solhkhabar
وقالت مديرة قناة 'الشروق. تي. في' الصحفية 'ناهد زرواطي' التي عملت مراسلة حرب في ليبيا وسوريا لـ مراسل إرنا إن 'رهانات التغطيات داخل الحروب لا تشبه أية تغطية أخري، مشيرة إلي أن 'الرهان صعب وثقيل، فلا ضمانات ولا غطاء سياسي أو اجتماعي، ولا أمني'.
في هذا السياق أكدت الصحفية ناهد زرواطي إلي أن مراسل الحرب محكوم 'بتحفظ شديد، وخوف دائم وهواجس، ومخلفات نفسية فيما بعد ذلك'
وأوضحت ناهد زرواطي أن رهان المراسل داخل بؤر التوتر، 'بعد سلامته الجسدية والفكرية، هو الوصول إلي الحيادية'، معتبرة أن هذا الحياد 'يكلف المراسل الأمرين الاثنين معا السلامة الجسدية والفكرية'.
وبحسب ناهد زرواطي، فإن المراسل الصحفي أمام 'معادلة صعبة'، بين محاولة عدم التأثر بالتوجهات السياسية وبين أداء مهنته النبيلة بحيادية'، مشيرة إلي أن مسألة الحياد هذه مفهوم مطاط ومسألة نسبية، لأن المراسل بشر وله تعاطف مع طرف علي حساب أطراف أخري'، موضحة أنه 'لا يمكن أن تطلب من مراسل صحفي داخل فلسطين المحتلة أن يكون محايدا وهو يغطي ما يقترفه الاحتلال الصهيوني'.
وتري الصحفية ناهد زرواطي أن المراسل، وبحسب الإمكانيات المتوفرة والمتاحة له، يتحول إلي مصدر معلومات 'غوغل مصور' يصل إلي أصعب نقاط العالم ويدخلها وينقل أخبارها'، مضيفة 'الإعلام يصنع رأيا. كما يصنع ثقافة شعب. كما يغير سياسة بلد. كما قد يحدث أزمات بين الدول'، أي أنه 'سلاح ذو حدين، قد يقرب بين الشعوب وقد يشعل فتيل الحرب بينها'.
وتضيف ناهد زرواطي أن 'اليوم بعض الدول تلعب علي الإعلام لإيصال رسائل دبلوماسية، والوسيط هو المراسل'.
وعن دور المراسل الصحفي في مكافحة الفساد، قالت ناهد زرواطي إن المراسل الصحفي 'كمن يمشي حاملا كفنه'، لأن الأمر يتعلق 'ببارونات أصبحت تمتلك مجمعات إعلامية'، مذكرة 'كيف طردت صحفية أمريكية من منصب عملها في قناة عالمية معروفة، فقط لأنها فتحت ملفا خاص بالرئيس بوش آنذاك'.
وبحسب الصحفية ناهد زرواطي، فإن 'الأمر ليس حكرا علي الدول العربية والإسلامية، فحتي وسائل الإعلام العالمية متحكم فيها ومسيرة، ومن الصعب جدا أن يكون داخلها المراسل مهنيا وفاتحا لملفات الفساد'.
وتقول ناهد زرواطي إن 'الأمر نسبي، ومتوقف علي جرأة المراسل الذي قد يناسبه في هذه الحالات العمل كصحفي حر، ومن بعيد، حتي لا تفرض عليه قوانين داخلية، لكن بالمجمل قد يكلفه حياته أو عمله، وقد يكون لعنة تطارد لفساد كما قد تكون الجرأة لعنه تطارد المراسل'.
من جهته قال مراسل إذاعة 'بي. بي. سي عربي' الصحفي 'لعرابي عبد المومن' لمراسل إرنا إن 'مهنة المراسل الصحفي تعتبر الأصعب علي الإطلاق من بين المهن المتعلقة بالإعلام، بحكم أن المراسل يمثل مكتبا كاملا لوحده، ويعمل عمل فريق تواجهه صعوبات التنسيق، بالإضافة إلي صعوبة إقناع المسؤولين للإدلاء بالتصريحات'.
كما أشار مراسل 'بي. بي. سي' إلي 'تسارع الأحداث الذي يحد من قدرته علي الإلمام بكل ما يحدث في البلد الذي هو فيه والتواجد في كل مكان وأداء تغطية متميزة'.
ويقول لعرابي عبد المومن إن 'المراسل الصحفي يعيش دائما تحت سياسة البلد الذي يراسل منه، حتي وإن أراد التحرر من ذلك، بفعل الكثير من الضغوط السياسية والاجتماعية، ويعيش حالة من الاضطراب، حين تتصادم السياسة التحريرية للوسيلة التي يعمل بها، مع الوضع السياسي الراهن في بلده'، ولذا 'يحاول الموازنة دائما في هده الوضعية، وهنا تظهر قدرة المراسل علي تحدي الصعوبات'.
ويؤكد لعرابي عبد المومن المختص في الشأن الثقافي أن 'للمراسل الصحفي دور هام في التقريب بين الشعوب'ـ ومهمته تكمن في إظهار العمق الثقافي لكل منطقة ومدي تقاربها مع ثقافات البلدان الأخري، وإبراز المشترك بين الشعوب وثقافاتها والتركيز عليها، لا البحث عن المختلف الذي يؤدي للخلاف'.
ويري لعرابي عبد المومن أن 'الشعوب تتقارب حين تدرك مدي الترابط الموجود بين الثقافات، وحين تكتشف النقاط المشتركة في ثقافاتها ولهجاتها وحضاراتها الإنسانية'.
انتهي**472**2041** 2342