قائد الثورة الاسلامية : يجب الحفاظ علي عزة الشعب ومصالحه بالمعني الحقيقي للكلمة

جاءت تصريحات قائد الثورة الاسلامية، صباح اليوم الاربعاء خلال زيارة سماحته لجامعة المعلمين بمناسبة اسبوع تكريم المعلم؛ حيث استقبل طلبة الجامعة ومعلميها واساتذتها وكذلك حشدا من المعلمي ومسؤولي وزارة التربية والتعليم.
واثني قائد الثورة الاسلامية علي مكانة المعلمين المرموقة؛ مؤكدا ضرورة الاهتمام بوضعهم المعيشي وو ضوع نظام اساسي شامل بهدف الي تطوير وزراة التربية والتعليم وتحديث هذه المؤسسة الهامة للغاية في البلاد.
وفي معرض الاشارة الي قرار امريكا الاخير حول الانسحاب من الاتفاق النووي، قال اية الله العظمي الخامنئي : سبق وان قلت مرارا بان لا تثقوا بامريكا.. كما هو الحال بالنسبة للمفاوضات مع الدول الاوروبية الثلاث؛ اقول بان لا تثقوا بهؤلاء ايضا ويجب ان تحصلوا مقابل اي اتفاقية علي ضمان حقيقي وعملي وفي غير ذلك لا يمكن مواصلة التحرك بهذه الصورة.
واشار قائد الثورة الاسلامية الي عداء اميركا لايران؛ مصرحا ان عداء الاميركيين المستمر والعميق والرامي للاطاحة بالنظام هو عداء ليس ضدي انا شخصيا او سائر مسوؤلي البلاد بل هو يستهدف النظام الاسلامي باكمله والشعب الذي اختار هذا النظام ويسير علي نهجه.
وتابع سماحته قائلا : حتي في عهد حكومة اوباما حيث كانوا يوجهون الرسائل ويطلقون بعض التصريحات في الحقيقة كانوا يهدفون للاطاحة، رغم تصرحياتهم الكاذبة بأن هدفهم ليس الاطاحة بالنظام.
واستعرض قائد الثورة الاسلامية بصورة عابرة مسار الامور التي ادت الي توقيع الاتفاق النووي، قائلا انه مع بدء القضية النووية واجراءات الحظر، كان هناك بعض الشخصيات المعروفة يقولون لي لماذا تصرون علي القضية النووية، اتركوا هذه القضية ليكف الاميركان عن ممارساتهم الخبيثة والعدائية.
واضاف، ان هذا الكلام كان خاطئا من عدة جوانب؛ احداها ان الطاقة النووية هي حاجة حقيقية للبلاد ولبضعة اعوام اخري تكون البلاد بحاجة الي 20 الف ميغاواط من الطاقة الكهروذرية.
واردف سماحته، لقد قلت لهؤلاء المسؤولين بان الطاقة النووية هي ذريعة ولو تراجعتم فيها سيتجه الاميركيون الي ذريعة اخري، ولقد حدث بالفعل ما كنا نقوله.
واشار قائد الثورة الاسلامية الي الذرائع الامريكية حول قدرات ايران الدفاعية والتواجد الاقليمي الايراني؛ مصرحا لو اعلنتم غدا باننا سوف لن نصنع الصواريخ او اننا سنحدد مدياتها ستنتهي هذه القضية، من المؤكد انهم سيطرحون ذريعة وقضية اخري لان عداءهم لنا بنيوي؛ ذلك ان اميركا تعارض الجمهورية الاسلامية الايرانية من الاساس.
واستطرد سماحته، ان السبب الاساس لهذا العداء الشديد يعود الي انتصار الثورة الاسلامية وتاسيس الجمهورية الاسلامية ما ادي الي قطع يد اميركا عن ايران؛ مؤكدا انهم يريدون تدمير النظام واعادة السيطرة علي ايران ذات الاحتياطيات المهمة والموقع الاستراتيجي.
واكد قائد الثورة الاسلامية، ان الاميركيين يبحثون عن عملاء لبعض حكام المنطقة الا ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تدافع عن عزة وعظمة وشموخ شعبها وهو ما لا يطيقونه.
وتطرق آية الله العظمي الخامنئي الي رسالة وجهها ترامب قبل عدة ايام الي بعض حكام دول الخليج الفارسي؛ مبينا ان الرئيس الاميركي امر حكام هذه الدول بان 'افعلوا كذا ولا تفعلوا كذا'، انهم يريدون ان يتعاملوا مع ايران بهذه الصورة لكنهم عاجزون لان الجمهورية الاسلامية حوّلت ذل شعبها وبلادها خلال العهدين القاجاري والبهلوي الي العزة والاستقلال والصمود ولن تتنازل عن مصالحها الوطنية.
واعتبر سماحته كلام ترامب الفظ والسخيف (ضد الجمهورية الاسلامية) بانه كان متوقعا؛ مؤكدا ان ايران ستبقي شامخة رغم عداء الحكومات الاميركية المتلاحقة.
ونوه قائد الثورة الاسلامية الي الشروط التي طرحها للقبول بالاتفاق النووي من جانب ايران؛ مصرحا ان احد هذه الشروط كان اخذ الضمانة الخطية وتوقيع الرئيس الاميركي انذك بالغاء الحظر، وبطبيعة الحال فان المسؤولين المحترمين بذلوا جهودهم لكنهم لم يستطيعوا؛ لتكون النتيجة بعد عامين ونصف العام من تنفيذ ايران لتعهداتها ان يعلن الرئيس الاميركي الخروج من الاتفاق النووي وبات يهدد الشعب الايراني.
واشار سماحته الي ما يتم الحديث عنه اليوم حول الاتفاق النووي مع الدول الاوروبية الثلاث قائلا، انني لا اثق بهذه الدول الثلاث ايضا واقول لا تثقوا بهم! إن اردتم التوقيع علي اتفاق فاحصلوا منهم علي ضمانات حقيقية وعملية ودون ذلك سيفعل هؤلاء غدا ما قامت به اميركا اليوم لكن باسلوب اخر.
واضاف، ان هذه القضية حساسة جدا، فان استطعتم ان تحصلوا علي ضمانات حقيقية وقابلة للثقة وهو بالطبع امر مستبعد جدا، فلا اشكالية في ذلك واستمروا في التحرك ودون ذلك لا تواصلوا بهذه الصورة.
انتهي ** ح ع