الصفحة الرئيسية / سیاسیة / مدفيديف يصل الجزائر في زيارة لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين

مدفيديف يصل الجزائر في زيارة لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين

وستكون هذه الزيارة التي تأتي عقب انعقاد الدورة الثامنة للجنة المشتركة للتعاون، في أيلول / سبتمبر المنصرم فرصة للجزائر وروسيا لتعميق وتعزيز حوارهما الاستراتيجي وتعاونهما المتعدد الأشكال القائم علي بيان الشراكة الموقع بموسكو في نيسان / أبريل 2001.
وتأتي زيارة رئيس الوزراء الروسي إلي الجزائر في إطار رغبة موسكو تعزيز علاقاتها بالجزائر باعتبارها دولة محورية في منطقة الضفة الجنوبية من غرب المتوسط وشمال إفريقيا المغرب العربي.
وكان رئيس الوزراء الروسي قد أكد، في حوار لوكالة الأنباء الجزائرية، عشية وصوله إلي الجزائر، أن 'الجزائر تلعب دورا كبيرا في شمال إفريقيا، وهي إحدي الدول المحورية في هذه المنطقة ذات الأهمية الاستراتيجية، وما يزيد من أهميتها بالنسبة إلي روسيا هو أن الجزائر شريك يمكن الاعتماد عليه ومنفتح للتعاون في كافة المجالات'.
وتجمع الجزائر وروسيا علاقات تاريخية منذ استقلال الجزائر في 1962، إذ كان الاتحاد السوفياتي أول دولة في العالم تقيم علاقات ديبلوماسية، وساعد خبراؤها الجزائر في إقامة اقتصاد وصناعة. كما كان الاتحاد السوفياتي وجهة الرئيس الراحل هواري بومدين الطبية حين مرضه في أيلول / سبتمبر 1978. واستمرت العلاقات مع دولة روسيا بعد تفكك الاتحاد السوفياتي، إلا أنها مرت بفترة من الفتور.
في هذا السياق، اعترف رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف، في حواره لوكالة الأنباء الجزائرية بأن 'سقوط الاتحاد السوفياتي ألغي العديد من المشاريع الواعدة'، قائلا: 'نحاول تعويض ما تم تفويته، وإنني علي يقين بأن زيارتي إلي الجزائر تخدم تعزيز الصداقة والشراكة ذات المنفعة المتبادلة بين روسيا والجزائر'، مشيرا إلي أن 'الجزائر كانت خلال سنوات عديدة أحد شركاءنا البارزين في المجالين الاقتصادي التجاري في افريقيا والعالم العربي'.
وعرفت العلاقات الجزائرية الروسية منعطفا هاما، بعد الزيارة التي قام بها الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، في نيسان / أبريل 2001 وتوقيع البيان حول الشراكة الاستراتيجية بين الدولتين'. وقد رد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بزيارة مماثلة إلي الجزائر، في آذار / مارس 2006، وقعت خلالها عدة اتفاقيات، علي رأسها مسح ديون الجزائر المستحقة لروسيا ومعظمها من أيام الاتحاد السوفياتي مقابل شراء سلع بقيمة 4،5 مليار دولار. وأعقب الرئيس بوتفليقة هذه الزيارة بزيارة أخري إلي روسيا، في شباط / فبراير 2008.
وقد ترجم انتعاش العلاقات الجزائرية الروسية في ارتفاع حجم المبادلات التجارية بين البلدين، إذ انتقل من 200 مليون دولار فقط عام 2001 إلي أكثر من 643 مليون دولار، إلي أكثر قرابة 1،4 مليار دولار في 2008. أما في 2010 فبلغ التبادل التجاري بين البلدين 1.176 مليار دولار، ووصلت اليوم إلي 4 ملايير دولار.
وإذا كانت كل من الجزائر وروسيا أهم ممول للاتحاد الأوروبي في مجال الغاز، إلي جانب النرويج، وهو ما دفع إلي البحث عن مجالا التعاون بين الشركة الجزائرية للمحروقات 'سوناطراك' والشركة الروسية 'غاز بروم'، خاصة وأن الآفاق تتحدث عن مرور الغاز النيجيري علي الجزائر، إلا أن أهم تعاون بين البلدين يكمن في المجال العسكري، خاصة وأن المنظومة الدفاعية للجزائرية اعتمدت منذ بدايتها علي السلاح الروسي.
ففي زيارة الرئيس فلاديمير بوتين للجزائر وقعت صفقة سلاح بقيمة 7.5 مليار دولار، وتضمنت الصفقة حصول الجزائر علي 36 مقاتلة حربية من طراز ميغ29 س. م. ت و 28 مقاتلة من طراز سوخوي 30 وكذلك 14 طائرة تدريب قتالي من طراز ياك130 إلي جانب 8 بطاريات دفاع جوي إس-300 ومضادات الدبابات 'ميتيس' و'كورنيت'، و 300 دبابة من طراز تي-90.
وبحسب تقرير حكومي خاص بالقدرات الحربية للجزائر نشرته وكالة تاس الروسية، فإن روسيا تظل المصدر الأول للجزائر المعدات الحربية منذ 24 سنة. وفي العام 2015 بلغت واردات الجزائر من العتاد العسكري الروسي نصف مليار دولار.
وجاء في التقرير أن التجهيزات العسكرية الروسية المصدرة للجزائر متنوعة وتخص القوات البرية والجوية والبحرية. ومن أهمها الدبابة القتالية الشهيرة 'تي. 90 أس أي' التي سلمت الجيش الشعبي الوطني 67 نسخة منها شهر حزيران / يوليو 2016، في إطار صفقة أبرمت عام 2014 وتتضمن تصدير 200 دبابة من هذا النوع تضاف إلي 508 دبابات من هذا الصنف تملكها الجزائر، مشيرا إلي أن الجزائر ستتسلم طائرات عمودية هجومية من نوع 'أم أي- 28 أن إي'، ومروحيات للنقل التكتيكي الثقيل صنف 'أم آي 26 تي2' روسية صنع. وأفاد التقرير بأن صفقة 2014 تتضمن تعهدا روسيا بتسليم الطلبية نهاية 2017، وأن القوات الجزائرية تبدي اهتماما كبيرا باقتناء نوع جديد من الدبابات القتالية هو 'تي 14'. زيادة علي ترقب تصدير غواصتين صنف 'بروجيت- 636 إي' خلال العام 2018.
كما نقلت تقارير إعلامية عن رئيس شركة 'روس تكنولوجي' الروسية 'سيرغي تشيميزوف' أن موسكو تلقت طلبا من الجزائر للحصول علي منظومة صواريخ 'أس-400' وصواريخ أرض جو 'بوك أم2 إي' و'أنتاي 2500'.
هذا وستوقع الجزائر وروسية، بمنايبة زيارة رئيس الوزراء الروسي مدفيديف 'العديد من اتفاقات الشراكة في مختلف المجالات، لرفع حجم مبادلاتهم التجارية التي تضاعفت السنة الماضية.
وقد كشف وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، خلال أشغال الدورة الثامنة للجنة المشتركة الجزائرية-الروسية التي انعقدت مؤخرا أن 'روسيا مهتمة كثيرا ببيع الطائرات الروسية الصنع إلي الجزائر، بما في ذلك طائرات 'سوخوي سوبرجت' و'أم. أس. 21'، مشيرا إلي 'أن مناقشة هذه المسائل جارية حاليا في إطار اللجنة المشتركة'.
ومن المقرر أن يدرس الطرفان فروعا جديدة للشراكة لإدراجها في برنامج الشراكة أو تعزيزها أكثر'. وأشار رئيس الوزراء الروسي إلي قطاع الطاقة النووية والصناعات الغذائية واستخراج الثروات والنقل البحري وتكنولوجيات العالية وتكنولوجيات الفضاء والبناء والصناعة الصيدلانية.
وأوضح مدفيديف أنه 'تم إنشاء قاعدة قانونية صلبة في مجال الطاقة النووية، وفي حال اتخاذ الجزائر قرار تطوير الصناعة النووية الوطنية، نحن مستعدون لتقديم تكنولوجياتنا والحلول التقنية، وفي الوقت نفسه نحن جاهزون لدراسة المشاريع الخاصة بتوليد الطاقة 'النظيفة' في محطات الطاقة الشمسية ومحطات الرياح.
وأعرب مدفيديف عن ارتياحه للتعاون بين البلدين في مجال الطاقة، وقال 'لدينا عدد كبير من المشاريع الناجحة في مجال النفط والغاز'، مضيفا أن 'روسيا والجزائر من أكبر البلدان المصدرة للغاز نحو أوروبا وهذا يساعدنا علي التعاون بشكل تشاوري ضمن المحافل الدولية مثل منتدي الدول المصدرة للغاز أو منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) إذا تعلق الأمر بالبترول'، مؤكدا أن 'روسيا تقدر تقديرا عاليا هذا الحوار وما يقدمه من فرص لإيجاد حلول وسط'.
علي الصعيد السياسي تتفق الجزائر وروسيا في العديد من القضايا الدولية والإقليمية. خاصة ما تعلق بالوضع في عدد من الدول العربية، وآفة الإرهاب في العالم وسبل مكافحتها.
وقد أكد دميتري مدفيديفد، في حواره لوكالة الأنباء الجزائرية عشية زيارته، 'أن روسيا والجزائر تتمسكان بالمواقف المتطابقة من أنه لكل شعب القدرة والحق في تحديد مصيره، وفي حل مشاكله الداخلية بطريقة مستقلة وبوسائل سلمية في إطار القانون'، مضيفا أن 'روسيا والجزائر تدعمان تعزيز الدور الرائد للأمم المتحدة ومجلس الأمن في حفظ السلام والاستقرار الدولي ونؤيد النظام العالمي المتعدد الأقطاب'.
كما أكد مدفيديف أن موسكو والجزائر متفقتين علي أنه 'لا بد من تسوية النزاعات الإقليمية بوسائل سلمية علي أساس ميثاق الأمم المتحدة، استنادا علي مبدأ سيادة القانون الدولي'، وأن الحل للنزاعات الموجودة في سوريا وليبيا واليمن ومالي ينطلق من عدم التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية، مشددا علي ضرورة تسوية النزاعات الإقليمية بالوسائل السلمية.
كما أشار رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف إلي تطابق وجهات النظر بين الجزائر وروسيا بشأن التهديدات مثل الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود، وقال: 'نفهم أن الإرهاب يعتبر تحدياً دولياً اليوم، ولا يمكننا مواجهة الإرهاب إلا معا وبتوحيد جهودنا وتنسيقها'.
وأضاف مدفيديف أنه حان الوقت لوضع الدول خلافاتها وطموحاتها جانباً وتوحيد صفوفها، وذلك لأجل هزيمة (داعش) والتنظيمات الإرهابية الأخري التي تهدد الحضارة الإنسانية.
انتهي**472**2041** 2342

www.irna.ir

تحقق أيضا

قيادي في حركة فتح: نحن جزء أصيل مما يجري من مواجهة في القدس

وقال في تصريح خاص لمراسلنا ان معظم قيادات فتح بالمعتقلات نتيجة ما قاموا به في …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *