الصفحة الرئيسية / سیاسیة / النظام البحريني وإستراتيجية إستيراد الأزمات

النظام البحريني وإستراتيجية إستيراد الأزمات

استراتيجية استيراد الازمات التي يعتمدها النظام اخذت تثير السخرية ، فعلي سبيل المثال ، الحريق الذي اندلع بأنابيب النفط في قرية بوري صباح يوم السبت 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2017، اعتبرته سلطات البحرين “عملا ارهابيا” واتهمت كالمعهود ايران ، في الوقت الذي أعلنت شركة نفط البحرين “بابكو”، أن الحريق كان ناتجا عن تسرّب في خطوط النقل!!.
النائب البحريني السابق علي الاسود شدد عبر حسابه علي موقع التواصل الاجتماعيّ «تويتر»، علي أنّ «القوي الديمقراطية المعارضة تدين العنف والتخريب – بلا مزايدات- ولديها مطالب سياسيّة بعيدا عن القضايا الأمنية، والوقوف علي تلك المطالب لا يرتبط بافتعال قضايا ومشاكل بين البحرين ودول الجوار”.
اما ايران فقد دعت السلطات البحرينية للكف عن توجيه اصابع الاتهام زورا اليها بعد كل حادث يقع في البحرين ، مذكرة هذه السلطات بان عهد الاتهامات الصبيانية قد ولي.
من الجوانب المضحكة المبكية لاستراتيجية استيراد الازمات من قبل السلطات البحرينية ، كانت تعاملها مع الزعيم الوطني الامين العام لجمعية الوفاق الشيخ علي سلمان الذي يقضي منذ 28 ديسمبر/كانون الأول 2014، حكما بالسجن 4 سنوات بتهم الترويج لتغيير النظام ولارتباطه بايران ، الا ان عقلية السلطات البحرينية تفتقت هذه المرة عن فكرة جديدة لتنويع مصادر استيراد الازمات ، في اطار استراتيجيتها المعهودة ، فكسرت “احتكار” ايران كمصدر لتصدير الازمات الي البحرين ، بعد ان وجدت في قطر ، مصدر آخر جديد لهذه الازمات ، اثر غضب السعودية علي الدوحة بسبب الاختلاف الذي نشب بينها وبين الرياض حول تمويل وتسليح الجماعات التكفيرية في المنطقة.
قبل ايام احالت النيابة العامة البحرينيّة، الشيخ علي سلمان، والشيخ حسن علي جمعة سلطان وعلي مهدي علي الأسود إلي المحكمة الكبري الجنائيّة، بعد أن أسندت إليهم تهمة «التخابر مع قطر، والسعي لإسقاط نظام الحكم في البلاد، وإفشاء أسرار الدفاع إلي دولة أجنبيّة، وإذاعة أخبار كاذبة” ، وتم تحديد يوم 27 تشرين الثاني / نوفمبر الجاري موعدا للنظر في القضية.
الجانب المضحك في قضية اتهام الشيخ علي سلمان بالتخابر مع دولة أجنبية (قطر) بقصد الإضرار بمصالح البحرين القومية بغية إسقاط نظام الحكم في البلاد ، هو ان إن المكالمة التي جرت بين الأمين العام لجمعية الوفاق الشيخ علي سلمان مع وزير الخارجية ورئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم آنذاك حصلت بعلم السلطات في البحرين، فهي من طلبت ذلك منه، وتفاصيل المكالمة التي شاهد علي ذلك.
المعروف ان قطر حاولت التوسط بين المعارضة والنظام البحريني في بداية الحراك الوطني في البحرين عام 2011 ، من اجل الوصول الي صيغة ترضي الطرفين ، وقد لاقي المسعي القطري في البداية تجاوبا من السلطات البحرينية ، فسمحت حينها للشيخ علي سلمان ، لمكانته وشعبيته وحكمته ، بالحديث مع حمد بن جاسم ، وان نص المكالمة موجود ، الا ان السلطات البحرينية ترفض نشرها بالكامل ، لانها ستكشف براءة الشيح سلمان من التهم الموجهة اليه ، فكل الحديث كان يدور علي ضرورة الحفاظ علي الطابع السلمي للحراك وعلي ضرورة ان تسمع السلطات البحرينية مطالب الشعب المشروعة.
جمعيّة الوفاق الوطني وصفت اتهام السلطات البحرينيّة لأمينها العام الشيخ علي سلمان بالتخابر مع قطر بأنه كيدي ومصطنع، ويعكس حجم الأزمة التي تعيشها السلطة مع الشعب، ومع الاقليم والمجتمع الدولي .. الاتهام محاولة للهروب من الاستحقاق السياسيّ الملح بضرورة التحول الجذري والكامل نحو الديمقراطيّة ، لافتة إلي أن استيراد الأزمات الإقليمية للضغط علي المعارضة لا يلغي تمسّكها بثوابتها الوطنية، أو كونها شريكا أساسيا في صناعة مستقبل الاستقرار السياسي بالبحرين.
الامر الذي يثير اهتمام المراقبين في كل ما يجري في البحرين لاسيما منذ عام 2011 ، هو الالتزام المطلق للمعارضة البحرينية بسلمية حراكها ، وعقلانية ممارساتها وخطابها الوطني الشامل ، ورفضها الانجرار نحو الصدام مع السلطات ، بالرغم من كل الممارسات التعسفية ضد الانشطة المدنية والحرك الحضاري للشعب البحريني ، والتي اثارت حفيظة حتي حلفاء النظام في الغرب ، الذين اخذوا ينتقدون علانية ممارستها التي تنتهك ابسط الحقوق الانسان.
تمسك الشعب البحريني بسلمية تحركه رغم كل الضغوط والممارسات التعسقية للنظام ، هو الذي جعل النظام يتخبط ويعتمد استراتيجية استيراد الازمات ، التي اثارت ومازالت تثير سخرية المراقبين للمشهد البحريني.
المصدر: شفقنا
إنتهي**1110**1369

www.irna.ir

تحقق أيضا

قيادي في حركة فتح: نحن جزء أصيل مما يجري من مواجهة في القدس

وقال في تصريح خاص لمراسلنا ان معظم قيادات فتح بالمعتقلات نتيجة ما قاموا به في …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *