الصفحة الرئيسية / سیاسیة / الأحزاب السياسية الجزائرية يجمعها هاجس المشاركة وتفرقها الأهداف

الأحزاب السياسية الجزائرية يجمعها هاجس المشاركة وتفرقها الأهداف

وتأمل الأحزاب السياسية المشاركة في هذه الانتخابات، وعددها 70 حزبا سياسيا، بالإضافة إلي القوائم الحرة، أن يكون الأسبوع الثاني من حملة الإشهار أكثر استقطابا للمواطن، بعد أن عرف الأسبوع الأول عزوفا من الجزائريين عن التوجه إلي مقرات مداومات المترشحين لهذه الانتخابات أو للتجمعات التي نظموها لشرح برامجهم الانتخابية.
انطلقت هذا الأحد عبر كامل التراب الجزائري الحملة الانتخابية ترقبا للانتخابات المحلية التي ستجري في 23 نوفمبر القادم لإختيار أعضاء المجالس الشعبية البلدية الـ 1.541 والمجالس الشعبية الولائية الـ 48. وذلك في ظل الدور الجديد الذي أسند للجماعات المحلية باعتبارها المحرك الرئيسي لبعث النمو الاقتصادي.
وتتنافس في انتخابات المجالس البلدية (عددها 1541 مجلسا بلديا) 10 آلاف و196 قائمة انتخابية شكلها حوالي 50 حزبا سياسيا و4 تحالفات حزبية وقوائم المترشحين الأحرار. أما بالنسبة إلي مجالس المحافظات وعددها 48 مجلسا، فتتنافس عليها 621 قائمة.
ويتنافس حزب 'جبهة التحرير الوطني' (أقدم حزب في الجزائر وصاحب الأغلبية بالغرفة الأولي في البرلمان الجزائري بـ 161 مقعدا) في مجموع المجالس البلدية والمجالس الولائية، بينما دخل حزب 'التجمع الوطني الديمقراطي' (حزب رئيس الوزراء أحمد أويحيي، وصاحب ثاني أغلبية في البرلمان بـ 100 مقعد) في 1521 مجلسا بلديا وفي كل المجالس الولائية.
ويتطلع هذان الحزبان اللذان يعدان حزبا السلطة ويشكلان الأغلبية الرئاسية، بمعية حزب 'الحركة الشعبية الجزائرية' الذي يرأسه وزير التجارة السابق 'عمارة بن يونس'، وحزب 'تجمع أمل الجزائر' الذي يرأسه وزير النقل السابق 'عمار غول'، إلي الحصول علي أغلبية المجالس المحلية في البلديات والمحافظات.
أما 'حركة مجتمع السلم' الحزب الإسلامي الذي خرج عن التحالف الرئاسي وله 34 مقعدا في الغرفة الأولي للبرلمان، فدخل المنافسة الانتخابية في 720 بلدية و47 محافظة. في حين دخلت باقي الأحزاب السياسية من التيار الإسلامي، وهي 'حركة النهضة'، و'جبهة العدالة والتنمية'، و'حركة البناء الوطني'، هذه الانتخابات بتحالف فيما بينها أسمته 'الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء'.
وقد انتهجت هذه الأحزاب الثلاثة النهج نفسه الذي انتهجته في الانتخابات التشريعية حيث تحالفت فيما بينها لتجاوز مشكل جمع التوقيعات من المواطنين لعدم توفرها علي 4 في المائة من أصوات الناخبين في المجالس المنتخبة السابقة، طبقا لأحكام قانون الانتخابات الجديد. إلا أن هذا التحالف لم يسمح له بأكثر من 15 مقعدا في الغرفة الأولي للبرلمان.
أما أقدم حزب معارض في الجزائر 'جبهة القوي الاشتراكية' (له 14 مقعدا في الغرفة الأولي للبرلمان) فدخل سباق الانتخابات في 18 محافظة و348 بلدية.
وتعتبر جبهة القوي الاشتراكية أن مشاركتها في الانتخابات المحلية 'لا تندرج ضمن منطق تقاسم السلطة وإنما ضمن منطق تعزيز مكاسب النضال السياسي والاجتماعي'. ودخل 'حزب العمال'، وهو حزب يساري، السباق الانتخابي في 43 محافظة.
أما حزب 'طلائع الحريات' الذي تحصل علي اعتماده في 2015 فقط، وقاطع الانتخابات التشريعية فقد وجد صعوبة كبيرة في ضبط قوائمه الانتخابية بسبب صعوبة جمع التوقيعات، وفشل في دخول السباق في قرابة 90 في المائة من المجالس المحلية في البلديات والمحافظات.
ودخل هذا الحزب الذي يرأسه 'علي بن فليس' مدير الديوان السابق للرئيس بوتفليقة في 1999، ورئيس الحكومة السابق، ومنافس الرئيس بوتفليقة في رئاسيات 2004 و2014، بهدف تحقيق نتائج تسمح له بإيجاد منتخبين تمكنه من دخول الانتخابات الرئاسية في 2019.
ولم يقاطع هذه الانتخابات من الأحزاب المعروفة سوي حزب 'جيل جديد' الذي يرأسه 'جيلالي سفيان' الذي اعتبر المشاركة فيها 'مشاركة في تكريس ديمقراطية الواجهة'، ومازال يدعو إلي 'تطبيق المادة 102 من الدستور المتعلقة بحالة شغور منصب الرئاسة بسبب العائق الصحي للرئيس'.
والتقت الأحزاب السياسية المشاركة في هذه المحليات في الخوف من مقاطعة المواطن لهذه الانتخابات، بالنظر إلي نسبة المشاركة الضئيلة التي كانت في الانتخابات البرلمانية السابقة حيث بلغت 37.09 في المائة، ومع ذلك تقول المعارضة إنها نسبة مضخمة.
في هذا السياق أجمعت الأحزاب السياسية في 'الدعوة إلي ضرورة مشاركة المواطن في هذه الانتخابات'، وفي الدعوة إلي 'ضرورة توسيع صلاحيات المنتخب المحلي الموجودة الآن بيد الجهاز التنفيذي، بالشكل الذي يمكنه من خدمة المواطن'. لكنها اختلفت في المسائل المتعلقة بسبل الخروج من الأزمة المالية التي يعيشها المواطن الجزائري في حياته اليومية، ففي الوقت الذي تنادي فيه الأحزاب الموالية للسلطة بضرورة 'تجند الجزائريين خلف برنامج رئيس الجمهورية'، تدعو أحزاب المعارضة إلي محاربة البيروقراطية والفساد وجلب الضرائب المتخلفة من أرباب المال وإعادة أملاك البلديات إلي البلديات'.'
انتهي**472**2041** 2342

www.irna.ir

تحقق أيضا

قيادي في حركة فتح: نحن جزء أصيل مما يجري من مواجهة في القدس

وقال في تصريح خاص لمراسلنا ان معظم قيادات فتح بالمعتقلات نتيجة ما قاموا به في …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *