفاق التبادل الرسمي المرتقب الذي تولي اللواء عباس ابراهيم الاشراف عليه.
وقد شاهدنا - كغيرنا من الزملاء الاعلاميين- دخول سيارات الامن العام اللبناني الي منطقة وطريق غرفة العمليات، أما معلومات الوكالة الخاصة فقد أفادت بأن اتصالا قد ورد قبل وصول الوفد للغرفة من رئيس لجنة التنسيق والارتباط في حزب الله 'الحاج وفيق صفا' قد يكون متعلقا بعملية التبادل والتفاوض مع النصرة وباللوائح المتتالية غير النهائية والتي سجلت اسماء حوالي 6000 مسلح مع عائلاتهم التي استلمها 'اللواء عباس ابراهيم'.
كما علمنا أيضا بالزيارة التي قام بها قائد اللواء البري في الجيش اللبناني الذي من المفترض ان يقوم بنشرعناصره وضباطه البالغ عددهم 3000 في المنطقة مكان عناصرالمقاومة بعد انجاز مهمتها التي وتحقيق كامل اهدافها كما جاء في كلام سيدها الاخير.
المنطقة التي اندحرت منها جبهة النصرة وكل انواع واشكال الارهاب اصبحت خلال ايام الهدنة محجة لجميع اللبنانيين بكافة شرائحهم حيث زارها بالاضافة الي الاعلام المرئي والمسموع والمقروء العديد من الفاعليات العسكرية والسياسية والدينية والبلدية والاختيارية وفي مقدمتهم 'الشيخ محمد يزبك' و'السيد ابراهيم الامين' و وفد من رؤساء الاتحادات والبلديات بتنظيم من لجنة العمل البلدي لحزب الله من اجل تقديم الشكر لرجال المقاومة والجيش اللبناني والتاكيد علي معادلة الجيش والشعب والمقاومة في العملية المتواصلة ضد الارهاب التكفيري والصهيوني.
القائد الميداني الذي رافقنا في جولتنا الي المنطقة المحررة التي تبلغ مساحتها الجغرافية 90 كلم مربع وفيها حوالي 30 مقلعا ومنشارا كبيرا للحجر قال ان هذه المقالع وانفاقها كانت عبارة عن ثكنات عسكرية خطرة ثم اوقفنا في الساحة الاكبر والاخطر في موقع الانزح حيث يبلغ طول هذا المقلع 800م وعرضه 300م؛ موضحا ان القضاء علي هذا الموقع المحصن اخذ وقتا طويلا لحين سقوطه بين ايدينا علما ان عدد عناصرالنصرة المنتشرين فيه كان اقل من العشرة، وأضاف ان الطائرة التي أطلقناها فوقه هي التي كشفت لنا المكان السري لكل قناص عبر تبيان مصادر النيران فور اطلاقها باتجاه طائرة الاستطلاع وهكذا تم القضاء عليهم قناصا تلو الآخر.
هذه الاجواء المفعمة بنشوة القوة والانتصار سرعان ما تحولت الي اجواء ساكنة خرقتها دموع القائد الميداني الذي كان يشرح لنا سير الهجوم حينما بدأت تسيل فجأة علي خديه أثناء حديثه عن راية 'الشهيد جعفر مشيك' الذي ارتقي شهيدا برصاصة قناص ارهابي اثناء اقتحامه لهذا الموقع بالذات وذلك بعدما كان قد اقتحم العديد من المواقع الارهابية في القصير وغيرها.
وتابع، لقد قطع القائد مشيك خلال 48 ساعة مرحلة التسلل الصامت ليلا ومرحلة الهجوم فجرا الذي كسر حواجزهم وكل تشريكاتهم والغامهم ولكنه قضي شهيدا وقائدا ونال الفوز الأكبر.
وقد اختتم القائد الميداني حديثه باعلامنا العثور علي مقبرة استحدثها المسلحون لدفن قتلاهم الذين سقطوا في معارك الجرود.
من جانب اخر شهدنا أثناء مغادرتنا وصول تعزيزات عسكرية للجيش اللبناني الي المناطق القريبة من وادي حميد ومدينة الملاهي والتي تدل علي أن تحضيرات المقاومة للمعركة المتواصلة تجري علي قدم وساق بالتنسيق مع الجيش اللبناني تحسبا لأي طارئ قد يعيق السير بملف المفاوضات من قبل داعش.
انتهي**386/ ح ع **

www.irna.ir

تحقق أيضا

قيادي في حركة فتح: نحن جزء أصيل مما يجري من مواجهة في القدس

وقال في تصريح خاص لمراسلنا ان معظم قيادات فتح بالمعتقلات نتيجة ما قاموا به في …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *