الصفحة الرئيسية / سیاسیة / قمة عمان العربية .. مكانك راوح

قمة عمان العربية .. مكانك راوح

القادة العرب وكما ظهر في “اعلان عمان” ، مازالوا يصرون علي تعليق الحالة المتردية التي تعيشها معظم بلدانهم ، والتي كانت نتيجة طبيعية لسياساتهم الكاراثية ، علي شماعة الاخرين ، دون ان يكلفوا انفسهم عناء الاقتراب من الاسباب الحقيقة وراء فشل هذه السياسات ومعالجتها للتخفيف من وطأة الحالة المزرية التي تعيشها الدول العربية والتي اصبحت بعضها دولا فاشلة ، فهم في وضع “مكانك راوح” منذ القمة الأولي التي عقدت بمصر في ايار/ مايو 1946، وحتي اليوم.
نظرة سريعة الي ما ورد في البيان الختامي لقمة عمان ، تكفي لاثبات ان القادة العرب مازالوا يتهربون من تحمل مسؤولية الوضع الكارثي التي تعيشها معظم الشعوب العربية بسبب سياساتهم التي طالما كانت صدي لمصالح دول كبري لا تضمر لبلدانهم وشعوبهم خيرا.
علي سبيل المثال طالب الزعماء العرب “الي وقف التدخلات الخارجية في شؤون دولهم ” ، و نددوا بالمحاولات “الرامية الي زعزعة الامن وبث النعرات الطائفية والمذهبية او تاجيج الصراعات وما يمثله ذلك من ممارسات تنتهك مباديء حسن الجوار والقواعد الدولية ومباديء القانون الدولي وميثاق الامم المتحدة” ، ومن الواضح ان الجهة التي يقصدها القادة العرب في هذه الفقرة ليست “اسرائيل” ولا “امريكا” بالتأكيد ، بل الجمهورية الاسلامية في ايران.
هنا نتساءل من الذي اوصل ليبيا الي ان تكون دولة فاشلة تصول فيها الجماعات التكفيرية وتجول ، ايران ام القادة العرب ؟، من الذي شرعن تدخل الناتو في ليبيا ، ايران ام القادة العرب؟، من الذي وضع ليبيا تحت سكين التقسيم ، ايران ام القادة العرب؟، من الذي يمول الجماعات المتصارعة بالمال والسلاح والغطاء السياسي في ليبيا، ايران ام القادة العرب؟، من الذي علق عضوية سوريا في الجامعة العربية ، ايران ام القادة العرب ؟، من الذي يقف وراء تجنيد وتسليح وتمويل وشحن مئات الالاف من المسلحين التكفيريين القادمين من مختلف انحاء العالم الي سوريا ليعيثوا فيها فسادا، ايران ام القادة العرب ؟، من الذي يصر علي مواصلة الحرب في سوريا لاسقاط النظام في سوريا حتي لو انتهت بتقسيمها ، ايران ام القادة العرب؟، من الذي مازال يصر علي تدخل امريكا والناتو عسكريا في سوريا ومستعد لتحمل تكاليف هذه التدخل بهدف اسقاط النظام في سوريا ، ايران ام القادة العرب ؟، من الذي يشن حربا شاملة لاخطوط حمراء فيها علي الشعب اليمني العربي الاصيل بذرائع تضحك الثكلي ، ايران ام القادة العرب؟، من الذي اوصل اكثر من 20 مليون يمني الي المجاعة ودمر ما بناه الشعب اليمني علي مدي عقود خلال سنتين فقط ، ايران ام القادة العرب ؟، من الذي يحرض امريكا علي التدخل عسكريا في ازمات المنطقة مهما كانت تداعيات هذه التدخل علي شعوبها ، ايران ام القادة العرب ؟، من الذي وفر اسباب غزو العراق وساعد الجيش الامريكي وجيوش الناتو علي غزو هذا البلد وفتح ارضه وسماءه امام الجيوش الغازية ، ايرن ام القادة العرب ؟، من الذي استباح العراق بالجماعات التكفيرية بعد غزوه ، لمجرد ان هناك دولا عربية ترفض الوضع السياسي الجديد في العراق والذي جاء بارادة الغالبية العظمي من الشعب العراقي ، ايران ام القادة العرب؟ ، انه لولا هؤلاء القادة لما وصلت البلدان والشعوب العربية الي ما وصلت اليه اليوم .
الملفت ان بيان عمان خلا من اي اشارة عن الدور التركي الذي كان السبب الرئيسي فيما يحصل في سوريا ، وعلينا الا نغفل عن حجم التحريض العربي وراء التدخل التركي في سوريا ، وهو ما يؤكد عجز القادة العرب عن مواجهة حالة الفشل المزمن التي يعانون منه بسبب سياساتهم وغرق بعضهم في مستنقع الطائفية الذي اعماهم واصمهم واخرسهم .
الملفت ايضا ان امام كل هذا الغمز بايران ، خاطب البيان الختامي لقمة عمان ، العدو الصهيوني بلغة مسالمة في غاية اللين والتواضع ، حيث دعا الي “اعادة اطلاق مفاوضات سلام فلسطينية اسرائيلية جادة وفاعلة تنهي الانسداد السياسي وتسير وفق جدول زمني محدد لانهاء الصراع علي اساس حل الدولتين “، و“التمسك بمبادرة السلام العربية الصادرة العام 2002 ” ، وهو خطاب موجه بالمناسبة الي رئيس الوزراء “الاسرائيلي” بنيامين نتنياهو الذي يعلن جهارا نهار “يهودية كيانه” ويرفض حل الدولتين ويفترس يوميا الاراضي الفلسطينية غير عابيء بالعرب ولا بمبادراتهم ، بسبب تهافت بعض القادة العرب عليه ليتحالف معهم ضد ايران ، وبعد او وجد سندا قويا في البيت الابيض وهو ترامب ، الذي رفض كنتانياهو حل الدولتين ، كما يصر علي نقل السفارة الامريكية من تل ابيب الي القدس.
*بقلم- ماجد حاتمي-شفقنا
انتهي**1369


www.irna.ir

تحقق أيضا

قيادي في حركة فتح: نحن جزء أصيل مما يجري من مواجهة في القدس

وقال في تصريح خاص لمراسلنا ان معظم قيادات فتح بالمعتقلات نتيجة ما قاموا به في …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *