solhkhabar
وأضاف البغدادی، أنه "اضطر للذهاب إلى مصحة السجن بعد أسبوعین من سجنه، فتم تفتیشه قبل إعادته إلى زنزانته"، موضحاً أن "عملیة التفتیش لم تکن عملیة عادیة شبیهة بتلک التی نراها فی المطارات، حیث کان أعوان التفتیش یعاملون السجناء بخشونة وقسوة"، مشیراً إلى أن السجناء الآسیویین "عادة ما یتم لکمهم وصفعهم وإهانتهم، ولا یحق لهم الاحتجاج، فهم یخافون من أن تکون عقوبتهم أقسى من طریقة معاملتهم".
واستهجن البغدادی من التقریر الذی کتبه مؤخرا رئیس تحریر مجلة "فورین بولیسی" دیید روثکوبف، الذی قال فیه إن الإمارات "تسعى لإنتاج دولة ناجحة فی منطقة عرفت بسجلات حافلة من الفشل فی مجالات الحکم"، واضاف ، "من العجیب أن یتم ضرب المثل بدولة تسجن معارضیها، وتجردهم من الجنسیة، وأدت سیاساتها الخارجیة إلى عدید من الأزمات فی المنطقة".
وأردف: عادة ما یتم تلقیبه بالبلد التقدمی لأن له وزیراً للسعادة ووزیراً للتسامح ووزیراً للشباب، لکن ما مدى نجاح مثل هذه التجربة فی ظل غیاب العدالة والسیادة الأساسیة للقانون؟.
وأوضح، أنه لا یتمنى السوء للوزراء الجدد، لکنه اعتبر أن جهودهم "لن تؤدی إلى أی تحسن؛ ما لم یقفوا فی وجه المؤسسة الأمنیة، التی لا تعتمد أیة شفافیة أو سیادة قانون فی عملها. وعلى وزیر التسامح أن یبدأ بفتح تحقیق فی قضیة ضاحی خلفان، الشرطی الذی اتهم أوباما بأنه شیعی، ودعا إلى طرد جمیع الإیرانیین من الإمارات العربیة المتحدة، أو التحقیق فی قضیة وسیم یوسف، وهو وجه إعلامی معروف بخطاباته الطویلة التی تدعو إلى کراهیة الشیعة، والتی یقوم بنشرها على موقعی "یوتیوب" و"تویتر".
ودعا البغدادی وزیرة السعادة إلى زیارة أبناء السجین السیاسی محمد عبدالرزاق الصدیق والذین تم تجریدهم من جنسیتهم لأنهم احتجوا على عملیة سجن والدهم، وطالبها بزیارة سجن الصدر فی أبوظبی، حیث یتم معاملة العمال الآسیویین بطریقة وحشیة.
وشدد على، أن "ما تحتاجه الإمارات حقاً هو وزارة عدل مستقلة، فمن دون سیادة للقانون ومن دون حریات لن تکون هناک سعادة أو تسامح فی البلاد، وهذا ینطبق على الإمارات، أو أی بلد آخر".
وأوضح الکاتب، أن "الحریة هی دعامة السعادة، وخلف وزیرة السعادة یوجد عجز فی السعادة، فلا یمکن أن تکون سعیداً إن کنت تعیش فی قفص ذهبی، حتى وإن کان قفصاً من فئة خمس نجوم، مع منحدرات داخلیة للتزلج، ومتحفی لوفر وغوغنهایم. ولا یمکن أن تکون حراً حقاً إذا کنت تشاهد أناساً یتعرضون للاضطهاد، ولا یمکنک الاحتجاج، أو تقدیم ید المساعدة".
وختم البغدادی حدیثه للصحیفة البریطانیة بالقول: إن من السهل إلهاء الصحافیین الغربیین، حیث یتم استدعاؤهم لناطحة سحاب تطل على طریق سیارة ذات ستة ممرات، ویتم تعیین وزیرة للسعادة ووزیر للتسامح، وبذلک قد ینسَوا أن على الإمارات أن تدعم وتحمی حریة الرأی والتعبیر، وأن تجعل الجمیع مسؤولاً أمام القانون، بغض النظر عن الرتبة أو المکانة"، مؤکداً أن على الإمارات "إلقاء نظرة فاحصة على معاملتها للأجانب، والعنصریة المتفشیة فی سجونها، وإجراء محادثات حول آثار سیاستها الخارجیة المزعزعة للاستقرار".
وکالة تسنیم الدولیة للأنباء -