الشعب اللبناني سئم التصريحات المتكررة للساسة

وجرت المقابلة في مقر ياغوبيان الانتخابي في منطقة الاشرفية. وقدمت ياغوبيان ترشيحها عن مقعد الارمن الارثوذكس في دائرة بيروت الاولي في اطار الانتخابات التشريعية التي ستجري يوم الاحد المقبل.
وبولا (بوليت) ياغوبيان 42 عام ا تعرف كمذيعة تلفزيونية اكثر من اي شيء آخر اذ انها تنشط في هذا المجال منذ عقدين واهم فترة عملها كانت في تلفزيون المستقبل التابع لرئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري وان المقابلة التي اجرتها مع الحريري خلال ايام تقديم استقالته في الرياض اخذت صدي إعلاميا بيد انها تركت المستقبل منذ فترة.
وتفكر ياغوبيان حاليا بالدخول الي البرلمان وتعتبر نفسها جزء من المجتمع المدني وتقول ان فترة الساسة والاحزاب التقليدية في لبنان قد ولت وان هولاء الساسة والاحزاب ليسوا قادرين علي ادارة شوون البلاد.
وتتهم ياغوبيان ما تصفه الطبقة الحاكمة بالفساد وتقول ان المجتمع المدني يجب ان ينقذ لبنان من سوء الادارة والفساد الاداري من خلال الدخول الي البرلمان ومساءلة المسوولين.
وبالرغم من ان ياغوبيان عضو في حزب 'سبعة' الذي تم تاسيسه منذ فترة فانها تعتقد بان اعضاء هذا الحزب هم المجتمع المدني.
وتحدثنا مع ياغوبيان حول قدراتها، وكيف ستتمكن من تحقيق هذه الاهداف.
*ارنا: لماذا تركتي الاعلام واتجهتي للسياسة، مع العلم أن هذه ظاهرة موجودة بالعالم, هناك الكثير من الاعلامين يتجهون لعالم السياسة، ولكن للاعلام دور مهم جداً في تشكيل الرأي العام والمحاسبة والمراقبة وإحداث فرق ؟ما أسباب توجهك نحو السياسة ؟
**ياغوبيان: أنا صحافية منذ 25 سنة، عملت أخر 10 سنوات في تلفزيون المستقبل، وقبلها 15 سنة علي أكثر من شاشة. كنت دائماً أتكلم عن مسائل متعلقة بحياتنا كمواطنين بأننا نستطيع أن نكون شعباً واحداً، نكون شعباً واحداً بمصلحتنا المشتركة. لكنني اكتشفت أن هذا لايقدم ولا يؤخر، يعودالناس للاصغاء للسياسي وتصديقه ،فهو يخيفهم ويمارس تغذية الخوف عليهم يومياً ,ويعود ويصنفهم للأسف مكونات، ويشد عصبهم ويعود وينال رضاهم بالصناديق ويقدم وجوه جديدة، ويقوم بحملات تجميلية طويلة عريضة ونبقي في مكاننا، ويا ليتنا نبقي في مكاننا، من الواضح انه لا توجد فرص عمل ولا هواء نظيف ولا في أي قطاع سنتحدث عنه سوياً، نحن في أسوأ درك، لذلك أحاول مخاطبة الناس بطريقة مختلفة.
نحن اليوم نخاطب الناس ونقول لهم ... لا تسمحوا لهم بالضحك عليكم كل مرة بالانتماء وبالهوية وبالغرائزية، اعملوا العقل والمنطق وصوتوا للناس الذين تستطيعون محاسبتهم، لأن الزعيم القادم من وراء طائفة أو من وراء مجموعة لديها سطوة وقوة لا نستطيع تغييره،اذا قدم وجها سيئا جداً من وجوهه يغيّر هذا الوجه، تغيير الوجوه عبر الأحزاب الموجودة الحاكمة هو مثل رقعة جديدة لثوبٍ قديم، و ليست وجوهاً جديدة.
*ارنا: حضرتك وما يسمي بالمجتمع المدني الذي هو مفكك وليس متضامن، وهذه ملاحظة تؤخذ عليه، وأيضاَ سياستكم وخطابكم نقدي للطرف الأخر، ولكننا لم نر مشروعا متكاملا يقدم للرأي العام اللبناني لحل مشاكله، هل يكفي النقد لإحداث التغيير؟
**ياغوبيان: الذي لم ير المشروع يعني أنه لم يقرأ، للأسف نجري مقابلات لا نسأل فيها عن مشروعنا، وعندما نتحدث عنه يضجرون ويتعبون، لأن المشروع طويل عريض ومحكي عنه. عندما أعلنا أسماء المرشحين ، ولم تحضر أية قناة تلفزيونية لتغطية الاعلان، كنا في حينها نتحدث عن المشروع
*ارنا: ما هي المعالم الرئيسية في المشروع؟
**ياغوبيان: كتبنا برنامجنا في كتيب تبلغ عدد صفحاته المائة وهو يتضمن كل التفاصيل المملة، ولكن لا أحد لديه الصبر لقراءة التفاصيل.
*ارنا: ماهو المدخل لمعالجة مشكلة الفساد الكبيرة والتي يتحدث عنها الجميع في البلد بنظركم؟
**ياغوبيان: مدخل معالجة الفساد عندما يبدأ الشعب بالمحاسبة، ليس أنا التي سأقوم بمعالجة الفساد،أنا أقدم فرصة للمواطن عبر الطلب منه معاقبة السلطة السياسية التي جعلت أوضاعك بهذا السوء.
*ارنا: أين مدخل معالجة الفساد؟
**ياغوبيان: لا تستطيع ايقاف الفساد اذا لم يكن معك أناس ترغب بايقاف الفساد
*ارنا: انت تعتبرين نفسك إعلامية أو سياسية؟
**ياغوبيان: أنا كنت بالاعلام السياسي طوال حياتي ، بس أنا لما كنت غطي الخبر ، الخبر تقع تداعياته علي وعلي أولادي ، يعني لما يكون الخبر أن نهر الليطاني لونه أسود ولم يعد فيه أي سمك ولا أي حياة تعيش فيه،حتي الحشرات لا تعيش في أنهارنا، الي هذه الدرجة وصل التلوث ،نهر بيروت أيضا. تستطيع أن تري بالعين المجردة كم أصبح لبنان بلدا لا تستطيع أن تعيش فيه. بلد أصبح بأسوأ المعايير . أنا عندما أعطي كل هذه المسائل التي هي خبزي اليومي تريد مني أن لا أتأثر بأرضي التي لا أملك غيرها بمصلحتي وبصحتي وصحة ابني الذي لا أريد تهجيره.بالنسبة لي كل ما أستطيع فعله لتغيير الوضع القائم سوف أقوم به . واذا فزت أم لم أفز في السابع من أيار سوف أجعل محور حياتي دعم كل مجموعة تصوت ضد السلطة وأقف إلي جانبها .
*ارنا: تجربة المجتمع المدني بلبنان التي برزت بشكل كبير في موضوع النفايات ومن ثم في الانتخابات النيابية, تجربة ظهرت البعض أنها تشبه جدا السلطة من جهة الخلافات فيما بينها ، ومن جهة تحديد أولوياتها، ويتحدث أيضا عن فساد يشوب المجتمع المدني، كيف ستقنعين الناس أنكم تحدثون فرقا خاصة وكما يتضح أن حظوظكم بالفوز قليلة وأن عدد الفائزين من المجتمع المدني قليلين جدا؟
**ياغوبيان: بالنسبة التشابه بين المجتمع المدني والسلطة، أنا أوافقك الرأي، في مكان ما نحن كمجتمع مدني رسبنا، ولكن الفرق بيننا وبين الأحزاب التقليدية، أن المجتمع المدني يفرز من قبل الناس ، اذا نجحت في الانتخابات فذلك عبر أصوات الناس العادية ، اذا كان أدائي سيئاً، يرسلوني الي المنزل بعد أربع سنوات. يقوم الحزب بأسوأ الأحوال بتغيير بولا اذا كان أداوها سيئا ويرغب الناس بتغييرها ويبدلوها بكلوديت . يبقي الرأس الفاسد هو نفسه. لذلك أدعو الناس اليوم ان ينتخبوا قيادتهم من الأرض حتي يستطيعوا محاسبتها ، ولكن القيادات التي تفرض من الأعلي وتملك الكثير من الألوهية والتقديس هذا لا تستطيع الخلاص منه مثل الأخطبوط.
*ارنا: هو عمم تهمة الفساد علي كل الطبقة السياسية، وهذه أكبر خدمة تقدم للفاسد عندما تقولين له أن الكل فاسد، بذلك قمت بحمايته؟
**ياغوبيان: عندي دليل بأن الجميع فاسد، عندما يجلسون سوياً علي الطاولة نفسها ، ويتقاسمون المشاريع نفسها هذا أكبر دليل علي فساد الجميع ،عندما يجلس السارق مع غير السارق ، لا يقبل هذا الأخير تغطية السارق، كيف يغطون علي بعض ويشكلوا حكومة وحدة وطنية، هذا دليل أنه هناك وحدة وطنية بالفساد.
اذا قلتي لي أن زعيم يسرق أقل، أو يتاجر بالكبتاغون ولكن الآخر يهرب البضائع بالباخرة، بينما الزعيم الأخر أقل فساداً، لا أعلم من سيصدق هذا الكلام. ونحن نحاول نقنع الناس عبر مخاطبة عقولها، ونقول لهم كفي اقناع لكم بالانتماء وأنهم يحمون الطائفة وأنه لا يوجد بلد،ليس هناك طائفة محمية إن لم يكن لديك بلد ، أتمني أكون قد أصبحت الناس واعية قبل فوات الأوان.
*ارنا: قلت ان دليل فساد جميع السياسيين هو جلوسهم سويا علي طاولة واحدة، اذا ربحت في الانتخابات فستجلسين مع رابحين من مناطق أخري يحتمل أنهم زعماء ، كيف ستجلسين مع هؤلاء الزعماء علي طاولة واحدة؟
**ياغوبيان: نحن عاهدنا أنفسنا ان لا نقبل بأخذ حصة وزارية ومجلس علي طاولة السلطة التنفيذية ، في حال أخذ التحالف الوطني مقعدا نيابيا، فهذا المقعد قد أعطانا إياه الشعب اللبناني بالانتخاب ، أنا أجلس علي مقعدي واذا جلس الي جانبي سارق ، سأحاول أن أقنع الناس أن لا ينتخبوه في المرة القادمة، بل ينتخبوا أحدا أخر يشبهنا أكثر، هذا هو صراعنا. بينما اذا جلسنا معهم وأقرينا المشاريع والمواطنات وطلبنا منهم تغطيتنا بهذه المسألة غير الشرعية، ونحن نغطيكم بالمقابل بمسألة غير شرعية أخري.
*ارنا: من أين تمويلكم؟
**ياغوبيان: تمويلنا من شخصيات لبنانية مقتدرة قررت تصرف بالحزب، وأيضا تحدثنا خمسة آلاف مرة بهذا الموضوع ونشرناه علي موقعنا.
*ارنا: يعني لماذا يدفع لكم المال؟
**ياغوبيان: يوجد أناس في هذا البلد يرغبون بالعمل لتحسين البلد مستعدين يبذلوا جهد ومال وكل شيء أخر، وهم مقتدرين
*ارنا: ليس لديهم ارتباطات؟
**ياغوبيان: ليس لديهم أي ارتباط خارجي ولا أحد يهتم بهم ،هل دعي مؤتمر سيدر حزب سبعة أو دعي أحزاب السلطة.
*ارنا: هذا جزء من اللعبة، ألم يتجاوزوهم؟
**ياغوبيان: لعبة ماذا؟ ما هي المؤامرة؟ الممولين الخارجيين يهتمون الأحزاب القوية الموجود تبقي قوية وموجودة وتنفذ أجنداتهم، نحن بالحزب نمنع أي تمويل خارجي ، هذا موجود بمبادئ الحزب، نفصل أي منتسب للحزب نعرف بأخذه أموالا من الخارج ويعاقب، أنا واثقة مليار بالمئة أن الشباب الذين يمولون التحالف الوطني أو سبعة هم يدفعون من مالهم الخاص، أنا لا أعلم مصدر مالهم الخاص، منهم من لديه استثمارات في أفريقيا ، ومنهم ممثل لشركات تهتم بطباعة العملة، ولكن أكيد ومليار بالمئة لا يوجد أي دولة خارجية تهتم بهم، بل تريد الأقوياء وتمدد لهم حتي الدول الأوروبية وأمريكا.
*ارنا: انت كإعلامية ليس لديك خبرة سياسية؟ كيف ستعملين بدون خبرة؟
**ياغوبيان: أنا أعمل في الصحافة السياسية منذ ٢٥ عاما، ولدي شركة إعلامية يقوم عملها علي وضع استراتيجيات إعلامية وسياسية وتدريب اعلامي، وأنا أعمل في البنك الدولي بمجال التنوع والانصهار، وقد أختاروني من ست شخصيات في العالم لهذا العمل، ليس كل شخص يدخل الي البرلمان أن يكون متخصص ببناء معمل للكهرباء أو معالجة النفايات، مشكلتنا بلبنان ليس نقصا في الخبرة بل تنقص الارادة، لا يوجد أحد لا يعرف في لبنان أنه نبني معمل للكهرباء ونؤمن الكهرباء، أليس هكذا تفعلون في إيران؟ أنا أستطيع احضار عملي الي البرلمان المتعلق بالحياة السياسية وهدفي الأسمي ومعركتي معركة المواطنة، وأن يصبح اللبنانيون يفكرون فعلا بمصلحة مشتركة وشعب واحد، ليس هناك اختلاف بين حقوقه ... أنا عملي لا يتعلق ببناء الكهرباء ولا أفهم فيها كثيرا، ولكن بالعمل السياسي وبتواضع لدي خبرة كبيرة جداٌ، ولدي مجالي وأنا لا أتعدي فيه علي غيري.
*ارنا: كيف ستتمكنين من التغيير وتنفيذ مشروعك في حال فزتي بالانتخابات في ظل وجود 127 نائبا أخرين يمثلون تيارات مختلفة؟
**ياغوبيان: البرلمان اللبناني لا يراقب عمل الحكومة، لأن كل البرلمان ممثل بالحكومة، نحن نقول أننا سنكون هذه المعارضة التي لا تأخذ حصة أو أي حقيبة مهما كانت، سنبقي معارضة تراقب من الداخل.
لنفرض أيضاً أنني كنت مع ال127 نائبا كما تقول، سوف أعطيك مثلا للتوضيح أكثر،محرقة النفايات في المدور،هناك فلاتر تكلف كثيراٌ و تحتاج الي التغيير، من برأيك سوف يضبط هذه المعايير، عندها سأنزل أنا مع مجموعة شباب يؤمنون بأن هذه الطريقة الوحيدة للضغط علي هذه السلطة هو الشارع، سوف نقوم بقطع الطرقات، نجبرهم علي تغيير الفلاترعلي الوقت، أقول لك عملياً كيف تحث فرقاً، نحاول علي قدر الامكان تحسين المعايير التي لها علاقة بحياتنا كمواطنين علي أمل أن يري الشعب أداء مختلفا من المجتمع المدني بعد أربع سنوات ينجح عشرة وعشرين وثلاثين، ليقول المواطن عندها بأن وضعه أحسن من قبل، وهناك من يدافع عنه فعلاٌ دون أن يأخذ حصة ويسكت، لن تتخيل مدي قوة وتسلط أخطبوط الفساد في لبنان، هذه هي المشكلة التي يعاني منها اللبنانيون، فنحن لم نقدر أن نصبح بعد بلد لديه حد أدني من المقومات حتي اليوم.
انتهي**388**390**2054**2018 ** 1718