مسيرة العودة تُوحّد الفلسطينيين .. و تُبدد أوهام صانعي 'صفقة القرن' التصفوية

ويُحسب لهذه المسيرة أنها نجحت في إرباك حسابات العدو حتي قبل أن ينطلق قطارها، وهو ما عكسته موجة التحريض الواسعة ضد غزة، والتي تُرجمت بقتل (15) شاباً، وجرح أكثر من (1500) ؛ غير أن ذلك لم يفت في عضد أبناء تلك الأرض الأوفياء لقضيتهم ؛ بل زاد من حماستهم لتوسيع دائرة المشاركة في الزحف الجماهيري إلي أقرب نقطة تُطل علي القري المدمرة والبلدات المسلوبة ؛ لكي تجدد العهد معها، بأن تبقي حافظة لوصية الأجداد الذين رحلوا دون أن تكتحل أعينهم بمسقط رأسهم.
وبدوره، أشاد الأمين العام السابق لحزب 'التجمع الديمقراطي' في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948 عوض عبد الفتاح بالملحمة التي سطرتها جماهير غزة في مواجهة آلة البطش 'الإسرائيلي'.
وفي حديث لمراسل وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء 'إرنا'، قال 'عبد الفتاح'، :'صحيح أن هذا الفعل الوحدوي الخلاق ما زال في بدايته، إلا أنه وضع حجر الأساس لمرحلة نضالية جديدة ، وهذا هو المطلوب فعلياً'.
واضاف، 'الزحوف الضخمة التي وصلت إلي محيط السياج الاحتلالي الفاصل وضعت الجميع عند مسؤولياته لجهة مساندة التحرك المشروع وصولاً إلي تحقيق العودة، وعليه لا مجال لاستمرار السجالات الجانبية'.
و رأي 'عبد الفتاح' أن الأيام القليلة القادمة هي بمثابة 'امتحان' لمختلف الأطراف ، وفي المقدمة منها : الهيئات التمثيلية، والقوي، والمرجعيات الرسمية و الحزبية التي يتوجب عليها أن تجاري الأداء الطليعي للجماهير.
ومن جانبه، قال عضو المكتب السياسي لحركة 'الجهاد الإسلامي' محمد الهندي، :'إن مسيرة العودة ، وما صاحبها من روح حماسية لدي أبناء الشعب الفلسطيني تثبت للعالم أجمع ، وللعدو من قبل أنَّ هذا الشعب عصي علي الانكسار، وأنه قادر علي مواجهة المؤامرة التي تعصف بقضيته الوطنية حتي وإن بقي وحيداً'.
ولفت 'الهندي' إلي أن ما حصل عند أطراف غزة ، يحمل رسائل عديدة ، وفي أكثر من اتجاه.
وأضاف، 'من بين الرسائل البارزة، وهي موجهة للعالم الظالم، وأصحاب الضمير الإنساني الميت الذين يصمتون علي المذابح والمجازر الصهيونية منذ 70 عاماً، أنَّ المقاومة في التركيبة الداخلية للفلسطينيين، ولن يستطيع أحد أن يسلبهم إياها أو أن يشوه نظرتهم نحوها'.
ومن ناحيته رأي المفكر الفلسطيني د. علاء أبو عامر، أن 'إسرائيل' تريد الحفاظ علي الوضع الراهن إلي الأبد ، والذي يمكن تلخيصه بـ'حالة اللا حرب ، و اللا سلم'.
وأضاف 'أبو عامر'، 'هذه السياسة هي نفس ما تتبناه الصهيونية العالمية، ولذلك كان لزاماً علينا كفلسطينيين أن نكسر تلك القاعدة من خلال ابتكار أساليب نضالية إبداعية'.
وخلص للقول، :'إن مسيرة العودة هي قمة الإبداع، ولذلك يتوجب أن تتواصل لحين انتزاع الحقوق المشروعة'.
انتهي ** 387 ** 1718