الصفحة الرئيسية / سیاسیة / انفصال الكورد في العراق . . لمصلحة الشعب الكوردي ام ضده ؟؟

انفصال الكورد في العراق . . لمصلحة الشعب الكوردي ام ضده ؟؟

هذا التصور ينبع من تحليل الواقع وذلك لعدة اسباب اهمها ، اولا – ان الاجواء السياسية والفكرية والعسكرية في العراق مازالت ملبدة بالغيوم ومازال العراق يواجه اعتي هجمة ارهابية شرسة متمثلة في مواجهته لعصابات داعش الارهابية ، فالعراق لم يتعاف بشكل كلي لحد الان من هذه الازمة بل ومازال الفكر المتطرف والارهاب يسيطر علي مناطق فيه ومازالت المواجهات العسكرية مع داعش قائمة ، ومازالت خلايا هذا التنظيم الارهابي النشطة والنائمة منها منتشرة في مناطق متعددة وبالخصوص المناطق المتاخمة لحدود كوردستان بل وحتي في بعض المناطق الكوردية ، وان داعش يبحث دائما عن المناطق الهشة والضعيفة للنفوذ فيها والسيطرة عليها والنفوذ من خلالها الي المنطقة ، فهل الانفصال الان سيجعل الكورد اقوي ام سيجعل كوردستان اضعف لتكون لقمة دسمة يسيل لها لعاب داعش ، ويري فيها الفكر المتطرف ارضية خصبة لزرع سمومه والصول والجول من خلالها، بلا شك ان القوة في الاتحاد والضعف في الانفصال والتجزء وهذا يؤكد سوء التوقيت لهذه القضية الان .
ثانيا - ان المنطقة تمر باوضاع سياسية معقدة وغير مستقرة ومالبثت ان تخرج من مشكلة حتي تقع في اخري تكون اكبر من سابقاتها وهذا يدل علي ان هناك مخططات تستهدف المنطقة واستقرارها وشعوبها ، وان هناك اياد قذرة تتلاعب بمصير شعوب هذه المنطقة ، فهل من مصلحة الشعب الكوردي في العراق ان يكون ضحية هذه المخططات ، او انه يتخذ قرارا مصيريا في ظل ظروف شائكة ومربكة مثل هذه التي تمر بها المنطقة بصورة عامة الان .
ثالثا - مايتمتع به الكورد من مكتسبات كبيرة في العراق يثير علامات استفهام كثيرة حول الاصرار علي الانفصال وفي هذا التوقيت بالذات، فالكورد في العراق يمتلكون 60 مقعدا في البرلمان العراقي في العاصمة بغداد بالاضافة الي برلمانهم في الاقليم كما وانهم يمتلكون منصب رئيس الجمهورية الذي يعد اعلا واهم منصب في العراق وكذلك حقائب وزارية متعددة ولهم نفوذ واسع في المؤسسات الرسمية العراقية المركزية ويتمتعون بمكاسب كبيرة جدا ومن ضمنها حق استخراج النفط من مناطق كوردستان وبيعه ولهم نسبة 17 % من ميزانية الدولة المركزية ، وهذه جميعها سيفقدها الشعب الكوردي في حال تحقق الانفصال ، فهل هذا سيعوضه السياسيون الكورد للشعب الكوردي ؟ وكيف سيكون ذلك ؟!! .
رابعا – ان اهم المقومات التي تعتمد عليها الدولة في نجاحها ، هي علاقاتها مع دول العالم وبالذات الدول المحيطة ودول الجوار الاقليمي فهل ستنجح كوردستان في اقامة علاقات طيبة مع دول الجوار والمحيط الاقليمي لاسيما وان جميع هذه الدول تنصح الساسة الكورد بعدم التسرع وتاجيل قضية الاستفتاء في ظل الظروف الراهنة ، فهل ستنجح التجربة التي يصر عليها بعض القادة الكورد في اقامة دولة ربما ستكون محاطة من جميع جهاتها مع دول مختلفة معها ؟ .
خامسا - عدم التخطيط الدقيق والتوقيت الصحيح سيعرض الشعب الكوردي الي كوارث لاتحمد عقباها اهمها هو انه سيجهض الحلم الكوردي في اقامة دولة كوردية مسالمة لجميع دول الجوار معها وللمنطقة والعالم وسوف ينهي هذا الحلم والي الابد ، كما وان الشعب الكوردي هو من سيدفع الفاتورة الباهضة لهذه السياسات المتسرعة وعلي جميع الاصعدة .
سادسا – الكورد في العراق الان يعرفون جيدا ما لهم وما عليهم ، ولا احد يستطيع المساس بحقوقهم وامتيازاتهم التي كفلها لهم الدستور العراقي بشكل واضح وهي حقوق تحسدهم عليها باقي مكونات الشعب العراقي بمن فيهم العرب العراقيون والدليل هو ان حال المحافظات العراقية جميعها لايرقي الي المستوي الذي تعيشه المحافظات الكوردية بعد سقوط النظام السابق في عام 2003 ميلادي وماشهدته هذه المحافظات من اعمار ودعم وتطور وهذا يعود لاهتمام الحكومة المركزية وماتقدمه من دعم للاقليم كفله الدستور العراقي .
سابعا - التخلي عن جميع هذه الامتيازات الواضحة سيدخل الشعب الكوردي العراقي في نفق مظلم لاتعرف نهايته وفي اجواء ضبابية لايبان فيها الافق وسيكون خلاف المثل القائل (عصفور في اليد خير من عشرة علي الشجرة )، فهل من الحكمة استبدال واقع مميز بمستقبل غامض ؟ او ربط مصير الشعب الكوردي بمنعطف مجهول لاتعرف عواقبه .
بقلم / عبدالوهاب الصافي
انتهي ** 1837

www.irna.ir

تحقق أيضا

قيادي في حركة فتح: نحن جزء أصيل مما يجري من مواجهة في القدس

وقال في تصريح خاص لمراسلنا ان معظم قيادات فتح بالمعتقلات نتيجة ما قاموا به في …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *