الصفحة الرئيسية / سیاسیة / الانتخابات لن تحدث اي تغيير في المشهد السياسي اللبناني

الانتخابات لن تحدث اي تغيير في المشهد السياسي اللبناني

جاء ذلك في حوار اجرتها معه وكالة الجمهورية الاسلامية للانباء 'ارنا' علي اعتاب الانتخابات البرلمانية اللبنانية التي ستجري يوم غد الاحد.
ولاينظر الأمين الي هذه الانتخابات بنظرة تفاؤلية حيث يعتقد انها لن تحدث تغييرا جوهريا علي الصعيد السياسي.
وتحدث الأمين في هذه المقابلة عن سعي رئيس تيار المستقبل سعد الحريري ووزير الخارجية ورئيس التيار الوطني الحر لانشاء حزب ليبرالي يحمل مشروعهما في المرحلة المقبلة وهو مشروع قائم علي تحييد الموقف السياسي والتركيز علي الاقتصاد.

وفي ما يلي نص الحوار:

*ارنا: هل تري ان الانتخابات النيابية الحالية وفق القانون الجديد ستسمح بدخول قوي جديدة الي المجلس النيابي القادم ؟
** الأمين: لا اعتقد ان هذه الانتخابات ستحدث اي تغير في المشهد السياسي او في طبيعة النظام. ما يجري هو عبارة عن اعادة تدوير للطبقة السياسية في لبنان ليس اكثر. فالاحتجاجات الكامنة عند الجمهور غير قابلة للصرف والانقسامات الطائفية تتقدم لذلك لا يمكن توقع تغيرات جوهرية.
ما هو مختلف اليوم انه خلال العقدين الماضيين كان هناك نفوذ للمسلمين، الان استعاد المسيحيون بعض نفوذهم ما سيدفع الي تغييرات علي صعيد تمركز الكتل الانتخابية . اما التغييرالجوهري في النظام الكبير فلم يحدث في السابق ولا اليوم ولا في المستقبل. في كل الاحوال، فان غالبية القوي الشعبية ممثلة في المجلس النيابي والاقلية فقط هم خارج التمثيل. والمشكلة ان الجمهور الذي لديه من يمثله عنده اولويات متناقضة حول الامال والتوقعات لذلك يلجأ هؤلاء الي العصبية الطائفية والي الاعتراض اللفظي لا اكثر. وبالتالي فاني اعتقد انه من الخطأ الرهان علي هذه الانتخابات من اجل ان تحدث تحولا في المشهد السياسي والاقتصادي في لبنان.

*ارنا: كيف تقرأ التحالفات الانتخابية في لبنان التي تبدو غريبة لاننا نري علي لوائح معينة تحالفات بين اطراف هي نفسها تتنافس علي لوائح اخري؟
**الأمين: لان هذه الانتخابات لن تحدث تغييرا لذا تصبح العملية الانتخابية عملية ميكانيكية ليس فيها اي نوع من الضوابط او السقوف. في القانون السابق كان يمكن للوائح ان تحمل مرشحين غير اقوياء . اللوائح كانت تشبه بالبوسطة التي تقل ركاب اقوياء وضعفاء يضمنون الفوز اما الانتخابات بحسب القانون الجديد فتفرض علي الراكب ان يكون لديه قدرة مالية ليساعد اللائحة علي الفوز. فالانتخابات في لبنان تقوم بجانب منها علي الرشوة وبيع الاصوات . بالنسبة لي انا اتفهم هذا الامر ولا اعتبره خيانة من قبل الناس فالذين يتقاضون الاموال يشعرون ان لا قيمة لصوتهم وبالتالي هم امام احد خيارين اما الانسحاب من العملية الانتخابية او تحصيل بعض العائدات المالية .

*ارنا: ولكن ما هو تفسيرك لهذا النمط من التحالفات ؟
**الأمين: لا يمكن ان نتحدث عن تحالفات سياسية ولكن هذه التحالفات فيها مؤشرات سياسية. وتمكننا من بعض الاستنتاجات ابرزها ان هناك تحالفا يتعزز بقوة بين التيار الوطني الحر وبين تيار المستقبل وكلا الطرفين يعمل علي تقويته. اعتقد ان الحريري وباسيل يسعيان الي انشاء حزب ليبرالي يحمل مشروعهما في المرحلة المقبلة وهو مشروع قائم علي تحييد الموقف السياسي والتركيز علي الاقتصاد. وكما كانت المقايضة في السابق قائمة بين الحريري وحزب الله علي اساس ان الاقتصاد يتولاه الحريري والمقاومة يتولاها حزب الله . ما اري انه سيحصل هو محاولة لتجديد العقد علي الشكل التالي : المقاومة اصبحت امرا واقعا لا يمكن تجاوزه ولها شبكة امان خاصة بها ولكن الكتلة الاقتصادية ليست محصورة عند الحريري بل هي مهمة كل من سعد الحريري وجبران باسيل .

*ارنا: ولكن هل يقبل حزب الله بهذه المقايضة الجديدة خاصة بعد ان رفع شعار مكافحة الفساد في المرحلة المقبلة ؟
**الأمين: لقد استخدم حزب الله مفردة مكافحة الفساد لتصل الي الجمهور ولكن المعركة المقبلة سيكون عنوانها برأيي هو الاستراتيجية الاقتصادية كما الاستراتيجية الدفاعية. وحزب الله سيكون معني بمناقشة هذه الاستراتيجية خاصة ان في لبنان من يميل الي اعتبار ان الفساد هو عبارة عن موظف يتلقي رشوة بينما المطلوب هو تغيير جوهري في البنية الاقتصادية اللبنانية .

*ارنا: ما هي المبادئ التي سيقوم عليها الحزب الليبرالي الذي سينشأ بين التيارين الوطني الحر والمستقبل ؟
**الأمين: سنكون مع حزب ليبرالي مؤيد للخصخصة ويعمل علي ضمان استثمارات اصحاب الرساميل الكبري. هذا النهج الاقتصادي يحتاج الي سلع قابلة للصرف وفي لبنان قطاعات قابلة للصرف مثل الكهرباء والنفط والاتصالات اضافة الي المرافق العامة . هذا سيضعنا امام مواجهة جدية في البلد .

*ارنا: هل هذا يعني اننا مقبلون علي مواجهة بين حزب الله والتيار الوطني الحر ؟
**الأمين: حزب الله سيكون في مواجهة مع ممثلي النظام السياسي والاقتصادي القائم وكل المنضمين اليه سواء كانوا التيار الوطني الحر او مصارف او مؤسسات دولية . حتي لو ان الحزب لم يخض المعركة بشكل كامل ولكن البلد مقبل علي مواجهة لان حجم التفاوت الطبقي مخيف . في لبنان 180مليار دولار ودائع و3% من اللبنانيين يملكون نصف هذه الودائع . هذا امر غير صحي وغير سليم ولا يمكن ان يستمر.

*ارنا: ما هو دور الخارج في رسم التحالفات الجديدة وتحديدا التحالف بين المستقبل والتيار الوطني الحر؟
**الأمين: خصوم المقاومة هم علي قناعة بان السلاح االذي يمكن ان يكون فعالا في مواجهة حزب الله هو الانهيار الاقتصادي الشامل.
الاميركيون يدرسون حجم تأثيره علي انصارهم . مقاربة هذا الموضوع من قبل الغرب والاميركيين تشبه الي حد بعيد مقاربة اسرائيل للحرب علي لبنان . فاذا ضمنت اسرائيل نتائج الحرب لناحية القضاء علي قوة المقاومة فهي ستنخرط فيها علي الرغم من الكلفة.
نفس الامر بالنسبة للاقتصاد . فاذا شعر الاميركيون ان الانهيار الاقتصادي سيؤدي الي توجيه ضربة في الصميم لحزب الله فهم لن يترددوا بجعل الاقتصاد اللبناني ينهار وهم يعتقدون ان هناك امكانية للتعويم ولمساعدة حلفائهم الغرقي الذين قد يتضرروا من هذا الانهيار.

*ارنا: هل تري ان اللجوء الي هذا السيناريو اصبح وشيكا ؟
**الأمين: ليس وشيكا فحسب بل ان الولايات المتحدة الاميركية بدأت فعليا بالتنفيذ وكل تحالف الحريري وباسيل قائم علي هذا العنوان ومؤتمر سيدر الذي عقد مؤخرا في باريس هو الاشارة العملانية علي هذه الخطوة .

*ارنا: الا يتناقض هذا الكلام مع ما يقال عن قرار دولي واقليمي باستقرار لبنان ؟
**الأمين: هم ليسوا مع الاستقرار . ولم يتوقفوا عن السعي المستمر من اجل قلب موازين القوي في لبنان . لقد حاولوا مرارا وتكرارا ولكنهم فشلوا . وقد ضغطوا علي حلفائهم من اجل الانخراط في معركة ضد المقاومة واحتجاز الحريري في الرياض جاء بسبب عدم التزامه بالمطالب التي توجهت اليه بضرورة الاصطدام بحزب الله . لم يتركوا اي باب للفتنة الا وطرقوه ولكنهم فشلوا. مؤخرا نشرنا وثيقة في صحيفة الاخبار عن نوايا سعودية لنقل المواجهة من اليمن الي لبنان. واسباب فشلهم ان من يعتمد عليهم الاميركيون كانوا يواجهونهم قائلين لسنا في حالة جهوزية لمواجهة حزب الله وان اي عمل نقوم به قد يؤدي الي مزيد من الخسائر ما يعني تعزيزا اضافيا لوضع المقاومة في لبنان. باختصار هم لا يملكون الاوراق الكافية لمعركتهم .

*ارنا: هل يملكون الاوراق في المعركة الاقتصادية ؟
**الأمين: نعم اعتقد انهم يملكون الكثير من الاوراق في هذا المجال .

*ارنا: ماذا عن معركة نزع سلاح حزب الله ؟ هل يمكن للتوازنات التي ستنتجها الانتخابات القادمة ان تؤثر علي هذا الملف؟
**الأمين: الشعارات حول نزع سلاح المقاومة لن تتوقف ولكنهم يعرفون انها غير قابلة للتحقق. ستستمر حالة ربط النزاع . خاصة ان هذا الهدف لم تستطع اسرائيل ولا الغرب تحقيقه والمفارقة ان هؤلاء يطلبون من اطراف لبنانية ما عجزوا هم عن تحقيقه .
انتهي**2018 ** 2342

www.irna.ir

تحقق أيضا

قيادي في حركة فتح: نحن جزء أصيل مما يجري من مواجهة في القدس

وقال في تصريح خاص لمراسلنا ان معظم قيادات فتح بالمعتقلات نتيجة ما قاموا به في …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *