الصفحة الرئيسية / اجتماعية / ازدياد عمليات تهريب المخدرات من الدول العربية الي العراق

ازدياد عمليات تهريب المخدرات من الدول العربية الي العراق

وخلال الاسبوعين الماضيين تمكنت قوي الامن العراقية من العثور ومصادرة حمولتين كبيرتين من المخدرات قادمة من الامارات والاردن.
الحمولة الاولي كانت قادمة من الامارات الي ميناء (ام قصر) في البصرة جنوبي العراق بواسطة شركة(مرسك) للنقل الدولي تحت غطاء انها حمولة'موز' وذلك بتاريخ 18 ايار(مايو) من العام الجاري حيث تم كشفها ومصادرة حمولتها .
وطبقا لما اعلنته مديرية المنافذ الحدودية العراقية، فان هذه الحمولة من المخدرات التي بلغ وزنها حوالي 450 كيلو غراما ويقال انها كانت من مادة الهيروين، قد تم اخفائها في احدي الحاويات.
وقد وصفت ادارة المنافذ الحدودية في البصرة هذه الحمولة بانها واحدة من اكبر حمولات المخدرات التي يجري مصادرتها، وقد كان للعثور علي هذه الكمية الكبيرة من المخدرات ومصادرتها، صدي واسعا في وسائل التواصل الاجتماعي، حيث ابدي مستخدمو هذه الوسائل امتعاضهم من هكذا اعمال تقوم بها دول عربية ضد بلدهم معتبرين ذلك محاولة من هذه الدول لحرف الشبان العراقيين وتدمير قواهم الروحية والنفسية.
وقبل فترة وجيزة من اكتشاف ومصادرة هذه الحمولة، تمكنت قوي الامن العراقية في منفذ (سفوان) الحدودي مع الكويت والواقع علي بعد 60 كيلومترا جنوب غرب البصرة، من العثور علي58 كيلو غراما من المخدرات ومصادرتها.
وفي يوم السبت الماضي المصادف 26 ايار (مايو) تم اكتشاف حمولة كبيرة من المخدرات التي تضم مادة الافيون وحبوب الهلوسة قرب منفذ 'طريبيل' الحدودي مع الاردن.
وفي هذا المجال قال الفريق عامر الكبيسي قائد قوي الامن الحدودية في محافظة الانبار العراقية في تصريح لوسائل الاعلام ان هذه المخدرات كانت تحتوي علي 138 كيلو غراما من مادة الافيون و310 الاف حبة من حبوب الهلوسة، واكد الكبيسي ان قوي الامن الحدودية عثرت علي هذه الكمية من المخدرات بعد ان اشتبكت مع المهربين.
واضاف:ان المهربين كانوا ثلاثة اشخاص تم اعتقال اثنين منهم احدهم اصيب بجروح فيما لاذ الثالث بالفرار.
وتزامنا مع إعداد هذا التقرير اعلنت مصادر قضائية عراقية عن العثور علي اكثر من مليون حبة من حبوب الهلوسة وذلك في مطار بغداد الدولي.
واكدت هذه المصادر ان هذه الحبوب التي يبلغ عددها مليون وستة وثلاثين الف حبة تم العثور عليها في مخازن الحمل الجوي في مطار بغداد الدولي تحت غطاء انها معدات خاصة بالهواتف الجوالة تم استيرادها لاحدي الشركات الاهلية.
ولم تشر هذه المصادر الي المبدأ الذي تم شحن هذه الحبوب المخدرة منه، ولكن يبدو انها كانت قادمة من احدي الدول العربية الواقعة علي الخليج الفارسي.
ان ازدياد ظاهرة تهريب المخدرات من الدول العربية الي العراق، اضحت مصدر قلق كبير للرأي العام في العراق خاصة وان تقارير مكتب الامم المتحدة لمكافحة المخدرات اشار الي ان العراق يتحول حاليا من ممر لعبور المخدرات الي مستهلك لها.
وطبقا لهذه التقارير فان 10% من المخدرات التي تمر عبر العراق الي دول اخري يتم استهلاكها محليا، وتشير تقارير مكتب الامم المتحدة لمكافحة المخدرات وتقارير وزارة الصحة العراقية ان ثلاثة عراقيين من كل عشرة افراد يتعاطون المخدرات وحبوب الهلوسة والخمور حيث تتراوح اعمارهم بين 18 و30 عاما.
وما يثير القلق في هذه التقارير هو اولا: نوع المواد المخدرة التي يجري تعاطيها وثانيا: المناطق التي يتم استهدافها بالمخدرات.
وطبقا لهذه التقارير فان كميات كبيرة من المخدرات تاتي عبر ميناء ام قصر وبقية موانيء جنوب العراق حيث يتم ضبطها،وتجدر الاشارة الي ان حبوب الهلوسة يتم تهريبها الي السوق العراقية تحت واجهة منشطات بدنية.
ادارة المنافذ الحدودية في محافظة البصرة العراقية اعلنت في وقت سابق انه تم العثور خلال الاسابيع القليلة الماضية علي 16 مليون حبة هلوسة من نوع (كبتاغون) وذلك في ميناء ام قصر تبلغ قيمتها حوالي 60 مليون دولار، حيث تم اخفاء هذه الحمولة في حقائب مدرسية.
وتجدر الاشارة الي ان حبوب (كبتاغون) هي اكثر الحبوب تعاطيا في اوساط داعش حيث يتعاطها افراد التنظيم قبل القيام بعملياتهم الارهابية في العراق لما لها من تاثيرات وحشية علي الانسان بحيث تقضي علي حالة الخوف والرهبة لديه.
وهذه الحبوب يتم ايضا تعاطيها بشكل غير قانوني منذ عشرين عاما في الدول العربية المطلة علي الخليج الفارسي.
ولا توجد احصاءات دقيقة عن عدد المدمنين علي المخدرات في العراق، ولكن التقرير الصادر عن اللجنة الوطنية العليا لمكافحة المخدرات في العراق تحدث عن وجود حوالي الف مدمن علي المخدرات في البصرة وحدها التي تقع علي بعد 550 كيلومترا جنوب بغداد، ويقدر التقرير عدد المدمنين علي المخدرات في كافة انحاء العراق بحوالي سبعة الاف مدمن.
ولم يتضح ما اذا كانت هذه الاحصائيات المذكورة هي احصائيات حقيقية لعدد المدمنين علي المخدرات في العراق، وذلك لان الارقام المذكورة آنفا لا تتطابق مع الاحصاءات الصادرة من الجهات المعنية في الامم المتحدة، او ربما تشير فقط الي عدد الذين تم اعتقالهم لهذا السبب.
ويعتقد الخبراء المعنيون بظاهرة انتشار المخدرات في محافظات جنوب العراق بانها سياسة تخريبية ممنهجة تقوم بها بعض الدول العربية المطلة علي الخليج الفارسي وخاصة السعودية التي تحاول ايجاد موطيء قدم لها في المحافظات الشيعية.
والجدير بالذكر ان ظاهرة تعاطي المخدرات في العراق شهدت تناميا بعد احتلال هذا البلد من قبل امريكا، ويقال ان العراق قبل الاحتلال الامريكي كان خاليا تقريبا من المخدرات الا انه بعد الاحتلال اخذت المخدرات تدخل عن طريق التهريب الي العراق بصور مختلفة بما فيها حبوب الهلوسة.
ومن هنا ونظرا لمطالب الرأي العام ومراجع الدين العظام في النجف الاشرف وعدد من القادة السياسيين فقد بدأت الحكومة العراقية وبقية الجهات المعنية بمكافحة جدية للمخدرات ومهربيها، وفي هذا المجال ايضا صادق البرلمان العراقي في شهر تشرين الثاني(نوفمبر) من عام 2016 علي القانون الخاص بمكافحة المخدرات موفرا بذلك الارضية القانونية اللازمة لمواجهة هذه الظاهرة الخبيثة.
ومع كل ذلك فان الخبراء في هذا المجال يعتقدون ان علي الحكومة العراقية ان تمارس ضغوطا علي دول الجوار خاصة المطلة منها علي الخليج الفارسي لكي تتخذ اجراءات اكثر جدية في مجال مكافحة تهريب المخدرات وخاصة حبوب الهلوسة من مراكزها التجارية الي العراق.
خاورم*380*ع ص ** 1837

www.irna.ir

تحقق أيضا

مساعد وزير الصناعة: 2200 وحدة صناعية عاطلة ستعود الى عجلة الانتاج

وقال زرندي في تصريحه الخميس خلال جلسة حوار بين الحكومة والقطاع الخاص في محافظة كهكيلوية …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *