الصفحة الرئيسية / سیاسیة / 'أماني' بومبيو

'أماني' بومبيو

هذه 'الشروط ' الغريبة ، هي جانب من 'الاستراتيجية الامريكية الجديدة' ، التي كشف عنها وزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو امس الاثنين ، لمواجهة ايران ، وقد دفعت غرابتها حتي بومبيو نفسه للاعتراف بانها شروط 'تبدو غير واقعية .. الا انها اساسية' حسب تعبيره.
خطاب بومبيو يؤكد وبشكل واضح ان مشكلة ترامب لم تكن مع الاتفاق النووي او خوف امريكا من حصول ايران علي القنبلة النووية ، بل مع النظام الاسلامي نفسه ، وان 'استراتيجية ترامب الجديدة' التي اعلن عنها بومبيو ، هدفها الرئيسي والمعلن هو تغيير النظام في ايران عبر الضغط الاقتصادي علي امل حصول استياء شعبي واضطرابات داخل المجتمع الايراني.
لا يمكن وصف 'الشروط' التي وضعها بومبيو لايران ، الا ب'الاماني' ، التي طالما راودت عقول صقور الادارات الامريكية المتعاقبة ، والتي لم تر النور ابدا ، ولن تري النور في المستقبل ، لسبب بسيط ، وهو انها ليست سوي أماني.
يبدو ان الصقورية لدي بومبيو تعني اللاعقلية ، فهو يطالب الشعب الايراني بالتخلي عن ثورته ، وبحذف 40 عاما من تاريخه ، والعودة الي ما قبل عام 1979 ، لترضي عنه امريكا ، ولا ندري ما الذي اغري بومبيو علي ان يقول ما قاله بعد اربعة عقود من انتصار الثورة الاسلامية ، فهل ان ايران هي اضعف من ذي قبل؟، ام ان امريكا اقوي من ذي قبل؟.
لسنا هنا في وارد مناقشة مطالب بومبيو المضحكة حول القاء ايران لسلاحها والاستسلام لامريكا ، و عدم تهديد 'اسرائيل' ، وبعدم مساعدة حزب الله وحماس والجهاد الاسلامي ، واحترام سيادة العراق . وكذلك اكاذيبه حول علاقة ايران بالقاعدة وطالبان ، وهما صناعة امريكية بامتياز ، الا اننا سنتوقف قليلا جدا امام تهديده بفرض عقوبات لا مثيل لها في التاريخ علي ايران.
امريكا ستحاول فرض عقوبات اقتصادية علي ايران ، وهي الورقة الوحيدة القوية بيد امريكا ، الا انها لن تكون بالقوة التي يعتقدها بومبيو وسيده ترامب ، فالعقوبات الامريكية مهما بلغت لن تكون بفعالية العقوبات التي فرضت علي ايران في عهد الرئيس الامريكي السابق باراك اوباما ، لانها كانت مدعومة من الاتحاد الاوروبي ، اما اليوم فلن يستطيع ترامب ان يحظي بالدعم الاوروبي الرافض لسياسته غير المسؤولة ، ليس علي صعيد العلاقة مع ايران ، بل علي صعيد مجمل سياسته الاستعلائية مع العالم.
من المؤكد ان الاتحاد الاوروبي لن يتعامل مع القرار الامريكي في عهد ترامب كما كان يتعامل مع هذا القرار في عهد اوباما ، فالموقف الاوروبي من ايران لن يكون كما كان في عهد اوباما ، حتي لو لم ينجح الاتحاد الاوروبي في حماية شركاته العاملة في ايران من العقوبات الامريكية.
من الصعب علي الاتحاد الاوروبي ، ان يجد نفسه في حلف مع رجل مثل ترامب ، يحذره المقربون منه من لقاء المحقق الخاص روبرت مولر ، المكلف من وزارة العدل بالتحقيق في مزاعم تدخل روسيا بالانتخابات الامريكية ، للرد علي اسئلته ، خشية ان يخونه طبعه المتقلب!! ، الامر الذي دفع المنسقة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي فيدريكا موغيريني الي التعليق علي خطاب 'ألاماني' لبومبيو بالقول انه خطاب :'لم يثبت البتة كيف ان الانسحاب من الاتفاق النووي جعل او سيجعل المنطقة اكثر امانا حيال تهديد الانتشار النووي، او كيف سيجعلنا في موقع افضل للتأثير في سلوك ايران في مجالات خارج اطار الاتفاق'.
*شفقنا
انتهي**س.ر

www.irna.ir

تحقق أيضا

قيادي في حركة فتح: نحن جزء أصيل مما يجري من مواجهة في القدس

وقال في تصريح خاص لمراسلنا ان معظم قيادات فتح بالمعتقلات نتيجة ما قاموا به في …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *