الصفحة الرئيسية / سیاسیة / حزب الله لم يكن يريد 'حرب تموز' و اسرائيل مسئولة عنها

حزب الله لم يكن يريد 'حرب تموز' و اسرائيل مسئولة عنها

و اضاف فنيش خلال حديث خاص لوكالة الانباء للجمهورية الاسلامية (ارنا) بان حرب تموز فهي اتت في سياق الصراع المستمر وهي استكمال للعام 2000 والعدو كان يعد العدة للانتقام من المقاومة ، ولتغيير المعادلة التي حكمت بعد التحرير خصوصا انه فشل بانهاء دور المقاومة.
و تابع 'هذه الحرب كانت لها تداعيات علي الطبقة السياسية في اسرائيل وفي الميدان انتجت الحرب معادلة كبيرة تحتل فيها المقاومة حيزا كبيرا ومهما وفعالا . لقد اصبحت المقاومة تمتلك قوة ردع في مواجهة العدو في مقابل عجز اسرائيلي وتراجع علي مستوي الدور والوظيفة.'
و فيما يلي نص المقابلة كاملة:
*ارنا: بعد مرور 12 عام علي حرب تموز لا تزال رواية بداية الحرب ملتبسة لدي البعض وهناك من يعتبر ان حزب الله هو الذي بدأ الحرب . ما هو ردكم؟
**فنيش: الحرب لا تبدأ من خلال اشتباك. الحرب تبدأ بقرار معد مسبقا ومخطط له وتاتي لحظة يعتبرها طرف ما مؤاتية. بالنسبة لحرب تموز فهي اتت في سياق الصراع المستمر وهي استكمال للعام 2000 والعدو كان يعد العدة للانتقام من المقاومة ، ولتغيير المعادلة التي حكمت بعد التحرير خصوصا انه فشل بانهاء دور المقاومة.
كما لا يمكن فصل حرب تموز عن القرار 1559 الذي يهدف الي تحقيق ما يرغب به الاسرائيلي اي القضاء علي المقاومة وانهاء دورها . هذا القرار جاء بظروف مؤاتية للعدو الاسرائيلي وفي ظل انقسام داخلي في لحظة دعم خارجي وانقلاب علي الوضع الداخلي. في هذا السياق الداخلي اتت عملية الاسر من اجل تبادل الاسري ولو ان اسرائيل تعاطت برد فعل متناسب مع حجم العملية لما وقعت الحرب لان حزب الله لم يكن يريدها. وقبل عملية 12 تموز حزب الله نفذ اكثر من عملية ولم تؤد الي حرب .
طبعا في 12 تموز اسرائيل كانت تجري مناورات والعملية كانت قاسية في نتائجها وضربت هيبة اسرائيل وكان هناك حسابات داخلية اسرائيلية . اولمرت كان يريد ان يظهر انه قادر ان يغير الصورة ويحقق طموحات داخلية مستندا علي تغيرات اقليمية وعلي دعم المحافظين الجدد في الولايات المتحدة الاميركية . وقد هذا معبرت وزيرة الخارجية الاميركية انذاك كوندوليزا رايس عندما قالت انها تريد من خلال الحرب ان يولد شرق اوسط جديد.
كما ظهر في مذكرات جورج بوش ان قرار الحرب كان اميركيا والاميركيون ارادوا استمرارها ولم يسمحوا بوقفها . الاهداف كانت اسرائيلية اميركية وخيبة الامل بعد الهزيمة كانت ايضا اسرائيلية واميركية .
بالخلاصة حزب الله لم يكن يريد الحرب هو اراد تبادل للاسري والعدو هو الذي يتحمل المسؤولية كاملة عن الحرب العدوانية .

*ارنا: بعد مرور هذه السنوات ماهي نتائج هذه الحرب؟
**فنيش: اهداف الحرب التي ارادها العدو لم تتحقق وكان واضحا منذ بداية العدوان ان اسرائيل رسمت سقوف عالية وهي نفس ما تضمنه القرار 1559 لناحية نزع سلاح المقاومة .
اسرائيل استندت الي هذا القرار لاعطاء شرعية للحرب وبدت كأنها مكلفة بتطبيقه . الا انها فشلت باقرار من قبل كل من ساهم فيها . ولجنة فينوغراد كانت واضحة علي هذا الصعيد .
هذه الحرب كانت لها تداعيات علي الطبقة السياسية في اسرائيل وفي الميدان انتجت الحرب معادلة كبيرة تحتل فيها المقاومة حيزا كبيرا ومهما وفعالا . لقد اصبحت المقاومة تمتلك قوة ردع في مواجهة العدو في مقابل عجز اسرائيلي وتراجع علي مستوي الدور والوظيفة. ساهمت الحرب ايضا في تراجع دور اميركا في المنطقة . فيما بعد جاءت حرب سوريا كمحاولة لتعويض هذه الخسائر علي هذين الطرفين . لا شك ان احد اهم اسباب الحرب علي سوريا هو الدعم الذي قدمته للمقاومة من خلال فتح طرق الامداد بالسلاح وبكل المستلزمات الضرورية . جاءت حرب سوريا من اجل اعادة رسم خريطة المنطقة من خلال الرهان علي التكفيريين . نفس الهدف الذي ارادوا تطبيقه في تموز حاولوا الوصول اليه من خلال حرب سوريا

*ارنا: كيف تصفون دور الجمهورية الاسلامية الايرانية في دعم المقاومة خلال حرب تموز ؟
**فنيش: ان عمق التحولات التي حصلت في المنطقة كانت بسبب انتصار الثورة الاسلامية التي غيرت المعادلات . ايران دعمت المقاومة في لبنان وفلسطين ولولا علاقة ايران بسوريا ووجودهما معا الي جانب المقاومة لما انتصرت المقاومة في حرب تموز ولما انتصرت سوريا ايضا في الحرب الاخيرة التي شنت عليها .
عندما نتحدث عن مقاومة في المنطقة فان قلعة المقاومة هي ايران بقيادة الامام الخامنئي الذي اكمل خط الامام الخميني واحد ركائز مشروع الثورة هو مواجهة اسرائيل وتحرير فلسطين ودعم حركات المقاومة والمستضعفين في العالم . لا يمكن ان نتحدث عن مقاومة فاعلة دون دور ايران ودور سوريا .

*ارنا: الي جانب المواجهة في الميدان حصلت مواجهة سياسية داخل الحكومة اللبنانية وكنت وزيراً لحزب الله في هذه الحكومة . الي اي حد كانت هذه المواجهة السياسية قاسية ؟
**فنيش: المواجهة السياسية كانت هامة جدا ومن المفيد الاشارة الي ان الادارة السياسية للمعركة كانت عند حزب الله وايضا بالتنسيق مع رئيس مجلس النواب نبيه بري . وكان لها ميادين عدة ابرزها في الحكومة اللبنانية . لقد واجهنا محاولات من قبل بعض الاطراف داخل الحكومة لتحويل مجلس الوزراء اللبناني الي جزء من منظومة العدوان علي المقاومة ما يمكن العدو من تحقيق اهدافه وتغطية عدوانه . من جانبنا كنا حريصين علي وحدة الموقف وعلي قطع الطريق علي العدو او علي بعض الجهات اللبنانية الذين ارادوا اظهار حزب الله معزولا في الداخل اللبناني . ايضا استطعنا بالتنسيق مع الرئيس بري عدم الوقوع في الافخاخ ورفض كل مل لا يخدم المقاومة .

*ارنا: ماهي الافخاخ التي استطعتم تخطيها من خلال الادارة السياسية للمعركة ؟
**فنيش: لقد احبطت عدة مشاريع مثل نشر قوات متعددة الجنسيات في الجنوب او صدور قرارات دولية وفق الفصل السابع او سحب سلاح المقاومة اضافة الي عدم الموافقة علي تأجيل عودة اهالي الجنوب الي قراهم ومدنهم . هذه النقطة كانت مهمة جدا. وقد اصر عليها الاميركيون . ارادوا الضغط علي المقاومة من خلال ورقة النازحين الا ان لحظة العودة في 14 اب احبطت الكثير من الخطط .
هذه الانجازات كانت نتيجة مجموعة عوامل منها صمود المقاومين في الميدان مقابل الاخفاق الاسرائيلي ما شكل رافعة للموقف السياسي وكانت النتيجة انتاج حلول رسخت معادلة الردع القائمة اليوم والتي تحمي لبنان من العدوان الاسرائيلي .

*ارنا: هل ترون ان معادلة الردع اليوم لها مقومات الاستمرارية خاصة انها وضعت اسرائيل في حالة من العجز عن المبادرة لم تشهد مثيلا لها منذ قيامها وبالتالي هي تسعي لكسر هذه المعادلة ؟
**فنيش: بين العامين 2000 و2006 كان الاسرائيلي يلملم خسائره بعد هزيمته في العام 2000 ويقيم نقاط ضعفه وعمد الي وضع خطط ومناورات وتدريبات معلنة وغير معلنة بهدف استخلاص العبر والدروس. في المقابل المقاومة ايضا درست العبر . وقد لجأ العدو في تلك المرحلة الي تنفيذ ضربات امنية واغتيالات . في حرب تموز ترسخت معادلة منعته من شن حرب علي لبنان وهذا امن الحماية واستمر هذا الامر حتي العام 2011 .
بعد 2011 شن العدو ،ومعه كل الاطراف التي تواطأت معه في حرب تموز مثل واشنطن ودول عربية، حربا علي سوريا لتحقيق نفس اهداف حرب تموز وللالتفاف علي طرق دعم المقاومة . راهن هؤلاء علي سقوط سوريا فتصبح المقاومة من دون خط امداد ومن دون حليف استراتيجي . منذ العام 2011 وحتة اليوم الصراع مستمر .

*ارنا: هل هذا يعني ان اسرائيل ليست بوارد شن حرب مباشرة علي المقاومة في لبنان ؟
**فنيش: الاسرائيلي لو انه مطمئن لامكانية تحقيق نتائج فانه لا يتورع عن شن حرب. لكنه يضع في حساباته قدرات المقاومة التي تكبر وتجعله يدفع ثمنا باهظا لا يتحمله . انا اري ان الثقة بالجيش الاسرائيلي تراجعت والقوي التي كانت تراهن عليه لم يعد بامكانها الاعتماد علي قدراته المتراجعة . لذلك فان الولايات المتحدة تجرب بوسائل اخري مثل الجماعات التكفيرية اضافة الي الحرب الاقتصادية والعقوبات علي الجمهورية الاسلامية الايرانية وعلي المقاومة . طبعا الاداء الاميركي فيه غطرسة وغرور ولكنه ايضا يعكس ضعفا وتراجعا.
الحرب علي المقاومة لم تعد فقط من خلال الرهان علي دور اسرائيل التي ظهرت غير قادرة علي اداء المهمة . اليوم هناك رهان علي دول عربية وعلي صفقة القرن.

*ارنا: هل ترون ان محاولة ضرب القاومة من خلال الساحة السورية انتهت الي فشل وهزيمة المعتدين ؟
**فنيش: مشروع تقسيم سوريا وتغيير النظام وشيطنة الرئيس السوري سقطت . لولا صلابة الرئيس الاسد لكان الارهاب اليوم يضرب المنطقة والعالم . هذه المخططات سقطت والحرب علي سوريا سقطت بنسبة عالية ولكن تبقي الادارة السياسية للمعركة المتمثلة بالحل السياسي.

*ارنا: هناك ملف يخوضه لبنان مع العدو الاسرائيلي وهو ملف ترسيم الحدود البرية والبحرية . ما هو موقف المقاومة تجاه هذا العنوان ؟.
**فنيش: المقاومة تقوم بدورها بتحرير الارض واسترداد الدولة للسيادة والحماية تجاه العدو الاسرائيلي او التكفيري . وهذا الامر يتطلب قوة المنطق ومنطق القوة ايضا .
المقاومة تردع اسرائيل ونحن اعلنا اننا جاهزون لاي امر تطلبه الدولة اللبنانية لتثبيت حقوقنا البرية والبحرية .

*ارنا: بالنسبة للتطورات الداخلية، هل ترون ان تشكيل الحكومة ممكن في المدة القريبة ام ان العقد مستعصية؟
**فنيش: نحن نعتبر اننا تأخرنا في تأليف الحكومة خاصة انها تاتي بعد اجراء الانتخابات النيابية . اليوم يمر شهران ما يعني اننا اصبحنا في مأزق . بتقديري من المصلحة عدم التأخير اكثر لان البلد بحلجة الي جرعة ثقة والي اجواء تعكس الاستقرار الامني وانتظام عمل المؤسسات وممارسة الحكومة لواجباتها من اجل حل المشاكل الاقتصادية والمالية . التأخير اصبح مضرا.

*ارنا: هل ترون ان العقد داخلية او خارجية ؟
**فنيش: العقد داخلية مع الاشارة الي تأثير العوامل الخارجية علي مواقف بعض الاطراف في لبنان .احدي المشكلات الاساسية هي ان هناك من يطالب بحصص اكبر من حجمه الطبيعي وهذه الاطراف تستقوي بالعامل الخارجي .

*ارنا: متي تتوقعون تأليف الحكومة ؟
**فنيش: ننتظر مساعي الرئيس المكلف وما يمكن ان يطرحه من تسويات . وبالتالي لا يمكننا اعطاء توقيت للتأليف.

*ارنا: هل يمارس حزب الله ضغوط من اجل الاسراع في التأليف ام يكتفي بالمراقبة دون اي مبادرة ؟
**فنيش: حزب الله من خلال تحالفه مع حركة امل يعتقد ان ما طلبه الفريقان اقل مما يتناسب مع حجمنا التمثيلي ولدينا مطلب دعم حلفائنا . اما تدخلنا في مسار التاليف فيحصل من خلال القنوات القائمة مع المعنيين .
انتهي**388**س.ر

www.irna.ir

تحقق أيضا

قيادي في حركة فتح: نحن جزء أصيل مما يجري من مواجهة في القدس

وقال في تصريح خاص لمراسلنا ان معظم قيادات فتح بالمعتقلات نتيجة ما قاموا به في …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *