الصفحة الرئيسية / سیاسیة / جامعيون جزائريون :الرئيس الأمريكي لا يأبه لأية قاعدة

جامعيون جزائريون :الرئيس الأمريكي لا يأبه لأية قاعدة

ويري الصحفي والأستاذ الجامعي 'عبد الهادي خربوش' أن ما أقدم عليه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يكن مفاجئا، مشيرا إلي أنه 'منذ توليه الحكم مرر رسالة إلي العالم أجمع أنه لا يأبه لأية قاعدة، وأنه يهوي الخروج عن المألوف، وقد تبين ذلك في تمزيقه للاتفاق النووي'، مشيرا إلي أن ترامب 'فعلها من قبل في اتفاقية المناخ'، مؤكدا أن 'الخروج عن الالتزامات الدولية ليس بالجديد علي الرئيس ترامب'.
وأرجع عبد الهادي خربوش قرار ترامب التنصل من الاتفاق بكون الولايات المتحدة الأمريكية معروف عنها، بعد خروجها من الحرب الباردة وجدت نفسها بدون عدو حقيقي يمكنها أن تبرر به سياستها الخارجية، وبعد 11 أيلول / سبتمبر وجدت في ظاهرة الإرهاب مبررا رئيسيا لحروبها خارجيا وتبرير أفعالها خارج حدودها'.
لكن ومع مرور الوقت علي البعبع الإرهابي الذي خلق علي إثر أحداث 11 أيلول / سبتمبر، 'تبحث الولايات المتحدة الأمريكية عن عدو جديد، ولم تجد عدوا أكبر من إيران، خصوصا في إدارة ترامب الجديدة أصبحت التي تبحث عن شيء يمكنها أن تبرر به سياستها تجاه إيران، فاتخذت الاتفاق النووي ذريعة لاختلاق هذه المشاكل'.
في السياق نفسه، ذكر الأستاذ 'حسن خلاص' مدير نشر صحيفة 'الجزائر' (صحيفة غير حكومية) بأن ترامب، وخلال الحملة الانتخابية للرئاسيات الأمريكية، كان قد صرح بالقول 'إن أمريكا وقعت علي أسوأ اتفاق، في حديثه عن الاتفاق النووي مع إيران'.
وبحسب الأستاذ حسن خلاص، فإن 'الذي كان مفاجئا هو أن ترامب صادق مرتين، حين مروره أمام الكونغرس الأمريكي كل تسعين يوما ليقدم رأيه حول تطبيق إيران لبنود الاتفاق النووي، وأكد أن إيران تحترم الاتفاق، ولكن في المرة الثالثة شذ عن القاعدة وصرح أنه لا يزكي الثقة في إيران بشأن الاتفاق'.
ويري حسن خلاص أن موقف ترامب من الاتفاق 'مرده عدة أسباب لا تتعلق بوصول تقرير قدم له حول مدي تطبيق إيران للاتفاق النووي، بل قدم ذرائع أخري، من قبيل أن إيران تطور صاروخا مداه 2000 كيلومترا، ويمكنه أن يقع علي الأراضي الإسرائيلية، وأن إيران –علي حد تعبيره- لا تحترم روح الاتفاق'.
وخلص حسن خلاص إلي أن 'الحجج التي قدمها ترامب حجج واهية ومبهمة وغامضة تتعلق بالثقة العامة في النظام الإيراني، إضافة إلي تصنيفه الحرس الثوري الإيراني منظمة فاسدة إرهابية، وأنه لا يثق في نظام يطور قدراته الدفاعية وقدراته الهجومية ليصيب جيرانه الذين هم حلفاء طبيعيين للولايات المتحدة الأمريكية، وعلي رأسهم إسرائيل، ومؤخرا المملكة العربية السعودية'.
في هذا السياق، أشار الأستاذ حسن خلاص إلي ملتقي الرياض وإلي تداعياته، مذكرا بما 'أدلي به ترامب في خطابه أمام رؤساء الدول الإسلامية من ضرورة عزل إيران'.

**ترامب قنبلة صوتية فقط
ويوافق أستاذ علم الاجتماع السياسي الدكتور 'نور الدين بكيس' رأي سابقيه، ويري أننا 'تعودنا علي ترامب، وعلي القنابل الصوتية التي يطلقها'، مؤكدا أن تصريحاته بشأن الاتفاق النووي 'مجرد قنابل صوتيه'.
وأشار الدكتور نور الدين بكيس إلي أن ترامب 'تحدث منذ الوهلة الأولي عن تمزيق الاتفاق، ولم يحدث ذلك، وصادق عليه مرتين، وتحدث أنه سينسف كوريا ويدمرها، ولم يحدث ذلك، وتحدث علي أشياء كثيرة وأصبح حلفاؤه اليوم يعرفون أن ترامب ظاهرة صوتية، لا يبني ولا يقرر بناء علي ما يقول'.
وأضاف الدكتور بكيس قائلا: 'رأينا أشياء كثيرة من هذا القبيل، الآن فجر ترامب قنبلة علي أن هناك إمكانية للخروج من هذا الاتفاق، ولكن النقاط الأولي والمكتسبات الأولي تحققت لإيران وليس للولايات المتحدة الأمريكية'.
وبحسب الدكتور بكيس، فإن 'أول شيء تحقق لإيران أنها أصبحت أكثر لحمة'، مذكرا أنه طوال أربعين سنة كانت دائما الإدارة الأمريكية تحاول فصل الشعب عن الحكم والنظام في إيران، ولكن عندما نأتي ونقول إننا يجب أن نضع الحرس الثوري كمنظمة إرهابية وأننا يجب أن نخرج من هذا الاتفاق الذي بني علي أساس 13 سنة من التفاوض، وعلي أساس 39 سنة من الحصار، وتم بمشاركة 5 دول+ 1، وبالتالي هذا الاتفاق كان نتيجة لمسار عسير جدا، ويأتي ترامب بهذه البساطة ويقول يجب الالتفاف علي الاتفاق، هذا يوحد الشعب الإيراني علي أساس أن الشعب الإيراني مستهدف من الإدارة الأمريكية، ويؤكد أن الإدارة الأمريكية لا تفكر إطلاقا في مصلحة الشعب الإيراني'.
وبحسب الدكتور بكيس، فإن تصريحات ترامب انقلبت عليه، مشيرا إلي أن 'النخب الأمريكية والصحافة الأمريكية تندد بهذا التصريح وتقف ضده'، منبها إلي أنه 'في السابق كان الشعب الأمريكي هو الذي يقف ضد الحروب، واليوم ولأول مرة نجد النخب هي التي تقف ضد مثل هذا القرار، وكذلك الصحف الكبري، وكأن البيت الأمريكي تزلزل بفعل هذه القنابل الصوتية والمواقف الارتجالية غير المدروسة وغير الاستراتيجية'.
ويؤكد الدكتور بكيس عدم إمكانية الالتفاف علي الملف النووي الإيراني، مذكرا بما قاله وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عندما وقع علي الاتفاق: 'إن إيران اكتسبت المعرفة'. وبحسب الدكتور بكيس هذا معناه في الواقع 'أن هناك 10 آلاف باحث نووي في إيران، مقارنة بباكستان التي لا يوجد بها أزيد من 37 باحثا نوويا، وهو يعني أن المعرفة النووية أصبحت واقعا في إيران لا يمكن الالتفاف عليها'، وهذا الواقع قفز عليه دونالد ترامب بصورة مباشرة.
كما ذكر الكتور بكيس بموقف حلفاء أمريكا الرئيسيين والفعليين والاتحاد الأوروربي الذي، بعد نصف ساعة من تصريحات ترامب ندد بذلك، وقال إن إيران التزمت بالاتفاق، وذهب وزير الخارجية الألماني أبعد من ذلك عندما قال 'هناك إمكانية انفتاح أوروبا علي الصين وروسيا'. وهذا يعني –حسب الدكتور بكيس- 'أن المعادلات تتغير، وكأن هذا المحور يتفكك تحت ضربات متتالية، في حين أن المحور الآخر يكسب نقاطا في كل الجولات'.

**كيف يمكن الحديث مستقبلا عن إجراء اتفاق؟
وعن تداعيات قرار الرئيس الأمريكي حيال الاتفاق النووي مع إيران، يري حسن خلاص أن رفض ترامب المصادقة علي احترام إيران للاتفاق 'يضع الكرة في مرمي الكونغرس الأمريكي الذي له 60 يوما لاتخاذ موقف'، مشيرا إلي 'صعوبة وضع الكونغرس الأمريكي المنقسم علي نفسه بين من يحاول إدخال تعديلات علي نص الاتفاق، وهذا ما ترفضه الإدارة الإيرانية تماما، وبين إعادة فرض العقوبات الاقتصادية علي إيران'، مرجحا أنه 'ليس هناك حماس لدي الكونغرس لمسايرة ترامب'.
وعن موقف الاتحاد الأوروبي من قرار ترامب، يري حسن خلاص أن خلفيات الطرفين تجاه الاتفاق تختلف، 'فخلفيات ترامب مع حلفائه الجدد في الشرق الأوسط، في إشارة منه إلي السعودية، وضرورة مسايرتهم وفق أجندة، وبالتالي معاداة إيران بأي ثمن وبأي شكل'.
كما أشار خلاص إلي أن 'هناك في الخلفية مشكلة كوريا الشمالية'، متسائلا: 'كيف يمكن الحديث مستقبلا عن إمكانية إجراء اتفاق مع كوريا الشمالية والتجربة تدل علي أن الولايات المتحدة بسبب أو بغير سبب تتراجع عن التزاماتها فيما يخص الاتفاق الإيراني، وكوريا الشمالية لا يمكن إقناعها مستقبلا بالجلوس إلي طاولة المفاوضات أو إبرام اتفاق معها. فتنصل الولايات المتحدة الأمريكية من التزاماتها يشجع كوريا الشمالية علي الراديكالية وعدم الانصياع للشرعية'.
في السياق نفسه يري الأستاذ عبد الهادي خربوش أن 'هناك اقتناعا أوروبيا بأن تفكيك هذا الاتفاق وفي هذه الظروف يمكن أن يشكل تهديدا للسلم والأمن الدوليين، ويمكن أن يضعف كافة المعاهدات'، متسائلا: 'إلي أي مدي يمكن أن تلتزم الدول بمعاهدات منع انتشار الأسلحة'؟
أما الدكتور نور الدين بكيس فيصر علي أن ترامب ظاهرة صوتية لا غير، ويري أن 'ما يقال وما يسوق إعلاميا يختلف عما يحدث في أرض الواقع'، وأن 'هناك تضليل إعلامي، وهناك مفرقعات إعلامية تشعر أن الأوراق مبعثرة وليس هناك منتصر وليس هناك منهزم واضح، وأن 'هذا أمر يحسنه ترامب'.
ويضيف نور الدين بكيس، في هذا السياق قائلا: 'منذ 1990 دخلت أمريكا 27 نزاعا مسلحا لم تستطع حسم نزاع واحد، الوضع تغير في أمريكا، ليست هناك قدرة رغم أنه الجيش الأمريكي هو الأكثر تطورا سلاحا في العالم، وقدرات أمريكا تفوق حجم الجيش الروسي 23 مرة، في حجم الإنفاق العسكري سنويا، لكن الجيش ليس له معنويات لخوض معارك، ليست هناك نفسية لخوض معارك جديدة'.
من هذا المنطلق يؤكد الدكتور بكيس أن 'حلفاء ترامب لم يعودوا يستمعون له ولا يؤمنون به، حتي تركيا غيرت المعادلة، ولم يعد هناك إلا بعض المراهقين السياسيين الذين يثقون في ما يقوله ترامب، لأنهم لا يجدون حلولا أخري'، بالمقابل 'مضي عامان علي الاتفاق النووي أفرزت واقعا جديدا، وأهم واقع أن هناك استثمارا أوروبيا في إيران'، يضيف الدكتور بكيس.
أما عن الموقف الإيراني من قرار الرئيس الأمريكي، فيري الدكتور بكيس أن 'الأحداث أثبتت أن إيران لها حلولا وبدائل، وقد استفادت من الانفتاح لمدة سنتين اقتصاديا وديبلومسا وماليا'. كما يري الأستاذ عبد الهادي خربوش أن 'إيران لن تتأثر بمثل هذا القرار، خاصة مع وقوف جميع الدول إلي جانبها'.
انتهي**472**2041** 2342

www.irna.ir

تحقق أيضا

قيادي في حركة فتح: نحن جزء أصيل مما يجري من مواجهة في القدس

وقال في تصريح خاص لمراسلنا ان معظم قيادات فتح بالمعتقلات نتيجة ما قاموا به في …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *