الصفحة الرئيسية / سیاسیة / القمة العربية في عمان: باهتة وبلا تأثير فعلي

القمة العربية في عمان: باهتة وبلا تأثير فعلي

منذ ذلك الوقت والقمم العربية في حال تراجع مستمر ، لم يخرق الا في قمة بيروت في العام 2002 عندما طرح العرب المبادرة العربية لحل الصراع العربي الاسرائيلي. حينذاك استطاع الرئيس اللبناني الاسبق ان يفرض 'حق العودة' كبند اساسي في المبادرة ما اعطاها منسوب ولو ضئيل من التوازن المطلوب .وعلي الرغم من الرفض الاسرائيلي المهين للمبادرة والذي عبر عنه رئيس وزراء الكيان انذاك ارييل شارون عندما قال انها لا تساوي الحبر الذي كتبت به الا ان بند المبادرة دخل البنود الروتينية التي درج وتتكرر في كل المقررات .
هذا الواقع ادي الي حال من انعدام الثقة الكبيرة بين المواطنين في مختلف الدول العربية وبين القمم المتتالية ويبدو ان هذا الامر مرشح للاستمرار بعد ان دخلت عبارة 'المصالحة التاريخية مع العدو الاسرائيلي' ادبيات القمة ما اعتبره الكثير من المراقبين تحضيراً للمسرح العربي لمستويات جديدة من التطبيع والانفتاح بين الكيان الصهيوني وبعض الدول الخليجية .
وزير خاجية لبنان السابق عدنان منصور يؤكد هذه الاجواء في حديثه لوكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية ويعتبر ان القمة في عمان لم تقدم شيئا جديدا للعمل العربي المشترك ولا للقضية الفلسطينية ولا علي مستوي مكافحة الارهاب . ويصف منصور الكلمات التي القيت بـ'الانشائية ولا ترتقي الي مستوي المسؤولية التي تقتضيها الظروف الصعبة التي تعيشها المنطقة خاصة في ظل الاعتداءات الاسرائيلية علي فلسطين ولبنان وسوريا والارهاب الذي يعبث في سوريا والعراق وليبيا' .
ويعيد منصور السبب الي نوايا بعض الزعماء العرب بتحويل الاهتمام الي اتجاه يخرج اسرائيل من دائرة الصراع ويستعدي دولة وقفت الي جانب قضايا الحق في المنطقة ودعمت فلسطين ولبنان وسوريا والعراق اي الجمهورية الاسلامية الايرانية . الا ان منصور يعتبر ان هذا الامر لن ينجح لان القمة فقدت ثقة شعوب العالم العربي فهي لم تقدم تاريخيا اي شيء لفلسطين . ويتوقف وزير الخارجية السابق عند ورود عبارة ' المصالحة التاريخية ' مع اسرائيل في البيان الختامي للقمة ويعلق قائلا 'ان من يتصور ان اسرائيل ستقبل السلم واهم. فهذا كيان قام علي العدوان والتطهير العرقي ورفض كل محاولات التسوية' , يذهب منصور الي حد الكلام عن ان اصرار العرب علي المبادرة التي اعلنوها في قمة بيروت عام 2002 هو امر مهين لهم اذ كان يتوجب سحبها من التداول حفاظا علي الكرامة العربية بعد الرفض الاسرائيلي المتواصل لها .
المشهد العربي القاتم الذي ظهر في القمة الاخيرة اخترقه حدث ايجابي يتيم هو خطاب رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون . يصف منصور كلام عون بالشجاع والذي ينم عن ضمير حي . لقداطلق عون من وجهة نظر منصور صرخة مدوية في العالم العربي عندما سأل عن ممولي وداعمي الارهاب وعندما طالب بتوجيه البوصلة العربية نحو فلسطين . ويشير منصور الي ان كلام الرئيس عون هو عبارة عن رسائل موجهة الي الحكام العرب وما يتوجب عليهم ان يفعلوه وتساؤلات تنتظر الاجوبة والاعمال التنفيذية .
بدوره يوافق امين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين مصطفي حمدان علي اهمية خطاب الرئيس عون في افتتاح القمة في الاردن ويؤكد في حديث لوكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية ان الرئيس اللبناني فتح من خلال كلامه بابا للزعماء العرب من اجل اعتماد الحوار كوسيلة لحل الخلافات القائمة .كما انه حذرهم من ان يتم فرض الحلول الاقليمية بمعزل عن ارادتهم ما سيجعلهم عمولة علي طاولة المفاوضات الدولية . ويشير حمدان الي ان عون وهو الرئيس المسيحي المشرقي العربي الوحيد في القمة كان واضحا فيما يخص القضية الفلسطينية وفي دعوته لوقف التدمير والتقاتل العربي العربي والذهاب صوب القضية الفلسطينية وتحويلها الي اولوية في العالم العربي .
وردا علي سؤال حول مدي تأثير الرسالة التي بعث بها خمسة من رؤساء سابقين للجمهورية والحكومة في لبنان (امين الجميل ،ميشال سليمان، فؤاد السنيوررة ، نجيب ميقاتي وتمام سلام ) . ينفي حمدان اي جدوي لهذه الرسالة التي تحولت الي قنبلة صوتية دون اي تأثير بفضل الموقف المتضامن بين رئيسي الجمهورية والحكومة ويصف سلوك الرؤساء السابقين بالمنافي للدستور والشرعية والذي يستدعي اجراءات قانونية عقابية لمخالفتهم المواد 49 و50 و52 من الدستور اللبناني والتي تنص علي ان التعاطي مع الجهات الدولية والاقليمية محصور برئيس الجمهورية او مجلس الوزراء .ويؤكد حمدان ان خطاب عون التاريخي والتأييد الذي حظي به من كل المكونات اللبنانية شكل افضل رد علي المصطادين بالمياه العكرة .
علي الرغم من الترحيب العربي واللبناني الذي حظي به كلام الرئيس اللبناني الا ان حمدان لا يتوقع اي تجاوب عربي والسبب ان هناك 'منظومة مصالح متبادلة بين الكيان الصهيوني وهذه الانظمة التي حاربت كل مشاريع المقاومة بدءا بعبد الناصر وصولا الي الجمهورية الاسلامية الايرانية مرورا بالمقاومتين الفلسطينية واللبنانية' .من هنا لاينتظر حمدان اي انجازات من القمة العربية خاصة' في ظل استبعاد سوريا التي تشكل قلب العروبة النابض كما اسماها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر' . يصف حمدان قمة الاردن بـ'الباهتة والفاقدة لاي قيمة . فالبيان الختامي لم يتوجه باي كلمة للكيان الاسرائيلي اضافة الي انه تضمن تزويرا مفضوحا للمبادرة العربية' .
و يري حمدان ان الزعماء العرب تبنوا نسخة (فريدمان - عبد الله) التي تسقط بند حق العودة في اشارة الي المعلومات المتداولة عن ان الصحفي الاميركي المقرب من اسرائيل توماس فريدمان هو الذي اقترح المبادرة علي الملك السعودي السابق عبدالله بن عبد العزيز .
انتهي**388**1369


www.irna.ir

تحقق أيضا

قيادي في حركة فتح: نحن جزء أصيل مما يجري من مواجهة في القدس

وقال في تصريح خاص لمراسلنا ان معظم قيادات فتح بالمعتقلات نتيجة ما قاموا به في …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *